تداولت وسائل إعلام سورية، وبعض الصفحات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن إغلاق المعابر بين مناطق الحكومة السورية ومناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا. واللافت أن بعض تلك المواقع الإعلامية المحلية اعتبرت ذلك إحدى نتائج التقارب السوري-التركي، وأن “الإدارة الذاتية” هي التي أغلقت المعابر مع دمشق.

لكن بعض المسافرين أكدوا لـ”الحل نت” أن الإغلاق لم يستمر إلا في الفترة الصباحية من اليوم الأحد 30 حزيران/ يونيو الجاري، وتم فتح المعبر كالمعتاد بعد ساعات الظهر، وعبرت جميع الحافلات “البولمانات” من “معبر الطبقة” الواقع في محافظة الرقة، والذي يربط بين مناطق دمشق و“الإدارة الذاتية”.

وعزا البعض السبب إلى تخفيف الضغط على المعبر، فيما أرجعه آخرون إلى التقارب السوري-التركي، ليبقى السبب الحقيقي مجهولاً في ظل صمت حكومة دمشق و”الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا.

حركة المعبر “طبيعية”

وإزاء توقف المعبر أمام حركة المسافرين في الفترة الصباحية من اليوم الأحد، أصدرت إحدى شركات النقل عبر صفحتها الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، بياناً قالت فيه إن “حركة النقل مقتصرة على الطلاب والمرضى، بشرط إرفاق الوثائق الثبوتية (البطاقة الجامعية – التقرير الطبي) للسماح لهم بالتنقل بين مناطق حكومة دمشق ومناطق “الإدارة الذاتية”.

وفي هذا الصدد قالت إحدى المسافرات لـ”الحل نت” إنها كانت مسافرة صباح اليوم الأحد من مدينة حلب (مناطق سيطرة حكومة دمشق) إلى محافظة الرقة (مناطق سيطرة الإدارة الذاتية)، لكن عندما علم سائق “الباص” بإغلاق المعبر أمام حركة المسافرين، عاد على الفور باتجاه حلب، فيما واصل كثيرون من سائقي “البولمانات” باتجاه “معبر الطبقة” وانتظروا هناك حتى سمح لهم بالعبور بعد ساعات الظهر من اليوم الأحد.

“الحل نت” تواصل مع عدد من شركات النقل حول هذه الأنباء، لتؤكد جميعها أن المعبر قد توقف بالفعل أمام حركة المسافرين، ولكن لعدة ساعات فقط، وبعدها سُمح للجميع بالمرور، وذلك بعد فترة الظهيرة من اليوم الأحد.

تدعيماً لذلك، قال مسافر مقيم في محافظة اللاذقية لـ”الحل نت” إنه توجه صباح اليوم الأحد إلى كراج البولمان في اللاذقية وحصل على حجز ليوم غد الاثنين من (اللاذقية باتجاه مدينة الرقة)، مؤكداً أنه مدني وليس طالباً أو مريضاً.

وأردف في اتصال هاتفي، أن شركات النقل قالت إنه في ساعات الصباح لم يسمح للمسافرين من العبور، باستثناء من كانوا يحملون بطاقات جامعية أو أوراق تثبت على أنهم “مرضى”، ولهذا السبب حذرت بعض شركات النقل البري المسافرين من هذا الأمر، إلا أن الأمور عادت إلى طبيعتها في فترة ما بعد الظهر، حيث مرت جميع “البولمانات” عبر “معبر الطبقة”، مما يعني عودة حركة المرور إلى طبيعتها أمام جميع الفئات من المسافرين.

المصدر نفسه، والذي فضل عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن كل ما قيل عن قيام “الإدارة الذاتية” بإغلاق المعبر هو “مجرد تكهنات من المسافرين”، حيث لم يتم توضيح الأسباب الحقيقية حتى اللحظة من قبل أي طرف، سواء حكومة دمشق أو “الإدارة الذاتية”.

“أسباب روتينية”

قالت بعض وسائل الإعلام المحلية إن “الإدارة الذاتية” أغلقت المعابر (الصالحية، الطبقة، والتايهة) التي تربطها بمناطق سيطرة حكومة دمشق، وسمحت فقط للطلاب بالعبور، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن إجراءات أمنية استعداداً لـ”انتخابات البلديات”، في شهر آب/ أغسطس القادم، فضلاً عن أن خطوة الإغلاق هذه من قبل “الإدارة الذاتية” جاءت نتيجة التقارب السوري-التركي.

إلا أن مصدر سياسي مقرب من “الإدارة الذاتية” قال في حديث لـ”الحل نت” إن هذه الأسباب غير منطقية، إذ لا يوجد تقارب رسمي أو حتى جدي بين دمشق وأنقرة حتى تتخذ “الإدارة” خطوات تصعيدية مع دمشق. وفي اعتقاد المصدر السياسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن إغلاق المعابر جاء نتيجة الضغط الكبير على حركة المسافرين وليس أكثر من ذلك، أي أن الأولوية تعطى لأصحاب الحالات الاضطرارية والحرجة، أي فئتي “الطلبة والمرضى”، وعودة المعبر إلى وضعه “الطبيعي” بعد الظهر دليل على عدم وجود أي سبب سياسي وراء ذلك، بل أنها مجرد مشكلة روتينية تحدث من وقت لآخر.

أما عن ربط إغلاق المعابر بالانتخابات البلدية في شمال شرقي سوريا، فيرى المصدر السياسي أنه لا يوجد أي ربط منطقي بهذا السبب، خاصة وأن معظم المسافرين إلى مناطق سيطرة حكومة دمشق، يتنقلون لقضاء بعض الاحتياجات، مثل “الدراسة الجامعية، المرضى، إجراءات لم الشمل بقصد السفر إلى الخارج.. وما إلى ذلك”.

ومن المستبعد أن يسافر السكان للتهرب من التصويت في الانتخابات، فهناك ما يكفي من الهموم والمسؤوليات والأولويات لدى الأهالي، فكيف يسافرون ويتكبدون نفقات ومصاريف باهظة من أجل الهروب من “التصويت” الانتخابي كما يزعم البعض! فهذا الأمر مستبعد وغير منطقي تماماً، بالنظر إلى أحوال الناس المعيشية، بجانب أن انتخابات البلدية ستجري في شهر آب/ أغسطس المقبل، يضيف المصدر السياسي ذاته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات