في سياق الأحداث المحتدمة التي تشهدها سوريا منذ أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في سوريا.

وبعيدا عن تصريح الرئيس التركي اللافت في هذا التوقيت والذي يؤشر إلى أنه يدعو نظيره السوري، بشار الأسد إلى “التطبيع” و”بشروطه”، بعد أن تغيرت موازين القوة على الأرض، قالت مصادر مطلعة على استراتيجيات “حزب الله”، إن الجماعة “لن تقاتل مع الجيش السوري في الوقت الراهن”.

“حزب الله” لن يقاتل في سوريا

ويأتي التعليق حول تدخل “حزب الله” إلى جانب حكومة دمشق، في خضم ما تعهد به الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة للقضاء على “الإرهاب” بمساعدة حلفائه، بما يضع علامات استفهام بشأن من هم الحلفاء واحتمالات انخراطهم في الصراع الراهن، لا سيما أنه وإذا كانت طهران تبدو هدفا يتم تقويضها وإضعافها بينما وكلائها وعلى رأسهم “حزب الله” ينأى بنفسه بعد ما مني بهزيمة في لبنان ويحتاج إلى بناء هياكله وترميم فجواته وتسوية أوضاعه السياسية والميدانية.

وفي المقابل، غضت روسيا وهي الحليف الثاني لـ”الأسد” الطرف عن الهجوم على حلب ولم تبد أي استعداد للتصدي لما جرى من أحداث مباغتة خلال سيطرة فصائل “المعارضة السورية” والمدعومة من تركيا على حلب ومناطق أخرى في محافظتَي حماة وإدلب، الأمر الذي وصف على أنه اتفاق روسي أميركي تركي قد منح هذه الفصائل الضوء الأخضر وبطاقة المرور إلى ما ذهبوا إليه. 

هذا وذكرت 3 مصادر مطلعة على تفكير “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران، مساء أمس الاثنين، أن “الجماعة لا تنوي حاليا إرسال مقاتلين إلى شمال سوريا لدعم الجيش السوري هناك”.

وقالت المصادر ذاتها لوكالة “رويترز” إن “حزب الله لم يُطلب منه ذلك بعد، وإن الجماعة ليست مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا في هذه المرحلة”.

أردوغان يأمل التوصل لاتفاق!

بالعودة إلى تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فإنه أضاف مساء أمس الاثنين، أن بلاده تراقب الوضع في شمال سوريا، مؤكدا على “ضرورة حماية وحدة الأراضي السورية”.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- “رويترز”

وقال أردوغان إنه يأمل أن تنتهي حالة عدم الاستقرار في سوريا باتفاق يتماشى مع مطالب الشعب السوري، لافتا خلال مؤتمر صحافي، إلى أنه “يتابع التصعيد العسكري في سوريا لحظة بلحظة”، مردفا أن “أنقرة تتخذ التدابير اللازمة لمنع الإضرار بأمن تركيا”. 

وزاد أردوغان، وفق ما نقلته وسائل الإعلام، أن “تركيا تتخذ التدابير اللازمة لحماية أمنها القومي”، معبرا عن “أمله في التوصل إلى اتفاق ينهي عدم الاستقرار المستمر منذ 13 عاما بحل يتوافق مع جميع الآراء السورية، وبما يتوافق أيضا مع المطالب المشروعة للشعب السوري”.

وعلق أردوغان على التطورات العسكرية في سوريا للمرة الأولى منذ أن بدأت فصائل “المعارضة” هجومها “المباغت” في الشمال السوري منذ فجر الأربعاء الماضي، وسيطرت على مدينة حلب ومطارها الدولي وعدة مناطق أخرى في كل من إدلب وحماة، بل وتواصل تقدمها ضد مناطق سيطرة حكومة دمشق.

في سياق متصل، أعقبت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق ولقاء بشار الأسد، جولة مماثلة في أنقرة ولقاء نظيره التركي هاكان فيدان، ليؤكد في عبارة مقتضبة “دعم بلاده للحكومة السورية” في مواجهة “الفصائل السورية المسلحة”. 

بينما كان لافتا رفض الوزير التركي تحميل المعارضة نتائج ما جرى، مشيرا إلى أن مقاربة الأزمة بالتدخلات الخارجية وحده “خطأ”، وأوضح أن “عملية أستانا ساهمت في وقف النزاعات، لكن السبب الرئيسي للصراع هو المشكلات التي لم يتم حلها في سوريا على مدار 13 عاما. انخراط النظام في العملية السياسية كان خطأ”. 

رجل يحمل علم “المعارضة السورية” في قلعة حلب القديمة، بعد أن قال الجيش السوري إن العشرات من جنوده قتلوا في هجوم كبير شنته الفصائل الذين اجتاحوا المدينة، في حلب، سوريا، 30 نوفمبر 2024. رويترز/محمود حسانو

وتابعفي حديثه، أمس الاثنين: “نحن في تركيا ندعم، وسنواصل دعم، الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ونؤكد أهمية التوصل إلى استقرار حقيقي في البلاد. لا نريد تصعيد الحرب الأهلية. لا نريد تدمير المدن ولا تهجير السكان. على العكس، من المهم للغاية وقف تدفق اللاجئين والعمل على عودتهم”.

ثم طالب هاكان فيدان بضرورة أن تكون هناك قناة تواصل بين المعارضة والحكومة في دمشق موضحا أن “التطورات الأخيرة تؤكد الحاجة إلى حل وسط بين الأطراف السورية. نحن مستعدون للمساهمة في تسهيل هذا الحوار إذا تطلب الأمر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات