في ظل الحديث عن التقارب بين أنقرة ودمشق ومساع موسكو لجمع الأطراف قريبا، أكدت الولايات المتحدة الأميركية، عدم وجود نيّة لتطبيع العلاقات مع سوريا، إلى حين تحقيق تقدّم في المسار السياسي، بينما نفت وجود أي خطط لدى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لسحب القوات الأميركية من سوريا.

وقال مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، إن الولايات المتحدة ملتزمة بالشراكة التي تجمعها مع القوات المحلية في سوريا.

شروط التطبيع

وحول التطبيع مع “نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، أكد غولدريتش أن الولايات المتحدة لن تطبّع مع السلطة في دمشق إلى حين حصول تقدم صادق ومستدام في أهداف القرار 2254، وحتى يتم احترام حقوق الإنسان للشعب السوري، وحصوله على الحقوق المدنية التي يستحقها.

نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن ملف سوريا لدى الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش - انترنت
نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن ملف سوريا لدى الخارجية الأميركية، إيثان غولدريتش – انترنت

المسؤول الأميركي أضاف في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” في 31 آب/أغسطس الماضي، أن “واشنطن لا تدعم الانخراط مع النظام السوري، بل تذكّر البلدان بأنها يجب أن تستعمل هذه العلاقات للدفع نحو الأهداف الدولية المشتركة تحت القرار 2254″، وأن ما يفعلونه يجب أن يصبَّ في مصلحة تحسين وضع الشعب السوري.

وأكد غولدريتش أن “الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بمبادئها وسياساتها وقوانينها، والطريق لتغيير العلاقة مع النظام السوري بالنسبة لنا واضحة جداً: إذا غير النظام من تصرفاته التي أدت إلى إصدار القوانين التي تم إقرارها هنا، وللسياسات التي لدينا، وإذا تغيرت هذه التصرفات والظروف داخل سوريا، فإنه من الممكن أن تكون لدينا علاقة مختلفة، لكن يجب أن يبدأ الأمر من هذا المنطلق.”

اللجنة الدستورية

من الواضح أن واشنطن ليس لديها أي خطط لتغيير موقفها من الحكومة السورية عما قريب، وربما يستمر هذا الوضع سنوات عديدة في ظل جمود المسار السياسي، إذ أعاد غولدريتش التذكير بمرور عامين على اجتماع اللجنة الدستورية وإلى عدم تعاون السلطة في دمشق أو قيامه بخطوات نحو المسار السياسي، وهو وضع يجب تغييره، حسب وصفه.

جلسة لمجلس الأمن الدولي - انترنت
جلسة لمجلس الأمن الدولي – انترنت

بينما أعرب ممثل الولايات المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في الـ 28 من آب/أغسطس، عن قلقه إزاء مرور أكثر من عامين منذ الاجتماع الأخير للجنة الدستورية، بينما لا تُظهر دمشق اهتماماً يُذكر بالانخراط بشكل هادف في العملية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن 2254.

الممثل، أضاف أن العقوبات الأميركية ستبقى سارية حتى يتم إحراز تقدم ملموس وقابل للقياس نحو حلٍّ سياسي يتماشى مع القرار 2254 على الأقل. وذكّرت الولايات المتحدة شركاءها في المنطقة بأن التطبيع مع سوريا لن يؤدي إلى إنهاء أو انخفاض إنتاج “الكبتاغون”.

لا نيّة للانسحاب

غولدريتش، وهو المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية، أكد قبل مغادرة منصبه، أن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا، نافيا أي خطط لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لسحبها، إذ قال إن التركيز ينصبّ حاليا على الهدف، وهو عدم ظهور “داعش” مجددا، موضحا أن واشنطن ما تزال ملتزمة بالدور الذي تلعبه في ذلك الجزء من سوريا، وبالشراكة التي تجمعها مع القوات المحلية، التي تعمل معها والحاجة لمنع ذلك الخطر من العودة مجددا.

عربتان أميركيتان وسط مدينة الحسكة - انترنت
عربتان أميركيتان وسط مدينة الحسكة – انترنت

وأكد غولدريتش التزام الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، إذ قال إنّنا ملتزمون بالدور الذي نلعبه لتأمين المساعدات الإنسانية لسوريا، وتوفير الأموال التي تم التعهّد بها في بروكسل.

“لقد تعهدنا بـ 593 مليون دولار في الربيع، ومنذ بداية النزاع قدّمنا 18 مليارا لمساعدة السوريين الموجودين داخل سوريا، ولمساعدة اللاجئين في البلدان المجاورة، لذا نحن نبقى ملتزمين بتقديم هذه المساعدات. فنحن على علم بأن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر حاليا، وأن العذاب مستمر”، بحسب غولدريتش.

وشدّد غولدريتش، على ضرورة محاسبة المسؤولين عن وضع ضحايا الاختفاء القسري، مشيرا إلى أنه جرى فرض عقوبات على المسؤولين عن حالات الاختفاء القسري، وتشكيل مؤسسة مستقلة للأشخاص المفقودين لمساعدة عائلاتهم بطريقة غير سياسية للحصول على أي معلومات عنهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات