في ظل محاولة تركيا حلّ “لواء صقور الشمال” وتسليم سلاحه لـ “القوة المشتركة”، تجري معارك عنيفة في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من أنقرة، حيث سقط قتلى وجرى، بينهم مدنيون.  

وبعد ساعات من الاشتباكات بين كلٍّ من “الجبهة الشامية” و”القوة المشتركة” التابعتين لـ “الجيش الوطني السوري”، أعلن الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ “الخوذ البيضاء”، عن نجاح جهوده في التوصل إلى “هدنة إنسانية” بريف حلب الشمالي لإجلاء الجرحى المدنيين.  

يأتي ذلك، بينما سقط قتلى وجرحى بغارات شنتها الطائرات الحربية الروسية، على ريف إدلب الشمالي، في ظل الحديث عن معركة مرتقبة، بمنطقة “بوتين – أردوغان”.  

أوامر تركية

هذه التطورات تأتي في ظل محاولة تركيا حلّ فصيل “لواء صقور الشمال” وتسليم سلاحه إلى “القوة المشتركة”، إذ أصدرت “وزارة الدفاع” في “الحكومة السورية المؤقتة” في أيلول/سبتمبر الماضي، قرارا بحلّ “لواء صقور الشمال” العامل ضمن الفيلق الثاني، وتوزيع عناصره على عدد من الفصائل الأخرى، فيما رفض اللواء القرار وأعلن انضمامه إلى “الجبهة الشامية” في الفيلق الثالث.  

الاستخبارات التركية أمرت “القوة المشتركة” و”فرقة السلطان مراد”، بمهاجمة مقرات “لواء صقور الشمال”، في حين تدخّل فصيل “الجبهة الشامية” لمساندة اللواء، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. 

أمس الأربعاء، سيطرت “القوة المشتركة” على قرية علي كارو في ناحية بلبل بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محور كمروك، فقد قصفت “المشتركة” قرية كمروك بقذائف هاون، سقطت بعضها على منازل سكنيّة. 

وشنّت “الجبهة الشامية” هجوماً معاكساً على قطاعات “القوة المشتركة” في المنطقة، بعد التمهيد بالرشاشات وقذائف المدفعية، وتمكّنت من السيطرة على قرية الزيادية وطردت “فرقة محمد الفاتح” منها. 

وقالت “الشامية” في بيان لها قبل العملية، إنّها “سعت طوال الفترة الماضية لحل الإشكالية الأخيرة المتعلقة بـ “لواء صقور الشمال” واتخذت عدة خطوات كبادرة حسن نيّة، منها إنهاء الاستنفارات بشكل كامل استجابة لمطالب شعبية”. 

وأضاف البيان: “لقد نسفت عدة مجموعات تابعة لما تسمى (القوة المشتركة) كل الجهود الرامية إلى إنهاء المشكلة، واستنفرت قواتها علماً أنها ليست طرفاً في الإشكالية ولم يوكلها أحد بالتدخل. ثم بغت هذه المجموعات على أحد مقار لواء صقور الشمال وذلك باستخدام الدبابات بهدف إشغال المنطقة عن معركة تحرير حلب”. 

الاستنفارات بين “الجبهة الشامية” و”القوة المشتركة” في ريف حلب، تتواصل مع استمرار فشل التوصل إلى حلول بخصوص قضية “لواء صقور الشمال”، إذ سبق أن عُقدت اجتماعات في منطقة حور كلس بين وفدٌ ممثل عن “الجبهة الشامية” ومسؤولين من الجانب التركي، لبحث ملف التصعيد الحالي بين فصائل “الجيش الوطني”، لكن لم يتم التوصّل إلى حلّ في ظل رفض “صقور الشمال” حلَّ نفسه.  

تصعيد على إدلب  

هذا الاقتتال بين فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، يأتي بينما استقدمت تركيا تعزيزات عسكرية ضخمة إلى نقاطها المتمركزة في منطقة خفض التصعيد، والمعروفة بـ “بوتين – أردوغان”. 

إسعاف المصابين في القصف الروسي على إدلب - انترنت
إسعاف المصابين في القصف الروسي على إدلب – انترنت

حيث يجري الحديث عن معركة مرتقبة، إذ تنوي “هيئة تحرير الشام” شنّ هجوم على مواقع الجيش السوري، في حين نفت مصادر من “الهيئة” أي معركة في المدى المنظور، لكن روسيا، استبقت ذلك بشنّ غارات جوية عنيفة، على ريفي إدلب واللاذقية.  

وقُتل 11 شخصاً وأصيب 39 آخرون في مجزرة بحق المدنيين ارتكبتها الطائرات الروسية أمس الأربعاء، إلى جانب القصف الذي نفّذه الجيش السوري على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بينما وقعت 3 إصابات بين المدنيين اليوم الخميس، بقصف مدفعي للجيش السوري لمحيط قرية معربليت بريف إدلب.  

إذاً، المشهد في الشمال السوري يزداد ضبابية، في ظل اندلاع مواجهات بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة، إضافة إلى الحديث عن معركة مرتقبة في مناطق “خفض التصعيد”، بينما يجري استقدام تعزيزات عسكرية تركية لم يُعرف الهدف منها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات