بعد التصريحات الإيرانية بشأن سوريا، والتي كانت بمثابة “بث الفوضى”، على حد وصف الإدارة القيادية الجديدة في دمشق، حذرت “الجامعة العربية”، من “إشعال الفتنة” في سوريا.
وقالت الأمانة العامة “للجامعة العربية”، في بيان رسمي، اليوم الخميس، إنها “تتابع بقلق الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال الفتنة في البلاد”.
تحذير من “إشعال الفتنة” في سوريا
وشددت الأمانة العامة على رفضها التام “التصريحات الإيرانية الأخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري”. وجددت الأمانة العامة التأكيد على ما جاء في “بيان العقبة” للجنة الاتصال حول سوريا من ضرورة “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته”.

ولفتت الأمانة العامة إلى “ضرورة احترام جميع الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل أي تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار”.
كذلك، أعربت “الجامعة العربية”، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط” اللندنية عن “ثقتها في تمكن أبناء الشعب السوري بكل مكوناته وقياداته، ومن خلال التحلي بالحكمة، من الحفاظ على السلم الأهلي واللحمة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، وبحيث تخرج سوريا من هذه المحنة الطويلة أقوى مما كانت، وتستعيد دورها الفاعل في محيطها العربي والإقليمي والدولي”.
تصريحات إيران
كان وزير الخارجية السوري المعين حديثا أسعد حسن الشيباني حذر إيران يوم الثلاثاء من بث الفوضى في بلاده بعد تصريحات صدرت من طهران.
وقال في منشور على منصة “إكس” “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
وقد دعا المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في خطاب نقله التلفزيون يوم الأحد، الشبان السوريين إلى “الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الأمني ومن نفذه” في إشارة إلى إسقاط نظام الأسد.
وأضاف خامنئي “نتوقع أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء لأن ليس لدى الشباب السوري ما يخسره، فمدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وشوارعهم غير آمنة”.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن “من يعتقدون إنهم حققوا انتصارات في سوريا عليهم التمهل في الحكم. المستقبل مليء بالتطورات المثيرة”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الإيراني.
فيديوهات “مضللة” ومنشورات تحريضية
ومنذ نحو يومين تم تداول العديد من الفيديوهات، بعضها “قديم” والبعض الآخر “كاذب”، إضافة إلى منشورات تحريضية، وكلها بهدف إثارة الفتنة في سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتسلم فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام” الإدارة الجديدة في سوريا.
وخرجت عدة مظاهرات في مناطق عديدة من المحافظات السورية، تنديدا بإحراق مزار لشخصية علوية في حلب. على ذلك، قتل وأصيب خمسة آخرون، مساء أمس الأربعاء، في حمص وسط سوريا، بعد أن أطلقت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، خروج آلاف السوريين العلويين إلى الشوارع في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث معاقل هذه الأقلية.
كذلك أشار إلى اندلاع احتجاجات مماثلة في بانياس وحمص، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرطة فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساءً والثامنة صباحا.
وجاءت هذه الاحتجاجات الغاضبة نتيجة مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، يظهر “هجوم مسلح” على مرقد أبي عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب شمال سوريا.
غير أن وزارة الداخلية السورية أكدت أن الفيديو “قديم ويعود لفترة تحرير حلب”، مشيرة إلى أن الفعل “أقدمت عليه مجموعات مجهولة”، أي أنها كانت تصرفات فردية.
واعتبرت الوزارة أن “إعادة نشر” المقطع هدفها “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة”، مشددة على أن “أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.
وأصدرت منصة “تأكد” الإعلامية والمتخصصة بالتحقق من الأخبار والمعلومات، بيان حول الصفحات المضللة وحادثة مقام الطائفة العلوية بحلب.
وقالت المنصة: “من خلال متابعة الحسابات التي نشرت فيديو حادثة مقام الطائفة العلوية في حلب بشكل مضلل، وإبلاغ شركة ميتا عنها، تواصل معنا أحد الموظفين في الشركة. أطلعنا الموظف على معلومات حساسة تشير إلى أن إحدى الصفحات التي نشرت الفيديو تم إنشاؤها من قبل حساب يدعى “رعد الأسد”، والذي يظهر عبر معلومات الـIP أنه نشط في دمشق”.
كما تبين أن “هذا الحساب مرتبط بشبكة كبيرة تدير صفحات أخرى تعمل على نشر الفيديوهات بشكل مضلل وبأهداف واضحة”، طبقا للمنصة.
وقال أحد الناشطين السوريين إن الشخص الذي كان يحرض الناس في حمص أمس الأربعاء ويتصدر الشارع يدعى “شجاع العلي” ومتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في ريف حمص الغربي. ويعتبر من أبرز المسؤولين عن عمليات اختطاف وابتزاز بحق المدنيين على طول ريف حمص والحدود اللبنانية، خلال حكم بشار الأسد، بحسب متابعة “الحل نت”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري: “قسد” غير مدعوة للمؤتمر

“سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد

الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”

“حتى عام 2022 كان مقيماً فيها”.. ماهر الشرع من طبيب بروسيا إلى وزير بسوريا

الشرع: لم نفرض “التجنيد الإجباري” وآلاف المتطوعين يلتحقون بالجيش السوري الجديد


طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
