شنت السلطات الجديدة في سوريا، حملة من الملاحقات الأمنية ضد العديد من شخصيات وعناصر النظام السوري السابق بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد، والمتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات إنسانية بحق السوريين، مما أدى إلى مقتل بعضهم واعتقال آخرين، فمن أبرزهم؟

الشخصيات التي لقيت حتفها

اللواء علي محمود، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، من أبرز الشخصيات المقتولة، إذ عثر على جثته في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، مقتولا في “ظروف غامضة” داخل مكتبه بريف دمشق.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن محمود لعب دورا بارزا في العديد من العمليات العسكرية التي قادها ماهر الأسد، وأسفرت عن مقتل العديد من السوريين.

كما تولى علي محمود قيادة عدة حملات عسكرية في عدد من المناطق السورية، بما في ذلك حملة درعا عام 2018، التي انتهت بسيطرة قوات النظام السوري السابق على المدينة.

شجاع العلي، هو الآخر لقي حتفه، الخميس المنصرم، عقب اشتباكات في ريف حمص الغربي بين إدارة العمليات العسكرية و”فلول من النظام السابق”، وهو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

العلي كان شخصية بارزة بين أتباع النظام السوري السابق، إذ حظي بعلاقات قوية مع قيادات الفرقة الرابعة وقيادات “حزب الله” اللبناني في سوريا، حسب وسائل إعلام محلية.

حملة أمنية تشنها السلطات السورية الجديدة على مسؤولين بنظام الأسد المخلوع – (فرانس برس)

وفي حزيران يونيو 2012، أكد تقرير صادر عن لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، ضلوع نظام الأسد في المجزرة المروعة التي ارتكبت بمنطقة الحولة بريف حمص، وعرف باسم “جزار الحولة” لضلوعه الكبير في المجزرة.

وحسب التقرير المذكور، فقد قامت قوات النظام السوري آنذاك، وبالتعاون مع مجموعات مسلحة غير نظامية تُعرف باسم “الشبيحة”، بمحاصرة المنطقة وقصفها بشكل مكثف قبل اقتحامها وارتكاب مجزرة مروعة مستخدمة فيها الأسلحة البيضاء والنارية، حيث راح ضحيتها 109 مدنيين، من بينهم 49 طفلا و32 امرأة.

عناصر نظام الأسد التي اعتُقلت

فيما يخص الشخصيات التابعة لنظام الأسد، التي اعتقلت، فقد أعلنت إدارة العمليات العسكرية، أمس الجمعة، إلقاء القبض على رياض حسن “المسؤول عن الأمن السياسي” في دمشق، لدى نظام الأسد، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفرع الأمن السياسي هو فرع أمني كان يتبع لوزارة الداخلية خلال عهد الأسدين الأب والابن، ويتهم المسؤولون فيه بارتكاب جرائم كثيرة وبشعة بحق السوريين.

كذلك أوقفت السلطة السورية الجديدة، أمس الجمعة، مسؤولا سابقا لدى نظام الأسد، متهما بارتكاب عدد كبير من الجرائم بحق مدنيين، إذ نقل مراسل وكالة الأنباء السورية “سانا” في اللاذقية، أن إدارة الأمن العام بالمحافظة ألقت القبض على “المجرم الخارج عن القانون، حيان ميا، سيئ السمعة والمسؤول عن عدد من الجرائم الكبيرة ضد السوريين”.

ويعد ميا مسؤولا مباشرا عن عمليات دهم واعتقالات نفذتها مخابرات الأسد، حيث نشط خلال سنوات “الثورة السورية” الأولى في تقديم التقارير الاستخباراتية بحق الثوار المشاركين بالمظاهرات، وصولا إلى الإشراف على اعتقالهم، وذلك بحسب “شبكة شام”.

وأسفرت الحملة الأمنية، أول أمس الخميس، عن اعتقال رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن، المعروف بـ “سفاح صيدنايا”، إذ يُعد أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام داخل سجن صيدنايا.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، “توقيف السلطة الجديدة الحسن مع 20 من عناصره في قرية خربة معزة، بريف طرطوس، حيث خاضت قوات أمنها، الأربعاء الماضي، اشتباكات ضد مسلحين مقربين منه، خلال محاولتها توقيفه في مقر إقامته، مما أسفر عن مقتل 14 من عناصرها”.

ويرتبط اسم الحسن الذي كان يرأس إدارة القضاء العسكري في سوريا، وفق موقع “الحرة”، ارتباطا وثيقا بسجن صيدنايا، الواقع شمال دمشق، والذي أصبح رمزا للفظاعات التي ارتكبتها سلطات الأسد ضد معارضيه، بعدما شهد على إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب وحالات اختفاء قسري.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت من خلالها السيطرة على حلب، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، والتحقت بها درعا والقنيطرة والسويداء، ليتم أخيرا دخول العاصمة السورية دمشق، فجر 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، الأمر الذي أدى إلى فرار الأسد وسقوط النظام. تم كل ذلك في غضون 10 أيام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة