التقى موقع لـ”الحل نت” مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “حكومة تصريف الأعمال”، السيد الدكتور ماهر خليل الحسن في العاصمة السورية دمشق، وأجرى معه لقاءً مثمرا.

وتم الحديث مع السيد الوزير عن واقع الاقتصاد السوري ومعيشة السوريين خاصة خلال السنوات العشر الماضية، وفي هذا التقرير نستعرض الجزء الثاني من اللقاء وهو الحديث عن خطط الإدارة الجديدة في سوريا لإنهاء الاحتكارات والإتاوات وضبط الأسعار، وما إذا كان لأشخاص مثل رامي مخلوف (الذي كان يهيمن على الاقتصاد) مكان في سوريا الجديدة؟

الوزير السوري: خطط عديدة بشأن التجارة

خلال حكم النظام السوري السابق كانت الموارد المستوردة تحتكرها فئة معينة من الناس وتنحصر في أيدي فئة من الأشخاص، فضلا عن الإتاوات (غير القانونية) التي كانت تفرض على البضائع والتجار وعليه كانت تنفلت الأسعار في الأسواق وكان يدفع ضريبته المواطن السوري فقط.

وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “حكومة تصريف الأعمال”، السيد الدكتور ماهر خليل الحسن في لقاء مع “الحل نت”

وفي إطار معالجة كل هذه الأزمات والتحديات التي تواجه الواقع الاقتصادي والمعيشي، قال الوزير السوري لـ “الحل نت”: هذه السياسات بالتأكيد لن يكون لها مكان في خطط وزارة التجارة الداخلية أو غيرها.

وللتوضيح أكثر حول خطط القيادة الجديدة في دمشق لدء هكذا سياسات، قال السيد الوزير: “هذا ما عملنا عليه مع تأسيس حكومة الإنقاذ على مدار ست سنوات، وكانت منظومة حكومية تتميز بالشفافية العالية والمسائلة للجميع، من دون أدنى تهاون في أي تقصير أو خطأ، والاعتماد على نظام اقتصادي حر ليس فيه احتكار أو حصرية لأحد”.

وأردف السيد ماهر الحسن، “نتيجة لسياساتنا الاقتصادية، فإن مستوى دخل الفرد في إدلب وريفها يفوق خمسة وستة أضعاف دخل ما يحصل عليه الفرد في مناطق النظام السابق”.

وأشار الوزير السوري لـ”الحل نت” إلى أنه “على الرغم من الغياب شبه الكامل لأي موارد، والظروف الأمنية التي كانت تعيشها إدلب، والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، والحصار والنزوح والتهجير، إلا أننا تمكنا من إنشاء نواة اقتصادية لا بأس بها، وكنا نعمل بالتوازي لتشكيل حكومة قادرة وجاهزة لإدارة سوريا بأكملها. في الوقت الذي كان من الممكن أن تتحرر فيه سوريا، وقد تحررت أخيرا”.

وتابع الوزير: “الحكومة استلمت كافة الوزارات والمؤسسات وملفات العمل بشكل مباشر ومرونة دون انتظار، إذ كان هناك تأسيس وإعداد مسبق لهذا العمل الذي حصل ويجري حاليا”.

“ستكون خالية من أمثال مخلوف”

تساءل “الحل نت”: بعد تحرير سوريا من “آل الأسد” هل سيكون هناك مكان لأشخاص مثل رامي مخلوف أو يسار إبراهيم في سوريا الجديدة؟

أجاب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، الدكتور ماهر الحسن، بأنه: “يقينا سوريا الجديدة ستكون خالية من هكذا شخصيات ولن نرضى بأية حال من الأحوال أن يحدث هكذا أمر، حيث إن فتح السوق أمام الجميع هو أكبر عائق أمام خلق هؤلاء الأشخاص”.

وأضاف السيد الحسن أن السياسات التي اتبعها النظام السوري السابق من تضييق السوق وخلق “منظومة الدعم” وحصر الموارد والصناعة والاستيراد بأشخاص محددين، أدت إلى ظهور هذه الشخصيات (مخلوف وإبراهيم) وبنية الفساد الذي كان يعتمد عليهم النظام البائد.

وعليه، “نحن نقوم بتغيير كل هذه السياسات، حيث إن السوق حاليا مفتوح للجميع والاستيراد متاح للجميع بما يعزز المنافسة بين كل التجار ويتناسب مع كل الطبقات الاجتماعية”، وفق السيد الوزير.

بالإضافة إلى فتح الطرق بين المحافظات السورية الأمر الذي يعزز حركة التجارة دون معوقات، بجانب تقليل تكاليف نقل البضائع. التجار هم من سيتنافسون على المستهلك، والأخير لن يكون تحت رحمة التجار.

إلى جانب أن “سوريا بلد غني وبها موارد عديدة، وهو بلد قادر على الاكتفاء الذاتي في سلع استراتيجية عديدة كالقمح والنفط. فقط يحتاج أن تكون هناك إدارة سياسية جيدة وليس بها فساد، وأن تتعافى البلاد من البنية التحتية المهدمة والمدمرة وبمقدور سوريا أن تصدر سلعا مهمة أيضا”، خلال حديث الوزير السوري مع “الحل نت”.

يذكر أن، رامي مخلوف، هو رجل أعمال سوري، وابن خال رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، ويعتبر واحدا من أكثر الرجال نفوذا في المنطقة، وكان أكبر شخصية اقتصادية في سوريا، لكنه دخل في صراع حاد مع الأسد منذ 5 سنوات، على خلفية قضايا مالية.

ويسار إبراهيم، هو رجل أعمال سوري وكان مقربا من النظام السوري السابق. وعرف إبراهيم كمستشار اقتصادي لبشار الأسد وزوجته أسماء، وكان يدير إمبراطورية من الشركات بعد الاستحواذ عليها من أصحابها، تمتد على قطاعات اقتصادية عديدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات