لا تزال الأحداث تتسارع في محافظتَي ريفي حلب وإدلب. وأفادت وسائل الإعلام عن وقوع غارة جوية على رتل عسكري لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) وفصائل “المعارضة السورية” في دوار الباسل بحلب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

هذا بالإضافة إلى استهداف فصائل “المعارضة” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” بعدة غارات في حلب وإدلب، يرجح أنها سورية روسية.

آخر التطورات في حلب

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن 16 شخصا قتلوا في غارة يرجح أنها روسية على دوار الباسل بحلب، مشيرا إلى ارتفاع عدد القتلى في إدلب وحلب إلى 327.

وبحسب ما أوردته “العربية”، فإن اللواء أحمد خضر العلي، رئيس فرع “الأمن العسكري” بحلب، قُتل، دون تقديم معلومات إضافية. مضيفة أن “غارات جوية تستهدف مبنى المحافظة بمدينة حلب”.

كما أفادت قناة “العربية” أن فصائل “المعارضة” تسعى للسيطرة على الطرق الرئيسية في حلب لقطع الإمدادات عن الجيش السوري.

وأشارت إلى أن مطار أبو الضهور العسكري هو الهدف التالي للفصائل لقطع طريق خناصر، لافتة إلى أن الجيش السوري يتراجع إلى مطار حلب استعدادا لمعركة حاسمة.

في غضون ذلك، أعلنت إدارة العمليات العسكرية السيطرة على مدينة خان شيخون بريف إدلب، بالإضافة إلى السيطرة على مدينة معرة النعمان أيضا في إدلب، وبالتالي محافظة إدلب بأكملها باتت الآن تحت سيطرة فصائل “المعارضة”.

ويأتي ذلك وسط مغادرة آلاف السيارات مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن شهود عيان أضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.

دمشق تتواصل مع القاهرة والرياض

في الأثناء، أجرى وزير الخارجية السوري، بسام الصباغ، اتصالات هاتفية مع نظرائه في المملكة العربية السعودية ومصر وإيران، بحث خلالها التطورات الأخيرة في شمالي سوريا.

وبحسب وكالة “سانا” المحلية، فإن الصباغ أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، بحث معه “التطورات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها”، مضيفة أن الوزيرين “اتفقا على استمرار التواصل بينهما بشأن كل ما يخدم تحقيق الأمن والاستقرار فيها”.

كذلك، أجرى الصباغ اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، وبحث معه التطورات الأخيرة في إدلب وحلب.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنه تم خلال الاتصال “تناول التطورات الأخيرة في شمالي سوريا، حيث استمع عبد العاطي إلى شرح وتقييم الصباغ للتطورات الأخيرة المتلاحقة هناك”.

وفي المقابل، أعرب وزير الخارجية المصري عن “القلق إزاء منحى التطورات”، مؤكدا على “موقف مصر الداعم للحكومة السورية ومؤسساتها، وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها”.

دمشق تقر الانسحاب من حلب

في السياق ذاته، أعلن الجيش السوري، اليوم السبت، مقتل العشرات من قواته إثر الهجوم الذي نفذته فصائل “المعارضة” في حلب وإدلب خلال الأيام الماضية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن انسحابه من بعض المناطق يعد “إعادة انتشار” من أجل التجهيز لـ”هجوم مضاد”.

وأضاف في بيان رسمي، إن “الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد”، مؤكدا على أن هذا التحرك “إجراء مؤقت” قبل مواصلة استعادة السيطرة على حلب وريفها.

العراق تتفقد حدودها

في سياق متصل، تفقد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، اليوم السبت، القوات المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، وسط التطورات العسكرية الجارية في حلب.

ونقلت “وزارة الدفاع العراقية” عبر منصة “إكس”، أن العباسي “يرافقه معاون رئيس أركان الجيش للعمليات والعمليات المشتركة، وقائد القوات البرية”، تفقد القوات على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا “قاطع عمليات غربي نينوى في سنجار، للاطلاع على الأوضاع الأمنية ضمن قاطع المسؤولية”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

وقال الفريق أول الركن، قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، إن حدود البلاد مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير.

وأضاف المحمداوي أن الحدود العراقية – السورية، “آمنة جدا”، فضلا عن التحصينات الأمنية الأخرى المتخذة لتأمين الحدود “من خلال الأسلاك الشائكة وانتشار قطعات مختلفة من الجيش والحشد الشعبي بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود بحدود سبعة”، وفق ما نقلته “وكالة الأنباء العراقية” (واع).

هذا وأعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم السبت سيطرة فصائل “المعارضة” على غالبية مدينة حلب، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.

وكانت الفصائل بدأت يوم الأربعاء الماضي هجوما على محافظتَي إدلب وحلب وسيطرت على قرى وبلدات. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات