يبدو أن قادة الفصائل المسلحة العراقية استشعروا خطورة التهديدات الإسرائيلية باستهدافهم، في ظل استمرارهم في شن هجمات على تل أبيب دعما لغزة ولبنان. ولذلك قرروا مغادرة العراق مع عائلاتهم وأموالهم. وقد أشارت مصادر سياسية إلى أن عددا من قادة الفصائل الموالية لطهران غادروا العراق خوفا من الاستهداف الإسرائيلي.

وكشفت المصادر ذاتها، أن عملية انتقال قادة الفصائل المسلحة تمت “عبر وسيط من السياسيين العراقيين لنقل عائلاتهم وأموالهم لخارج البلاد”.

الفصائل تغادر العراق

المصادر كشفت أيضا، أن عددا من قادة “الإطار التنسيقي” طلبوا من الفصائل مغادرة العراق وتنفيذ عملياتها خارج الأراضي العراقية والسورية، مع التعهد لهم بالتمويل، مبينة أن إحدى هذه الفصائل انتقلت بالفعل وبدأت بممارسة العمليات العسكرية وسلوكها خارج العراق وسوريا، وفق قناة “العربية“.

عملية انتقال قادة الفصائل تمت “عبر وسيط من السياسيين العراقيين لنقل عائلاتهم وأموالهم لخارج البلاد”- “أ ب”

وجاءت هذه التحركات على خلفية رسالة نقلت عبر وسطاء ومسؤولين أكدت أن إسرائيل لن تفرق بين الفصائل المسلحة و”الحشد الشعبي”، وبين الجانب المسلح وآخر اقتصادي أو سياسي، إذا نفذت تهديداتها.

وبحسب تقارير إعلامية فإن “قادة حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وحركة النجباء أكرم الكعبي، وأبو فدك المحمداوي رئيس أركان الحشد الشعبي والأمين العام السابق من كتائب حزب الله في العراق، وآخرون من الفصائل غادروا العراق، وأخلوا مقراتهم، وتوجهوا إلى روسيا”.

فيما ذكرت تقارير إعلامية أخرى أن عددا من قادة الميلشيات الولائية لطهران غادروا العراق وتوجهوا نحو إيران.

تطبيق سيناريو “حزب الله”

ولم يتأكد بعد ما إذا كانوا قد غادروا العراق بالفعل، لكن مصادر صحفية أشارت إلى أن إسرائيل ستنفذ عمليات اغتيال واسعة لقادة الفصائل المسلحة العراقية باستخدام صواريخ ذكية في العراق.

ونوّهت المصادر ذاتها إلى أن “سيناريو تدمير حزب الله سيحدث لفصائل المسلحة العراقية الموالية لطهران وللحشد الشعبي أيضا، أي تصفية القادة وتدمير البنية العسكرية”.

وأعلنت الفصائل المسلحة مرارا عن قصف أهداف عسكرية في إسرائيل، كان آخرها يوم الأحد، حيث قالت فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية لإيران، في بيانين على منصة “تليغرام”، “شن مقاتلو المقاومة هجومين منفصلين بالمسيّرات، أحدهما استهدف موقعا حيويا والآخر استهدف موقعا عسكريا في جنوب إسرائيل”.

وأشارت الجماعة العراقية المسلحة إلى أنه تم تنفيذ الهجمات بالمسيّرات تضامنا مع الشعبين في فلسطين ولبنان، مؤكدة “استمرار عملياتها في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.

أميركا “تحذر” بغداد

من جهتها، حذرت السفيرة الأميركية لدى بغداد الحكومة العراقية من خطورة التهديدات الإسرائيلية إذا لم توقف هجمات الميلشيات الإيرانية ضد إسرائيل.

“كتائب حزب الله” العراقية “إكس”

وقالت السفيرة الأميركية لدى بغداد الينا رومانسكي، خلال طاولة مستديرة لعدد من وسائل الإعلام العراقية “أود أكون واضحة جدا ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين أدلوا بتحذيرات ردع على الميلشيات المدعومة إيرانيا والموجودة هنا في العراق، والتي تعتدي على إسرائيل”.

وأضافت أن “هذه الميلشيات هي من بدأت في الاعتداء على إسرائيل، وأكون واضحة جدا لهذه النقطة وان الاسرائيليين حذروا حكومة العراق بأن يوقفوا هذه الميلشيات من اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل”، وفق تقارير صحفية.

وأوضحت أن “رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميلشيات المنفلتة التي لا تعتبر بأوامر الحكومة وأوامر للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، وإسرائيل أمة لها سيادتها وهم سيقومون بالرد على أي اعتداء من أي مكان ضدهم”.

ورحبت الولايات المتحدة ببيان السيستاني (المرجع الشيعي الأعلى في العراق) الذي صدر في الأسابيع الماضية والذي ركز في نقاطه على عدم التدخل الأجنبي لجميع الأوجه ومن قبل الجميع أيا كان هذا التدخل وفرض سلطة القانون وحصر السلاح في يد الدولة ومكافحة الفساد، بالإضافة الى جهود الحكومة العراقية في هذا المجال، وفق رومانسكي.

بغداد تكثف جهودها لحماية البلاد

في المقابل، شددت بغداد على ضرورة تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف “أي تهديد أو عدوان محتمل” على العراق، في إشارة إلى هجمات إسرائيلية محتملة.

وقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية، يوم السبت الفائت، أنها بعثت برسائل رسمية إلى كل من “مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي”، ردا على تهديدات إسرائيل بمهاجمة العراق.

وبات من الواضح أن بغداد تكثف جهودها الدبلوماسية والسياسية من أجل منع أي هجمات إسرائيلية عليها، إذ قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولا أخرى.

وأضاف وزير الخارجية العراقي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الثامن لسفراء العراق حول العالم في بغداد، أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف “أي تهديد أو عدوان محتمل” على العراق.

رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني- “وكالات”

وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال يوم الأحد، إن إسرائيل هددت العراق بـ”ذرائع واهية” في إشارة إلى المعلومات المتداولة حول احتمال تعرض بلاده لهجوم إسرائيلي.

ولفت السوداني، خلال كلمته في احتفالية تأسيس وزارة الخارجية العراقية، إلى أن تهديدات إسرائيل “العدوانية” دفعت بغداد إلى التأكيد على عدم جعل العراق منطلقا لأي هجوم.

وذكر السوداني عن توجيهه وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد في المحافل الدولية، لمنع محاولات إسرائيل من “إشعال الحرب في المنطقة بشكل أكبر” وفق قوله.

هذا وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، رفع قبل أيام قليلة، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات فورية بشأن هجمات الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، وأن لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات وفقا لقانون الأمم المتحدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة