عمليا، باتت حلب بيد فصائل “المعارضة السورية” وخارج سيطرة الحكومة السورية، وبعد هذه التطورات، ما الذي يقال في شوارع دمشق؟ وماذا عن حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، لا سيما روسيا وإيران؟ بل ماذا بشأن الأسد نفسه؟
ماذا يقال بشوارع دمشق؟ وماذا ستفعل روسيا؟
ستيفن كوك، الزميل الأول في قسم دراسات الشرق الأوسط في “معهد مجلس العلاقات الخارجية الأميركي”، قال إن “التقارير الواردة من دمشق متناثرة ومثيرة إلى حد ما، هناك تقارير تفيد بأن القصر الرئاسي قد تم اجتياحه، وأن هناك قتالاً في الشوارع، وأن وحدات عسكرية كبرى كانت تتقاتل مع بعضها البعض”.
وأضاف كوك: “يبدو أن أياً من هذه الأمور لم يثبت صحته، علينا أن نكون حذرين للغاية مع التقارير الواردة من دمشق؛ لأنه لا يوجد صحفيين دوليين هناك، وبالتالي، من المحتمل أن تكون هذه التقارير معلومات مضللة”.
وأردف كوك في مقابلة مع شبكة “CNN”، أنه “من الواضح أن نظام الأسد نفسه ليس قوياً، ولم يكن في مأمن من الحرب كما يعتقد الكثيرون، ورغم أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل التمكن من التحدث بجدية عن نهاية نظام الأسد، فإن السهولة التي تفوقت بها هذه الجماعات المتمردة على القوات الحكومية في حلب وتهدد حماة الآن، قد تشير إلى أن الأسد ليس لديه قوة قادرة حقاً على حل هذه المشكلة، وأن أي قوات خارج نطاق قوته الجوية سيمكنها الدفاع عن نظامه والدفاع عن دمشق”.
وتابع كوك بقوله: “الصراع السوري كان ثابتاً طوال الجزء الأكبر من السنوات الخمس أو الست الماضية، ثم فجأة عاد الآن إلى الواجهة مع هذه الانتفاضة المذهلة التي اجتاحت فيها الجماعات المتمردة القوات الحكومية في حلب وهي الآن تهدد مدينة حماة، وهكذا أصبحت سوريا مرة أخرى بمثابة دوامة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط”.
أما بشأن موسكو، فقال كوك: “ينتشر الروس في 20 قاعدة، لديهم قاعدة جوية رئيسية في الجزء الغربي من سوريا، بالإضافة إلى قاعدة بحرية مهمة جدًا في طرطوس على البحر الأبيض المتوسط”.
واسترسل كوك: “الروس مستثمرون بعمق في سوريا، إنه المكان الذي يمكن للروس من خلاله التأثير بشكل أكبر على المنطقة، ونتيجة لذلك، من المتوقع منهم أن يفعلوا كما بدأوا في دعم نظام الأسد قبل سنوات عبر ضربات جوية في الغالب”.
ومضى بالقول: “أعتقد أن روسيا ضعيفة للغاية، واجه الجيش الروسي وقتاً عصيباً جداً على مدار السنوات القليلة الماضية في أوكرانيا، والآن عادوا إلى العمليات العسكرية في سوريا. اقتصادهم لا يعمل بشكل جيد كما يعتقد الناس، ويبلغ التضخم في الواقع ضعف الأرقام الرسمية”.
ماذا عن إيران؟
“الروس مرهقون، وعلى عكس ما حدث عندما تدخلوا أول مرة في سوريا قبل نحو 10 سنوات، سيواجهون صعوبة أكبر في تركيز القوة بهذا المسرح بصورة مخالفة تماما للطريقة التي أنقذوا بها الأسد بين عام 2015 عندما تدخلوا لأول مرة خلال الانتفاضة”، وفق كوك، الذي أوضح، أنه “بالنسبة لروسيا، فإن سوريا المكان الذي يمكنها من خلاله ممارسة نفوذها في جميع أنحاء المنطقة”.
أما بالنسبة لإيران، فإنها وفق كوك، “تعتبر سوريا عنصراً حاسماً في إمداد حزب الله وإعادة إمداده وإعادة بنائه، وهو وكيلها الرئيسي في المنطقة (…) وبالنسبة للإيرانيين، فإن خسارة سوريا ستكون بمثابة نكسة استراتيجية ذات أبعاد كبيرة للغاية، ولهذا السبب من المرجح أن تفعل كل من روسيا وإيران ما في وسعهما لإنقاذ الأسد”.
منذ فجر 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من قبل تركيا، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، وفي مساء الـ 30 من الشهر نفسه، أعلنت دخول مدينة حلب، قبل فرض سيطرتها عليها وعلى مطارها الدولي بشكل كامل.
كما بدأت فصائل في ريف حلب معركة “فجر الحرية”، وسيطرت من خلالها على مناطق بريف حلب لتتوسع رقعة المناطق التي صارت تحت قبضة فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا.
كذلك سيطرت فصائل “المعارضة السورية”، على عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة، فيما انسحب الجيش السوري من مواقعه “بشكل مؤقت”، تمهيدا لـ “هجوم مضاد” بهدف استعادة السيطرة على حلب والمناطق الأخرى، كما يقول.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.