بعد زيارة الوفد الأميركي الاستكشافية إلى سوريا، بدأت بوادر انفراجة تلوح بالأفق، في ظل حديث الولايات المتحدة عن نيتها رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بينما ألغت واشنطن مكافأة 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال أحمد الشرع، المعروف سابقا بـ “أبي محمد الجولاني.”

إضافة إلى ذلك، فإن تصريحات، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، باربرا ليف، عقب لقائها بـ الشرع، القائد الفعلي لسوريا، أخذت طابعا إيجابيا، إذ قال موقع “أكسيوس”، نقلاً عن مسؤول أميركي قوله، إن لقاء الوفد الأميركي مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع كان جيدا ومفيدا.

تعليق العقوبات

يجري نقاش جاد داخل أروقة صنع القرار الأميركي، نقاشا جاد حول تعليق العقوبات المفروضة على سوريا لفترة محدودة، بغية تمكين دمشق من المضي قدما في ترجمة أقوالها إلى أفعال، بينما سيساعد ذلك على تحسين الوضع المعيشي للسوريين.

القيادة السورية، قالت في بيان عقب اللقاء، أمس الجمعة، إن وفد الخارجية الأميركية ناقش مع الشرع رفع العقوبات عن الشعب السوري ومن بينها “قانون قيصر”، كما ناقش الجانبان رفع “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب.

بحسب مصدر مقرب من الإدارة الأميركية، فإن هناك توجه لدى واشنطن لتعليق العقوبات المفروضة على سوريا للسماح بالتعامل مع الحكومة السورية وتدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد، بهدف عدم دفع هذه الحكومة للفشل.

“تعليق العقوبات سيشمل قانون قيصر والعقوبات المفروضة على المصرف المركزي، وهذا سيكون لعدة أشهر فقط، قابلة للتمديد في حال التزام الشرع بتنفيذ بم تعهد به”، وفق حديث المصدر لـ “الحل نت”.

هذا التوجه يبدو أنه سيترجم إلى قرار قبيل استلام دونالد ترامب السلطة، في ظل سياساته المشددة، بينما يؤيد بعض السياسيين الأميركيين أن يتم تخفيف القيود عن دمشق، إذ قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور كريس ميرفي، إن تخفيف بعض العقوبات على سوريا يأتي لضمان عدم عرقلة المساعدات الإنسانية.

وأضاف في لقاء متلفز، أن العقوبات قد تعوق جهود واشنطن للمساعدة في إعادة الإعمار حاليا، في حين أن الوقت غير مناسب لرفع كل العقوبات حتى تُثبت حكومة سوريا الجديدة قطع ارتباطها بـ “الأفكار المتطرفة”.

تفاعل إيجابي

الزيارة الأميركية الأولى إلى سوريا، بعد أكثر من عقد من القطيعة، كانت إيجابية، وفق تصريحات كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين، باربرا ليف، التي أشارت إلى أن الوفد المشارك “رحب بالرسائل الإيجابية للسلطات الجديدة في سوريا خلال اللقاء مع أحمد الشرع.

وأوضحت أن الإدارة الأميركية تدعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية ومُلكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً.

ليف أضافت أن الشرع “تعهد بمكافحة الجماعات الإرهابية وضمان عدم تمددها داخل سوريا، وأكدت له بأن واشنطن لن تبقي على المكافأة بشأنه مقابل مكافحة تنظيم الدولة”.

“الشرع رجل عملي والمناقشات معه كانت جيدة ومثمرة ومفصلة وهو شخص براغماتي. سمعنا منه تصريحات عملية معتدلة للغاية حول المرأة والحقوق المتساوية”، وفق ليف.

وقالت القيادة العامة لـ “إدارة العمليات العسكرية”، إن الجانب الأميركي أكد التزامه بدعم الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات العالقة والتحديات الكبرى مثل منطقة شمال شرقي سوريا.

وأضاف القيادة في بيان أن الجانب الأميركي أعرب عن دعمه للخطوات المعلنة من قبل الإدارة السورية الجديدة، خصوصاً فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحقيق تمثيل شامل لكافة مكونات الشعب السوري.

الجانب السوري دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشدداً على وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كافة الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب، وفق البيان.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي، بعد أن التقت وفود غربية، أوروبية وبريطانية وأممية، بـ الشرع في دمشق في الأيام الماضية، وهو ما يعكس توجه المجتمع الدولي للتعامل مع القيادة السورية بوضعها الحالي، لكن ضمن نهج تدريجي متباطئ لتخفيف القيود على دمشق، بحيث تتيح لها الخروج من الواقع الحالي والانفتاح على المجتمع الدولي.

إذ سيعتمد تعامل المجتمع الدولي مع دمشق على قدرة القيادة السورية الجديدة، ممثلة بالشرع، على تنفيذ تصريحاته ووعوده على أرض الواقع، خصوصا في عملية الانتقال السياسي التي يجب أن تشمل جميع مكونات الشعب السوري.

• إجراءات فصل تعسفية تطال طلاباً سوريين في مصر.. ما القصة؟
• اتفاق جديد سيؤخر رفع العقوبات عن سوريا؟
• قادة فصائل فلسطينية مدعومة من طهران غادروا دمشق إلى هذه الدول!
• قرار وزير الاقتصاد السوري: اعتداء على القانون أم تنشيط للتجارة؟
• ارتفاع الإيجارات وندرة المنازل… أزمة متصاعدة في دمشق وسط غياب الحلول