بينما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له، اليوم الجمعة، مقتل قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات ضمن “قوات الرضوان” النخبة التابعة لـ”حزب الله”، مرة أخرى، تتعرض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” للنيران الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وأفاد مصدر بالأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على نقطة مراقبة في القاعدة الرئيسية لقوات “اليونيفيل” في الناقورة بجنوب لبنان، مما أدى إلى إصابة فردين، بحسب وكالة “رويترز”.
مقتل قائد بـ”الرضوان” واستهداف “اليونيفيل”
في السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان منشور على منصة “إكس/تويتر”، إن “طائرات حربية تابعة لسلاح الجو قضت على قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة (الرضوان) في منطقة ميس الجبل، ويدعى غريب الشجاع”.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن “غريب الشجاع كان مسؤولا عن مخططات عديدة لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه منطقة رمات نفتالي”.
وتابع: “كما كشفت قوات جيش الدفاع ودمرت منصات صاروخية جاهزة للإطلاق باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي وأراضي دولة إسرائيل”.
إصابة فردين
بالعودة إلى مصدر من الأمم المتحدة لـ”رويترز”، فقد أشار إلى أن القوات الإسرائيلية اخترقت أيضا محيط موقع آخر “لليونيفيل” وأطلقت النار عليه أمس.
من جانبها، أعلنت الخارجية اللبنانية، اليوم الجمعة، أن هجوما إسرائيليا جديدا على مقر الكتيبة السريلانكية في قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان أسفر عن سقوط جرحى، غداة هجوم مماثل أدى لإصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح.
وقالت الوزارة في بيان إن “قصفا استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في رأس الناقورة وفي مقر الكتيبة السريلانكية ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل”.
ونددت الوزارة اللبنانية بأشد العبارات “بالاستهداف الممنهج والمتعمد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي”، فيما تستمر المواجهات في المنطقة الحدودية بين إسرائيل و”حزب الله”، وفق ما نقلته “وكالة الصحافة الفرنسية”.
إزاء ذلك، أكدت إندونيسيا، الجمعة، إصابة اثنين من جنودها في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان بنيران إسرائيلية، معتبرة الاستهداف الإسرائيلي لـ”اليونيفيل” انتهاكا للقانون الدولي.
وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”، فقد أشارت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي في بيان إلى أن “اثنين من العناصر أصيبا في الهجوم في الناقورة، وهما من إندونيسيا”، موضحة أن الجنديين أصيبا بجروح طفيفة وهما في المستشفى.
ودعت ريتنو مارسودي جميع الأطراف إلى احترام مناطق وجود الأمم المتحدة في كل الظروف.
وطلب الجيش الإسرائيلي من “اليونيفيل” الأسبوع الماضي الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية “في أقرب وقت ممكن من أجل الحفاظ على سلامتكم”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
فيما أرسلت قوات “اليونيفيل” رسالة للجيش الإسرائيلي تعترض فيها على تمركز مركبات الجيش وقواته “على مقربة مباشرة” من مواقع الأمم المتحدة في عدة مرات، منها الدوران بدبابات “ميركافا” الإسرائيلية حول مواقعها أو إيقافها إلى جوارها، مضيفة أن هذه الأنشطة “تعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل ومنشآتها للخطر”.
وقال المتحدث باسم “اليونيفيل”، أندريا تينينتي، الخميس، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.
إدانة دولية
عقب استهداف قوات “اليونيفيل”، نددت العديد من الدول باستهداف إسرائيل لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
قال البيت الأبيض، الخميس: “نشعر بقلق شديد إزاء التقارير عن إطلاق إسرائيل النار على مواقع لقوات (اليونيفيل)”، مؤكدا أنه “من الضروري ألا تهدد القوات الإسرائيلية سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.
واعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، الخميس أنه لا يمكن التسامح مع إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع وتجهيزات عائدة لقوات “اليونيفيل”.
وقال كروسيتو الذي استدعى السفير الإسرائيلي في روما، إن هذه الحوادث لا يمكن التسامح معها ويجب أن يتم تفاديها بعناية، داعيا بحسب بيان للوزارة إلى “خفض التصعيد في جنوب لبنان واستعادة القانون الدولي”، وفق ما نقلته “العربية”.
كما وتعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، وفق ما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية، بعد اتهام القوة الخميس الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع وتجهيزات عائدة لها في جنوب لبنان.
ورأت وزارة الخارجية الإسبانية أن إطلاق النار “انتهاك خطير للقانون الدولي”، مطالبة إسرائيل “بضمان” أمن القبعات الزرق، في إشارة إلى قوات حفظ السلام.
وقالت في بيان، نقلته “فرانس برس”، إن “الحكومة الإسبانية تدين بشدة النيران الإسرائيلية التي أصابت مقرّ قوات اليونيفيل في الناقورة”، مشيرة إلى أن “الهجمات ضد عمليات حفظ السلام” تمثل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.
كما نددت إيرلندا التي تشارك بنحو 370 جنديا في البعثة الأممية، بإجراء “متهور” تجاه “اليونيفيل”. وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، إن “أي إطلاق نار في محيط قوات أو مرافق اليونيفيل أمر متهور ويجب وقفه”.
هذا وللمرة الثالثة، اهتزت بيروت من شدة الغارات التي تعرضت لها، مساء أمس الخميس، فقد استهدفت غارة إسرائيلية، مبنى سكنيا في محيط منطقة رأس النبع – النويري، فضلا عن استهداف حي البسطا الشعبي. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهدف كان القيادي في “حزب الله” وفيق صفا، الذي يوصف بأنه “شخصية غامضة ومحورية”.
ويبدو أن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق أهدافها المتمثل بتدمير بنية “حزب الله” وتصفية قياداته. وكانت هذه الغارات هي الثالثة من نوعها على بيروت منذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل و”حزب الله” في 23 أيلول/سبتمبر الفائت.
وبحسب ما نقلته “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية، فإن القيادي البارز في “حزب الله” وفيق صفا كان هدف الضربة الإسرائيلية، لكنهم أشاروا إلى أنه نجا من محاولة الاغتيال هذه.
- رهائن غزة.. ترحيب إسرائيلي بخطوة مصر و”حماس” جاهزة للتنفيذ!
- مصر تفتح صفحة جديدة في تاريخ اللجوء العربي: قانون يمنح اللاجئين حقوقاً غير مسبوقة
- هل يقود الأسد سوريا إلى معركة خاسرة؟
- تفاصيل مقتل 3 صحفيين بغارة إسرائيلية.. ولبنان يندّد: “غُدر بهم في منامهم”
- صور تكشف أسلحة روسية مخصصة لـ سوريا بيد “حزب الله”.. كيف وصلت إلى لبنان؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.