واقعيا، ألقى الفساد والانهيار التام في المؤسسات والبنى التحتية السورية إبان حقبة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بظلاله على كل شيء، ومن بيت ذلك، انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي أثّر بشكل سلبي وكبير على حياة الناس وتمشيَة أمورهم اليومية.
اليوم وبعد مرور أكثر من شهر على سقوط النظام، يستمر قطاع الكهرباء بالتدهور، خاصة في الشام، وعلى وجه التحديد العاصمة دمشق، فبعد أن كان التيار الكهربائي يأتي لمدة 4 ساعات في الأيام الماضية، انهار بشكل ملحوظ منذ الأمس وحتى اليوم، إذ لم تتوفر الكهرباء في العاصمة السورية إلا 10 دقائق فقط في آخر 24 ساعة، بحسب مراسل “الحل نت”.
الكهرباء في دمشق.. 10 دقائق تجهيز فقط!
مراسل “الحل نت” من دمشق، قال إن الكهرباء شبه منقطعة منذ يوم أمس الخميس، في العاصمة السورية، وأن الظلام كان يسود ليل المدينة، مُبيّنا، أن الناس في الشوارع كانوا يُشعلون النور من سياراتهم وهواتغهم لإضاءة الطرقات، من أجل تسيير أمورهم؛ لأن الظلام حل في كل مكان.
وأشار مراسلنا، إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لهذا الوقت الطويل جدا، أثّر حتى على أصحاب الفنادق، إذ اضطرّوا لإطفاء مولّداتهم لعدة ساعات، بهدف توفير المازوت قبل نفاده أولا، ولأن استمرار تشغيل المولدات لأكثر من 10 ساعات متواصلة سيتسبّب بعطلها، وفقا لما قال له عدد من العاملين بفنادق دمشق.
الاعتماد على المازوت المهرّب!
في سياق متصل، قال أبو أحمد، وهو مالك مغسلة ومشحمة “الديار” قرب مساكن برزة بدمشق في تصريح خاص لـ “الحل نت”، إنه في الفترة الأخيرة لم يعد هناك أي مواعيد ثابتة لمجيء التيار الكهربائي كما كان معروفا، وباتت الكهرباء تأتي من 10 إلى 15 دقيقة فقط في اليوم الواحد.

وأكد أبو أحمد، أن هذا الانقطاع والانطفاء شبه الكلي للكهرباء في دمشق، أثّر عليهم بشكل مباشر وملموس، حيث ارتفعت التكلفة لديهم بسبب عدم وجود وقت منتظم لمجيء التيار الكهربائي، لافتا، إلى أنه ومثله كُثُر، باتوا يعتمدون على المولّدات، وعلى المازوت المُهرّب تحديدا لتشغيل مولّداتهم.
نظام الأسد رفعَ ساعات التقنين
من الجدير بالذكر، أن أزمة انقطاع الكهرباء في دمشق، ازدادت حدتها منذ نحو عام ونصف، حينما رفعت الحكومة السورية برئاسة حسين عرنوس في عهد النظام السابق، ساعات التقنين لأكثر من 10 ساعات في اليوم الواحد.
وكان وزير الكهرباء السابق في عهد نظام الأسد، غسان الزامل، قال إن عدة أسباب وقفت وراء قرار زيادة ساعات التقنين، من بينها حالة النقص في توريدات مادة الغاز لحدود 1.5 مليون متر مكعب يوميا، مع ارتفاع الطلب والاستهلاك للكهرباء.
هذا، وتسعى حكومة تصريف الأعمال في سوريا الجديدة إلى وضع حلول لأزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد منذ العهد البائد لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث تتجه للاعتماد على سفن الكهرباء العائمة لتوفيرها.
وأعلنت السلطات السورية، الثلاثاء الماضي، أن دمشق ستستقبل سفينتين لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر، للمساهمة في حل الأزمة التي تواجهها البلاد، دون تحديد موعد وصولها، فضلا عن اتفاق الأردن مع الحكومة الجديدة في دمشق على التعاون فيما يتعلق بالربط الكهربائي.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

خطط بريطانية لتعديل العقوبات على دمشق.. وإسرائيل لن تغادر سوريا بدعم من ترامب

أصالة نصري في سوريا بعد سنوات الفراق.. وحفل غنائي كبير

الشيباني في مؤتمر باريس.. و3 “احتياجات عاجلة” تخص سوريا
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول اقتصاد

بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا.. ما شرطها الوحيد؟

ما تفاصيل لجنة “الشرع” لاستهداف رجال الأعمال الموالين للأسد؟

حماية المستهلك يراهن على “السوق الحر” ويؤكد: انخفاض قريب بالأسعار

اللاجئون السوريون.. ما هي أصعب التحديات التي تقف عقبة أمام عودتهم؟

بعد أزمة فصل الموظفين.. القطاع العام السوري نحو تقليص العدد أم إعادة الهيكلة؟

انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟

رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟
