ما تزال سوريا تمر بمرحلة حساسة بعد سقوط نظام بشار الأسد وإعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة، التي أنهكتها سنوات الحرب الطويلة، وسط تساؤلات عن شكل البلاد في المرحلة المقبلة، بينما تطرح العديد من الأسئلة حول النهج الذي يتبعه، أحمد الشرع، بصفته القائد الفعلي المؤقت.

هذه التساؤلات، التي تعتبر محط نقاش السوريين ومن خلفهم العالم أيضا، أجاب الشرع على معظمها خلال مقابلة مرئية، اليوم السبت، إذ قال إن سوريا ستمر بمراحل سياسية متعددة قبل اختيار شخصية الرئيس.

الدستور والانتخابات

في مقابلة مع قناة “العربية/الحدث”، أوضح الشرع النهج الذي يقود فيه البلاد وما ستؤول إليه الأوضاع في الأشهر والسنوات المقبلة، إذ قال إن إعداد وكتابة دستور جديد في البلاد، قد يستغرق نحو 3 سنوات، وتنظيم انتخابات قد يتطلب أيضا 4 سنوات.

قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع – انترنت

وأوضح الشرع أن هناك مراحل سياسية عديدة ستسبق اختيار شخصية الرئيس، مشيرا إلى أن أي انتخابات سليمة ستحتاج إلى إحصاء سكاني شامل. بينما أكد على إدارة المرحلة بعقلية الدولة.

تجربة إدلب لا تصلح لسوريا كاملة ولكنها نواة، والمرحلة الحالية تمهيدية لحكومة مؤقتة بمدة أطول، بحسب الشرع.

واعتبر أن الكلام عن تعيينات اللون الواحد صحيح، مرجعاً ذلك إلى أن المرحلة الحالية تحتاج انسجاما، إذ إن شكل التعيينات الحالية كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد.

بالنسبة لـ “مؤتمر الحوار الوطني”، قال الشرع إنه سيكون جامعاً لكل مكونات المجتمع السوري، بينما أشار إلى أن سوريا تحتاج نحو سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية، مؤكدا في الوقت نفسه، أنه “لا قلق في الداخل السوري فالسوريون متعايشون”.

الفصائل وتشكيل الجيش

بالنسبة لحل “هيئة تحرير الشام”، قال إنه سيتم الإعلان عن حل “الهيئة” في “مؤتمر الحوار الوطني”، بينما ستضم وزارة الدفاع السورية، القوات الكردية إلى صفوفها، إذ اعتبر أن الأكراد جزء لا يتجزأ من المكونات السورية.

وأشار الشرع، إلى وجود مفاوضات مع “قوات سوريا الديمقراطية”، لحل أزمة شمال شرقي سوريا، لكنه شدد على أنه “لا تقسيم لسوريا بأي شكل ولا فيدرالية”. بينما أشار إلى عدم السماح بأن تشكل سوريا منصة انطلاق لهجمات “حزب العمال الكردستاني PKK”، إذ إن سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد.

“تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج وسوريا لـ 50 سنة مقبلة، ولم ندخل طهران ولا جنوب لبنان بل مدننا وقرانا”، وفق الشرع.

وقال الشرع إنه لا يعتبر نفسه محرر سوريا، وإن كل من قدم تضحيات حرر البلاد، مشيرا إلى أن الفصائل راعت جاهدة مسألة عدم وقوع ضحايا أو نزوح خلال عملية التحرير.

العلاقات العربية والدولية

فيما يتعلق بالتصريحات السعودية الأخيرة، اعتبر الشرع أنها كانت إيجابية جدا، وشدد على أن المملكة تسعى لاستقرار سوريا. بينما أشار إلى أن للسعودية فرص استثمارية كبرى في سوريا. وقال: “أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد”.

حول إيران، قال الشرع إنه يأمل أن تعيد طهران حساباتها حول التدخلات في المنطقة، وتعيد النظر في سياساتها، مضيفا أن “شريحة واسعة تطمح لدور إيراني إيجابي في المنطقة”.

وأوضح أن “إدارة العمليات العسكرية” قامت بواجبها تجاه المقرات الإيرانية “رغم الجراح”، مضيفا: “كنا نتوقع تصريحات إيجابية من طهران”.

في حين أكد الشرع أنه لا يريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها مع سوريا، إذ إن “روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة”، معتبرا أن لدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات