“صديق” و”تكويع”، مصطلحان سوريان انتشرا بسرعة لافتة في العالم العربي مع بدء عملية “ردع العدوان” من قبل فصائل المعارضة السورية التي أسفرت عن إسقاط نظام بشار الأسد، وبات الكل يتداولهما، فما قصة هذين المصطلحين؟

حكاية “صديق”

انتشار “صديق” كان واسعا منذ أن سيطرت المعارضة على حلب ثم حماة، أما مصطلح “تكويع” فانتشر بسرعة البرق عقب سقوط نظام الأسد، وتاليا حكاية كل مصطلح.

مصطلح “صديق” بدأ مع أيام “الثورة السورية” في عام 2011، إذ مع سيطرة “الثوار” والمعارضين على كل مدينة سورية و”تحريرها” من قبضة نظام الأسد، بتم تسميتها “صديق”، أي أن هذه المدينة باتت صديقة لـ “الثوار” والمعارضين وباتت معهم ضد نظام الأسد.

هذا المصطلح اختفى نوعا ما في السنوات الأخيرة، لكنه عاد وانتشر بشكل كبير مع السيطرة على حلب وحماة وحمص، حتى أن التيكتوكر الأردني، المعروف بفنه الكوميدي، عبد الله صبيح، نشر فيديو قصير، لاقى تفاعلا واسعا بشأن هذا المصطلح.

صبيح قال في الفيديو: “يعني يا شباب غبت شوي.. رجعت لاگيت حلب صديق، حماة صديق، إدلب صديق، حمص صديق.. يعني ناويين تخلصوا كلشي اليوم؟ الواحد خايف ينام ويصحى يلاگي الكل صديق”.

المقصد مما قاله صبيح، أن المدن التي ذكرها كلها أصبحت “صديق” أي صديقة للمعارضة بعد السيطرة عليها بغضون أيام وجيزة وفرار الجيش السوري منها، متسائلا، بما مفاده “هل تريدون السيطرة على كل سوريا؟” أي أن تكون كل سوريا “صديق”، وهو ما كان بالفعل، بعد السيطرة على دمشق وسقوط نظام بشار الأسد عقب فراره.

هكذا فهمنا قصة “صديق”، لكن ماذا عن مصطلح “تكويع” الذي انتشر عربيا فور سقوط النظام السوري؟ هذا المصطلح انتشر انتشار النار في الهشيم، فإلى ماذا يشير بالضبط؟

قصة مصطلح “تكويع”

“تكويع” يشير إلى من كان في موقف ما، فانتقل مباشرة إلى موقف معاكس دون أي مقدّمات، أي انتقل من زاوية لأخرى بشكل مفاجئ وصادم ورهيب وسريع، وانتشاره في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، جاء ليعبر عن الذين كانوا مع الأسد ضد “الثورة” والمعارضين، فصاروا فجأة ضد الأسد ومع المعارضين بعد زوال النظام السوري.

السوريون بدأوا يتداولون مصطلح “تكوبع” بين الجد والهزل، واصفين من أصبحوا فجأة معهم ضد الأسد بـ “المكوعين”، وأنهم متملقين وبلا خجل ولا حياء.

وفي طليعة “المكوعين” و”المكوعات”، بحسب رواد مواقع التواصل من السوريين، كان الفنان السوري أيمن زيدان، ودريد لحام وسوزان نجم الدين، إضافة إلى الإعلامية والكاتبة ديانا جبور، التي تبوأت العديد من المناصب في الوسط الإعلامي خلال عهد بشار الأسد، وأبرزها مديرة التلفزيون السوري.

ديانا جبور، انتفضت فجأة ضد الأسد، إذ نشرت تدوينة عبر “فيسبوك”، قائلة عنه: “بشع ومهين إنه يطلع خصمك تافه وجبان.. يعني العمر اللي صودر عبث، وكل الذعر اللي كنت عايشه، ماله مبرر”.

هنا وصف السوريون جبور بأنها “مكوعة” ومتملّقة، وهو ذات الوصف الذي أطلقوه على الممثل أيمن زيدان، الذي قال إنه يعتذر لأنه كان يقف مع الخطأ بسبب خوفه من النظام، وأنه الآن يُشَيّع خوفه بعد سقوط الأسد، ليلاقي هذا المصطلح انتشارا كبيرا بين الأوساط العربية.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.

وحكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 وانتهى حكمها بعد نصف قرن من الديكتاتورية. حكم حافظ الأسد لمدة 29 عاما، منذ 1971 وحتى رحيله في عام 2000، وحكم نجله بشار الأسد لمدة 24 عاما، بدءا من عام 2000، وانتهى حكمه بسقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات