وسط جدل بين الدول الأعضاء، ناقش سفراء الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، سبل زيادة العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، إذ اكتسبت الفكرة زخماً خلال الأشهر الأخيرة.
ومع تبني بلدان الاتحاد الأوروبي موقفاً متشدداً بشأن الهجرة، اكتسبت فكرة عودة اللاجئين السوريين زخماً في مختلف أنحاء أوروبا، فيما أكدت المفوضية الأوروبية مراراً وتكراراً أن الظروف الحالية في سوريا لا يمكن أن تضمن العودة الآمنة والكريمة.
بتشجيع من المجر
المحادثات بين السفراء الأوروبيين جاءت بتشجيع من دولة المجر، التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، مستندة إلى وثيقة قدّمتها المفوضية الأوروبية، وفق ما نقل موقع “يورو نيوز” عن عدد من الدبلوماسيين.
الموقع قال إن الوثيقة شددت على الدور الذي تلعبه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دعم عودة اللاجئين السوريين، وهو ما يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيزه.
عمليات العودة ستتم على أساس طوعي بحت، حيث لا يستطيع الاتحاد الأوروبي ترحيل السوريين قسراً لأنهم يحصلون في أغلب الأحيان على حق اللجوء، بحسب “يورو نيوز”.
فضلاً عن أن مبدأ عدم الإعادة القسرية، إذ يَحظر على السلطات ترحيل المهاجرين إلى دول قد يواجهون فيها الاضطهاد أو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال سوء المعاملة”.
وتطرق السفراء الأوروبيون إلى غياب العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية، التي دعت علناً السوريين إلى العودة، فضلاً عن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، حيث أدت الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان إلى نزوح عشرات الآلاف إلى سوريا.
انتقاد لسياسية المجر
سياسيون وبرلمانيون أوروبيون، وجهوا انتقادات حادة لهنغاريا بسبب تقاربها مع دمشق، عقب مشاركة وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، في مؤتمر منسك حول أمن أوراسيا، في العاصمة البيلاروسية ميسنك.
وانتقد مسؤولون كبار، حاليون وسابقون، المجر، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بسبب علاقاتها المريحة بشكل متزايد مع روسيا التي تشن حرباً على أوكرانيا، ومشاركتها مؤخراً في مؤتمر منسك للأمن، إلى جانب نظرائه من روسيا وبيلاروسيا وسوريا.
النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي عن مجموعة “تجديد أوروبا” والعضو في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، ناتالي لوازو، قالت إن الحكومة المجرية “لا تضيع أبداً الفرصة لإذلالنا”.
واعتبر النائب الأوروبي وعضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، كاميل جراند، أنه “في اللغة الفرنسية، نقول: عندما تتجاوز الحدود، فلن تكون هناك حدود”.
ووصف جراند، الذي كان يشغل منصب الأمين العام المساعد السابق لحلف “الناتو”، مشاركة وزير الخارجية المجري مع روسيا والنظام السوري في مؤتمر منسك بأنه “مقلق جداً”.
من جانبه، أعرب النائب عن حزب “الإصلاح الليبرالي” ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإستوني، ماركو ميكلسون، عن إحباطه من مشاركة المجر في المؤتمر، متسائلاً “إلى متى؟”.
استمرار المحادثات
من المتوقع أن تستمر المحادثات بشأن إعادة اللاجئين السوريين بين الدول الأوروبية في الأشهر المقبلة، دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على حدوث تقدم فوري، وفق الموقع. ولكن حقيقة أن المناقشات جارية بشأن ذلك تشير إلى استعداد سياسي متزايد لمعالجة هذه المسألة المثيرة للجدل.
في وقت سابق من هذا الشهر، أقرّ زعماء الاتحاد الأوروبي نهجاً صارماً لإدارة ملف الهجرة، وكلّفوا المفوضية الأوروبية باستكشاف مشاريع الاستعانة بمصادر خارجية ومراجعة مفهوم “الدول الثالثة الآمنة” لتسريع عمليات الترحيل.
وكان الملف السوري أحد البنود المدرجة على جدول أعمال القمة في بروكسل، فيما أكد الزعماء الأوروبيون في ختام اجتماعاتهم على “ضرورة تهيئة الظروف لعودة آمنة وطوعية وكريمة للاجئين السوريين، كما حددتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، قالت إنها حصلت على وثيقة غير رسمية، تُعرف أيضاً باسم “لا ورقة”، مليئة بالمصطلحات المتخصصة، تتأمل فيها الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي “تعديل معاييرها التشغيلية” لزيادة الاستثمار في سوريا، وكذلك زيادة أعداد طالبي اللجوء العائدين إلى ديارهم طوعياً، لكن “من دون تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد”.
ويدرس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، حاليا تعيين مبعوث خاص لسوريا، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نبيلة مصرالي، الإثنين.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.