أجرى موقع “الحل نت” لقاءات مع العديد من المسؤولين في “حكومة تصريف الأعمال” السورية خلال الأيام الماضية، وكان ثمة لقاء مثمر مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، السيد الدكتور ماهر خليل الحسن في العاصمة السورية دمشق.

وتم الحديث مع السيد الوزير عن العديد من المواضع المتعلقة بواقع الاقتصاد السوري ومعيشة السوريين خاصة خلال السنوات العشر الماضية، ونستعرض في هذا التقرير الجزء الثالث من اللقاء، وهو الحديث عن سياسة “الدعم الحكومي” التي انتهجتها حكومة النظام السوري السابق، وهل ستتبعها الحكومة السورية الجديدة أم ماذا؟

حديث عن “الدعم الحكومي”

كان النظام السوري السابق قد أعلن مطلع عام 2019، عن إطلاق مشروع “البطاقة الذكية”، وكانت تُمنح هذه البطاقات للعائلات في سوريا ولبعض القطاعات الخدمية العامة والخاصة، لتوفير بعض المواد الخدمية والغذائية بسعر “حكومي مدعم”.

وكانت تزعم الحكومة السورية السابقة أن مشروع “البطاقة الذكية” أو “الدعم الحكومي” يهدف إلى أتمتة توزيع المشتقات النفطية وغيرها من المواد والخدمات على المواطنين، من أجل منع تهريب هذه المواد والاتجار بها، إلا أن الفساد والاتجار بهذه المواد بات أكثر انتعاشا ورواجا، قبل إصدار ما يسمى بـ “البطاقة الذكية”.

وحول ذلك، صرح وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، السيد ماهر الحسن لـ “الحل نت”: “الحقيقة عدد محدود من الدول تتبنى سياسة الدعم الحكومي. وأي دولة تقدم سلعا بشكل مدعوم تجعلها واجهة لنهب الشعب ورواتبه وتكون توطئة للفساد كما كان في عهد النظام السابق. النظام العالمي يقوم على السوق الحر المفتوح وللجميع”.

وأردف السيد الوزير: “ونمط الاقتصاد الذي تبناه النظام السابق وتضمن فكرة الدعم كان عاملا مباشرا وأحد الأسباب على تجويع الشعب السوري وإذلاله ووضعه في مستوى متدني اقتصاديا”. 

وتابع السيد الوزير في حديثه لـ”الحل نت”: وبالتالي، كانت النتيجة في ظل النظام السابق أن الشعب السوري لم يكن يملك قوت يومه ولا حتى هناك اكتفاء ذاتي.

ضرورة أن يكون السوق “مفتوحا”

وفي ضوء ذلك، يرى وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السيد ماهر الحسن، أن “يكون السوق مفتوحا، فهو يسمح بالعمل للجميع، وخصوصا للتجار، وهذا يؤدي تباعا إلى تخفيض أسعار المواد والسلع وفتح الاستثمار أمام الدول ورجال الأعمال بما يحقق نهضة اقتصادية وإنعاش قطاعات اقتصادية كبرى”.

وفي تقدير الوزير السوري أيضا خلال لقائه مع “الحل نت”، أن هذه الدورة الاقتصادية ستؤدي لتعطيش السوق بالأيدي العاملة وفرص عمل كبيرة جدا وتحقيق مدخول جيد للمواطنين التي تحسن من وضعه.

ولفت الوزير السوري إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ستعمل على تخفيض الأسعار بعموم المواد من جهة لتقابل نقطة رفع “الدعم الحكومي” ومن جهة أخرى العمل بجد لرفع الرواتب والدخل الشهري للفرد في عموم سوريا.

وبعد أن أطلقت الحكومة السورية السابقة منظومة “الدعم الحكومي” عام 2019، أثار القرار جدلا كبيرا بين السوريين، إذ وجهت انتقادات واسعة للحكومة السورية آنذاك، واعتبر هذا الإجراء تعبيرا عن عدم قدرة الحكومة على توفير أبسط مستلزمات الحياة اليومية.

كذلك، اعتبر السوريون مشروع “الدعم الحكومي” دليلا على تدهور اقتصاد البلاد، وأن النظام البائد يحاول أن يحسن من اقتصاده من جيوب المواطنين، وهو ما أثار استياءً ورفضا واسعين من قبلهم.

اتباع سياسات جديدة

بالعودة إلى حديث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، السيد ماهر الحسن مع “الحل نت”، فإنه شدد على أن السياسات التي اتبعها النظام السوري السابق من تضييق السوق وخلق “منظومة الدعم” وحصر الموارد والصناعة والاستيراد بأشخاص محددين، أدت إلى ظهور شخصيات فاسدة هيمنت على اقتصاد البلاد، مثل (رامي مخلوف ويسار إبراهيم) وبنية الفساد الذي كان يعتمد عليهم النظام البائد.

وعليه، قال السيد الوزير: “نحن نقوم بتغيير كل هذه السياسات، حيث إن السوق حاليا مفتوح للجميع والاستيراد متاح للجميع بما يعزز المنافسة بين كل التجار ويتناسب مع كل الطبقات الاجتماعية”.

وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك- “عدسة الحل نت”

بالإضافة إلى فتح الطرق بين المحافظات السورية الأمر الذي يعزز حركة التجارة دون معوقات، بجانب تقليل تكاليف نقل البضائع. التجار هم من سيتنافسون على المستهلك، والأخير لن يكون تحت رحمة التجار.

إلى جانب أن “سوريا بلد غني وبها موارد عديدة، وهو بلد قادر على الاكتفاء الذاتي في سلع استراتيجية عديدة كالقمح والنفط. فقط يحتاج أن تكون هناك إدارة سياسية جيدة وليس بها فساد، وأن تتعافى البلاد من البنية التحتية المهدمة والمدمرة وبمقدور سوريا أن تصدر سلعا مهمة أيضا”، خلال حديث الوزير السوري مع “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة