لا تزال الوفود الدبلوماسية تتوافد إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الإدارة الجديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، فبعد زيارة وفود من لبنان والمملكة العربية السعودية وتركيا، وصل صباح اليوم الاثنين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق والتقى بالقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
هذا بالإضافة إلى إعلان الخارجية القطرية، اليوم الاثنين، وصول أول وفد قطري رفيع المستوى إلى دمشق بعد القطيعة مع النظام السابق التي استمرت 13 عاما.
وتزامن ذلك مع تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الذي قال إن بلاده ليس لديها “تواصل مباشر” مع القيادة الجديدة في سوريا.
الصفدي في دمشق
بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أظهرت الصور التي نشرتها الوزارة، الصفدي والشرع وهما يتصافحان، دون تحديد مكان اللقاء في دمشق.
وسبق أن أفادت الخارجية في بيان مقتضب أن الصفدي سيزور دمشق اليوم الاثنين ويلتقي القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع وعددا من المسؤولين السوريين.
وتعتبر زيارة وزير الخارجية الأردني أول زيارة لوفد عربي رفيع المستوى إلى سوريا بعد سقوط النظام السوري في 8 من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وصرح وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني للصحافيين، أمس الأحد إن “الموقف الأردني تجاه الأحداث الأخيرة في سوريا يعبر عن صدق العلاقات بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى دعمه لتحقيق الأمن لسوريا ووحدة أراضيها واستقرار مؤسساتها”.
وأشار المومني، وفق “وكالة الصحافة الفرنسية” إلى أن “هذا الاستقرار ينعكس إيجابا على مصالح الدولة الأردنية ويرسخ أمن حدودها”.
وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد لمسافة 375 كيلومترا. وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوريا منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
وطبقا للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن. وعاد 7250 سورياً عبر الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردنية الخميس الماضي.
إلى جانب ذلك، استضاف الأردن في 14 كانون الأول/ديسمبر الجاري اجتماعا حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.
وأكد العاهل الأردني عبد الله الثاني، وقوف الأردن إلى جانب السوريين ويحترم “إرادتهم”، داعيا إلى تجنب جر البلاد إلى “الفوضى” بعد إعلان فصائل “المعارضة السورية” دخولها إلى دمشق وإسقاط الرئيس بشار الأسد.
كذلك، عانى الأردن خلال السنوات الماضية بشكل مستمر من عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومخدّرات، لا سيما “حبوب الكبتاغون”، برا من سوريا التي شهدت منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها، وفقا لما ذكرته “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وفد قطري بدمشق
في غضون ذلك، أردفت وزارة الخارجية القطرية، في بيانها، أن الوفد الذي وصل إلى العاصمة دمشق، ترأسه وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي.
وقالت الخارجية القطرية إن الزيارة تأكيد جديد على متانة العلاقات بين قطر وسوريا وحرص قطر التام على استمرار مساندتها ودعمها للشعب السوري من أجل النهوض بسوريا والمحافظة على سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
هذا وأعادت قطر، قبل أيام قليلة، فتح سفارتها في سوريا بعد 13 عاما من إغلاقها، بحسب ما شاهده مراسل “وكالة فرانس برس”.
وشاهد مراسل “الوكالة الفرنسية” في منطقة أبو رمانة بدمشق عملية رفع العلم فوق مبنى السفارة. وقطر هي الدولة الثانية التي تعيد رسميا فتح سفارتها في العاصمة السورية، بعد تركيا، منذ نظام سقوط الأسد.
تعليق إيراني حول سوريا
وبالعودة إلى كلمة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، اليوم الاثنين، أكد “ليس لدينا اتصال مباشر مع السلطة الجديدة في سوريا”. وكان الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد حليفا رئيسيا لطهران.
وأوضح بقائي أن بلاده تدعم سيادة سوريا، مشددا على أن هذا البلد يجب ألا يصبح “ملاذا للإرهاب”، قائلا: “موقفنا المبدئي حول سوريا في غاية الوضوح.. المحافظة على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، على أن يقرر الشعب في سوريا مستقبله من دون تدخل أجنبي مدمر”.
وكان بقائي قد صرح أول من أمس أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا، جرى منذ البداية “بهدف تقديم الدعم للجيش السوري في حربه ضد الإرهاب، والحؤول دون توسع نطاق الفلتان الأمني إلى الجوار السوري والمنطقة برمتها”.
وأردف بقائي أن “قرار إجلاء القوات الاستشارية أيضا كان إجراءً مسؤولا، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية والعسكرية والسياسية التي تسود هذا البلد والمنطقة”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد خروج سوريا من “محور المقاومة” بعد سقوط نظام الأسد، معتبرا أن ما شهدته البلاد يأتي “ضمن خطة أميركية إسرائيلية”.
ولفت عراقجي في تصريحات متلفزة، قبل يومين، إلى أن انتشار الفوضى في سوريا “يشكل خطرا على الدولة وجيرانها والمنطقة برمتها”، على حد قوله، مضيفا أن إسرائيل وأميركا تحاولان القضاء على أي “مقاومة” في المنطقة.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

العلاقات السورية العراقية: ماذا طلب السوداني من دمشق؟

روسيا في سوريا: مصير مجهول وفرص ضعيفة للبقاء

عودة أم فشل جديد: ماذا وراء التحركات الإيرانية في أوراسيا؟

طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

“سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد

الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”

“حتى عام 2022 كان مقيماً فيها”.. ماهر الشرع من طبيب بروسيا إلى وزير بسوريا

الشرع: لم نفرض “التجنيد الإجباري” وآلاف المتطوعين يلتحقون بالجيش السوري الجديد


طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً

سوريون يرفضون إعادة العلاقات مع روسيا.. استطلاع رأي لـ”الحل نت”
