في ظل أزمة ارتفاع الأسعار في سوريا والتي لا تتناسب مع الدخل المحدود، تعتزم جمعية المأكولات الشعبية رفع أسعار المأكولات في المطاعم الشعبية بمختلف أصنافها، إذ قدّمت الجمعية لائحة أسعار جديدة لمحافظة دمشق، بانتظار الموافقة عليها واعتمادها بقرار رسمي.

بحسب رئيس جمعية المأكولات الشعبية، كمال النابلسي، فإن الأسعار ستزيد بنسبة 75 بالمئة عن الأسعار المعتمدة وفق اللائحة المطبّقة اليوم، بحيث تكون قريبة من أسعار المأكولات الشعبية المعتمدة من قِبل أصحاب المطاعم.

المطاعم رابحة

هذه ليست المرة الأولى التي تتقدم بها الجمعية بطلب لرفع الأسعار، إذ سبق لمحافظة دمشق أن رفضت مقترحاً لـ لائحة الأسعار قبل أشهر، حيث تأتي اللائحة الجديدة، وفق النابلسي، تماشيا مع ارتفاع تكاليف تلك المأكولات.

ولم يخفِ رئيس الجمعية في تصريحاته لصحيفة “البعث” المحلية، أن مطاعم المأكولات الشعبية كلّها رابحة، ولا يوجد مطعم خاسر، فهناك كلّ يوم مطاعم جديدة تدخل السوق، و”هذا يدحض كلّ ما يقال إن هناك مطاعم أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل مقارنة بالأرباح المحققة، أو لأنها خسرت، بل على العكس تماماً هناك زيادة بأعداد المطاعم”.

أما بالنسبة لالتزام تلك المطاعم بالأسعار المعتمدة رسمياً، أكد النابلسي أن معظمها يلتزم بالأسعار، وما حصل مؤخراً من شطط عند معظم المطاعم عائد لأسباب تتعلق بارتفاع تكاليف تأمين المواد الأولية التي تدخل في صناعة المأكولات الشعبية وعدم مجاراتها من قبل الجهات المعنية.

ارتفاع التضخم 93 بالمئة 

الزيادة المرتقبة لا تتماشى مع متوسط الرواتب والأجور الحالية والذي يغطي 7 بالمئة فقط من تكلفة الحصة الغذائية الشهرية للمواد الأساسية، بعد أن ارتفعت أسعارها بنسبة 100 بالمئة للخبز، ومن 55 بالمئة إلى 80 بالمئة بالنسبة للخضار، ومن 10بالمئة إلى 38 بالمئة بالنسبة للحوم البيضاء، بينما وصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى 285 ألف ليرة سورية، بحسب مؤشر “بزنس 2 بزنس” لأسعار السلع في سوريا.

ويأتي ارتفاع الأسعار في وقت تراجعت فيه القوة الشرائية في ظل ارتفاع التضخم، إذ انخفضت قيمة الليرة السورية انخفاضاً كبيراً بنسبة 141 بالمئة مقابل الدولار الأميركي في عام 2023،  بينما بلغت نسبة ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين بنسبة 93 بالمئة، وقد تفاقم هذا الوضع بسبب خفض الدعم الذي تقدمه الحكومة، بحسب تقرير للبنك الدولي.

وتوقّع التقرير أن يستمر الانكماش الاقتصادي في العام الحالي، بنسبة 1.5بالمئة، إضافة إلى التراجع الذي بلغ 1.2بالمئة في 2023. ومن المتوقع أن يبقى الاستهلاك الخاص، وهو عجلة النمو الرئيسية، في تراجع مع استمرار تآكل القوة الشرائية بسبب ارتفاع الأسعار.

الجدير بالذكر أن الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة السورية يُقدر بـ 8.1 مليون ليرة سورية شهريا، وفقاً لـ “مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة” في 30 حزيران/يونيو الماضي، بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور عند 278.910 ليرة سورية، أي ما يعادل أقل من 19 دولاراً شهرياً. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات