وسط تقدم فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) ضد قوات الجيش السوري، والسيطرة على مدينة حماة، رابع أكبر مدن سوريا، بعث زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، رسالة مصورة إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ودعاه إلى النأي بالنفس وعدم التدخل في سوريا.
إلى ذلك، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن طهران أرسلت القائد البارز في “الحرس الثوري” الإيراني، جواد غفاري المعروف بـ”جزار حلب” إلى دمشق لمساعدة الحكومة السورية في مواجهة فصائل “المعارضة” المدعومة من تركيا.
سوريا.. الجولاني يبعث برسالة للعراق
وجه زعيم “هيئة تحرير الشام”، رسالة عبر فيديو نُشر عبر حسابات فصيله على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حث فيها على عدم السماح لقوات من “الحشد الشعبي” بالتدخل في سوريا.
وأكد الجولاني في رسالته المصورة للسوداني أن “المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية”، معتبرا أن “فتح حماة فتح لا ثأر فيه”.
وتأتي رسالة الجولاني، أو أحمد الشرع، الاسم الحقيقي له، إذ لأول مرة منذ تأسيس هيئة “تحرير الشام”، تنشر الهيئة بيانا تذكر فيه اسم قائدها المعروف بلقب “أبو محمد الجولاني” باسمه الحقيقي “أحمد الشرع”، بعدما كشف “المرصد السوري لحقوق الانسان” قبل أيام لـ”العربية/الحدث” أن أكثر من 200 مقاتل من الفصائل العراقية المسلحة دخلت إلى الأراضي السورية، من أجل دعم الجيش السوري.
طهران تدعم الأسد
وبحسب ما أوردته قناة “العالم” الإيرانية، فإن فريقا استشاريا إيرانيا برئاسة الجنرال جواد غفاري وصل إلى دمشق بشكل عاجل، لمساعدة النظام السوري، في مواجهة هجمات فصائل “المعارضة السورية” في شمال سوريا وبعض المناطق الأخرى التي تجري فيها معارك عنيفة.
وأشارت قناة “العالم” إلى أن “لجوء طهران إلى غفاري جاء بسبب تجربته في الأراضي السورية، وخاصة في مدينة حلب نهاية عام 2017، حيث شارك إلى جانب القائد السابق للحرس الثوري قاسم سليماني، في المعارك، التي انتهت بانسحاب فصائل المعارضة نحو الشمال السوري، إضافة إلى مشاركته في معارك دير الزور وتدمر والبادية السورية إلى جانب قوات النظام السوري”.
وبحسب ما أفادت به “وكالة الأنباء الألمانية”، فإن “غفاري سيتولى دعم الهجوم المضاد الذي تشنه قوات الجيش السوري في محيط مدينة حماة”.
من هو غفاري؟
القائد البارز في “الحرس الثوري”، جواد غفاري ثالث قائد للقوات الإيرانية في سوريا منذ عام 2011، وكان خليفة قاسم سليماني في سوريا عقب مقتله بضربة جوية أميركية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي، برفقة القيادي في “الحشد الشعبي”، أبو مهدي المهندس.
وكانت بداية مهام الغفاري في سوريا كأحد قادة “الحرس الثوري” في مقر القوات الإيرانية في دمشق، ثم أصبح فيما بعد قائدا للقوات في حلب. وبين عامي 2016 و2021، أشرف على الميلشيات الإيرانية في سوريا، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني.
وطرد غفاري “جزار حلب” من الأراضي السورية بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب مصادر أفادت سابقا لقناتي “العربية/الحدث”.
كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن “قصر الرئاسة السورية لم يكن راضيا عن تصرفات غفاري كممثل للقوات الإيرانية”.
لكن مصدر سوري بيّن أن “غفاري طرد عام 2021 لتورطه في تهريب الوقود”، حسب ما نقل آنذاك موقع “المونيتور”.
فيما قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن عودة غفاري، العميد في “الحرس الثوري” جاءت لانتهاء مهمته في سوريا، نافية بشكل غير مباشر ما تردد حول أسباب خروجه.
وكان غفاري قاد الفصائل الموالية لإيران خلال الحصار الذي استمر أربعة أعوام على حلب، واتُهمت قواته بارتكاب جرائم من قبل منظمات إعلامية ودولية.
وبحسب “معهد دراسات الحرب” في واشنطن (ISW)، يُعتبر غفاري خبيرا في الشأن السوري، وقد اشتهر بلقب “جزار حلب” لدوره في استعادة المدينة عام 2016.
لكن العديد من أنصار طهران يصفون غفاري على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”قاسم سليماني الثاني”، مؤكدين أنه قادر على وقف تقدم فصائل “المعارضة” نحو دمشق.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.