اتسع نطاق المواجهات بين فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على مختلف محاور سيطرة الأخيرة في شمال وشمال شرقي سوريا.

وبينما تدور معارك عنيفة في ريف منبج قرب بلدة أبو قلقل وقرى قريبة من سد تشرين وجسر قره قوزاق في حلب شمالي سوريا، اندلعت اشتباكات أخرى بين “قسد” والفصائل الموالية لتركيا في أبو راسين وتل تمر في ريف الحسكة.

هذا فضلا عن قصف تركيا براجمات الصواريخ عدة قرى في ريف كوباني/ عين العرب الجنوبي ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

اشتباكات “عنيفة” في منبج

دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل غرفة عمليات “فجر الحرية” أو ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية على محور سد تشرين وجسر قره قوزاق في ريف منبج، حيث تحاول “قسد” استعادة السيطرة على منبج بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا عليها في وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وذلك إثر سقوط نظام بشار الأسد على يد تحالف “فصائل المعارضة السورية”.

عناصر من “قسد” تشارك في المواجهات على محور سد تشرين شرق حلب- “المرصد السوري”

وجاءت هذه الاشتباكات بعد تسلل مجموعة من عناصر قوات سوريا الديمقراطية إلى الأحياء الشرقية لمدينة منبج، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر من الفصائل الموالية لأنقرة وإصابة 4 آخرين.

إلى جانب ذلك، قصفت طائرات مسيّرة تركية مواقع عسكرية لـ”قسد” في محيط سد تشرين، كما شهدت قرية أبو قلقل بريف منبج قصفا مدفعيا وصاروخيا متبادلا بين الجانبين، أسفر عن مقتل 13 عنصرا من فصائل “الجيش الوطني” و عنصران من “قسد”، حسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم الاثنين.

وتواصلت الاشتباكات لليوم العشرين على التوالي في محيط جسر قره قوزاق وقرب سد تشرين بين “قسد” وفصائل عملية “فجر الحرية”، التي تضم: أحرار الشرقية، وجيش الشرقية، والفرقة الأولى، ولواء السلطان محمد الفاتح، وكتائب المنتصر بالله، وفرقة السلطان مراد، وفرقة الحمزات، والجبهة الشامية، وجيش النصر والفيلق التاسع، وجيش الأحرار.

وأطلقت هذه الفصائل عملية “فجر الحرية” بالتزامن مع تقدم تحالف “فصائل المعارضة” وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”، بعد السيطرة على محافظة حلب.

معارك بريف الحسكة

وأفاد مراسل “العربية/الحدث”، اليوم الاثنين، أن قوات سوريا الديمقراطية نفذت 3 هجمات باتجاه ريف مدينة سري كانييه/ رأس العين وقتلت 4 مقاتلين من الفصائل السورية الموالية لتركيا.

كما فتحت “قسد” طريقا أمام المقاتلين السوريين المنتمين إلى فصائل “الجيش الوطني” الموالية لتركيا وعائلاتهم الراغبين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، سواء في حلب أو العاصمة دمشق أو غيرها، ومغادرة المناطق الكُردية. 

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين “قسد” وفصائل “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة في أبو راسين وتل تمر في ريف الحسكة.

وقال “المرصد السوري” إن “الاشتباكات شهدت استخداما مكثفا للأسلحة الثقيلة، حيث استهدفت قوات (قسد) قواعد الجيش التركي والفصائل المسلحة في المنطقة، وأسفرت الهجمات عن إصابة 4 عناصر من الفصائل بجروح”.

وأشار “المرصد السوري”، إلى تسلل قوات خاصة تابعة لـ”قسد”، أمس الأحد، إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا في قرية الريحانية قرب بلدة تل تمر في ريف الحسكة، مما أسفر عن وقوع 5 قتلى و7 جرحى من الفصائل.

كما نفذت “قسد” عملية تسلل أخرى إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا في قرية القاسمية في ريف سري كانييه/ رأس العين شمال الحسكة ضمن منطقة “نبع السلام”.

بالتزامن مع قصف مدفعي طال قرى الكنير وأرباحين والعزيزية والعريشة ومناخ في ريف سري كانييه/ رأس العين شمال الحسكة، دون تسجيل خسائر بشرية.

ووصل عدد القتلى من عسكريين ومدنيين خلال 18 يوما من الاشتباكات إلى 152 شخصا، حسب ما أحصى “المرصد السوري”.

ومع استمرار القتال بين الفصائل الموالية لتركيا و”قسد”، يرغب مسلحون من الفصائل في منطقة نبع السلام في شمال شرقي سوريا بالعودة إلى أماكنهم الأصلية التي عادت إلى طبيعتها بعد إسقاط نظام بشار الأسد، لكن قيادات الفصائل تعتقل أي عنصر يرفض مواصلة القتال أو يحاول المغادرة إلى المنطقة التي جاء منها.

اشتباكات في ريف الرقة

بالتزامن مع المعارك في ريفي حلب والحسكة، استهدفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها قرية التروازية الواقعة جنوب بلدة سلوك بريف الرقة، باستخدام المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة، ما أدت إلى مواجهات عنيفة.

عناصر من الفصائل الموالية لتركيا خلال اشتباكات مع “قسد” في شرق حلب- “المرصد السوري”

وردّت قوات سوريا الديمقراطية على مصادر النيران بقصف مماثل، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية، طبقا لـ”المرصد السوري”، اليوم الاثنين.

إلى جانب ذلك، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للقوات التركية حاجزا لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في قرية الهيشة بريف بلدة عين عيسى الشرقي، شمال الرقة دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية، طبقا لـ”المرصد السوري”.

وبذلك، يرتفع إلى 220 تعداد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات مسيّرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرقي سوريا، منذ مطلع العام 2024، تسببت بمقتل واستشهاد 101 شخص، بالإضافة لإصابة أكثر من 64 من العسكريين و80 من المدنيين بينهم 6 سيدات و5 أطفال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات