نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها السوريون في سوريا، انتشرت الأمراض النفسية، خاصة لدى الشباب والشابات، بعد أن أصبحت أهدافهم بـ بناء حياتهم عبارةً عن أحلام وأوهام، لا يمكن تحقيقها في ظل الظروف الراهنة، ناهيك عن طول أمد الأزمة وامتدادها، من دون وجود حلٍّ يلوح في الأفق.

هذه الأوضاع ألقت بتبعاتها على المجتمع، وازدادت يوما بعد يوم، إذ لا يخلو يوم من دون مفاجآت ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والتي يتبعها قرارات برفع أسعار الخدمات كالاتصالات والانترنت، بينما يبقى الارتباط وتكوين أسرة، حُلما بعيد المنال بالنسبة للأغلبية منهم.

أفكار بالانتحار

الدكتور في قسم علم النفس بجامعة دمشق مروان الأحمد، كشف عن انتشار الأمراض النفسية في سوريا، وخاصة لدى فئة الشباب، وتحديدا النساء، نتيجة الأوضاع المعيشية و التعنيف الأُسري والخيانة العاطفية والحرب والزلزال.

مستشفى ابن رشد للأمراض النفسية في دمشق - انترنت
مستشفى ابن رشد للأمراض النفسية في دمشق – انترنت

ولفت في تصريحات نقلها موقع “كيو بزنس” المحلي، إلى أن أكثر المرضى الذين يراجعون العيادات النفسية هم من النساء، على الرغم من وجود الأمراض لدى الجنسَين، بينما أوضح أن الذكور ما يزالون يخافون من المجتمع بسبب نظرته إلى المرض والطبيب النفسي على أنه وصمة عار.

أكثر الأمراض النفسية شيوعا خلال هذه الفترة، هي الاكتئاب، يليه الوسواس القهري والقلق الذي غالباً ما يترافق مع الاكتئاب، مشيراً إلى أن الأعمار الأكثر إصابةً بها هي ما بين 25-35 عاما، ونحو 5-10 بالمئة منهم تراودهم الأفكار بالانتحار، بحسب الأحمد.

وتابع أن الإصابة بأحد الأمراض المذكورة سابقا، قد تكون بسبب الصدمات الذي يتعرض لها المريض، أي ما يسمى باضطراب الشّدة ما بعد المرض (الصدمة)، وغالبا الأمر يترافق مع خيانات من قِبل الشريك أو مواقف صادمة أخرى، مثل الخوف الشديد بسبب رؤية مشاهد مؤذية أثناء الحرب وسماع أصوات الانفجارات.

نسبة النساء هي الأعلى

خلال النصف الأول العام الجاري 2024، سجلت وزارة الصحة السورية نحو 9700 حالة مصاب بمرض الاكتئاب في سوريا، بينهم 5355 حالة اكتئاب للإناث مقابل 4344 للذكور، أي أن إصابة الإناث أعلى من الذكور بنحو ألف حالة.

المزاج المكتئب هو أحد أعراض بعض اضطرابات المزاج مثل اضطراب الاكتئاب الشديد أو عسر المزاج؛ بحسب ويكيبيديا - انترنت
المزاج المكتئب هو أحد أعراض بعض اضطرابات المزاج مثل اضطراب الاكتئاب الشديد أو عسر المزاج؛ بحسب ويكيبيديا – انترنت

وأوضح رئيس دائرة الصحة النفسية في مديرية الرعاية الصحية بوزارة الصحة، أحمد سلامة، أن جميع المسجلين سابقا بهذا المرض، وما زالوا يعانون حالة من الاكتئاب مع المسجلين هذا العام، بلغ 36082 حالة، في حين أن هذه الإحصائيات تشمل الإناث والذكور من عمر 6 سنوات إلى ما فوق الـ 61 عاما، وتشمل فقط المسجلين في المشافي والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

في أيار/مايو الماضي، كشفت الإحصائيات ازدياد حالات الاكتئاب في سوريا إلى الضعف، خلال العامين الفائتين، حيث وصل العدد الكلي لحالات الاكتئاب المسجلة في العام 2023، إلى 87966، في حين كانت نحو 40114 حالة في العام 2021 .

ويرجح أن تكون الأعداد أكبر من ذلك بكثير، إذ إن هذه الاحصائيات تشمل فقط المستشفيات التابعة لوزارة الصحة السورية، وهي مستشفيات ابن سينا، ابن رشد، ابن خلدون، ولا تشمل القطاع الخاص أو الهلال الأحمر أو الجمعيات الخيرية أو المستشفيات التابعة لوزارتي التعليم العالي والدفاع، التي تقدم خدمات مشابهة في الصحة النفسية. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات