سقط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وترك خلفه الكثير من الخراب والدمار، الذي طال شتى المؤسسات والدوائر، ولم تكن البنى التحتية بمنأى عن ذلك، لا سيما الطرق والجسور، وهذا الوضع ينطبق على كل المدن التي كانت تحت سيطرته ومنها حمص.

في حمص، المدينة السورية المهمة، والتي تقع في وسط البلاد، الطرق متهالكة، والجسور شبه مدمرة، والميزانية المخصصة للارتقاء بواقع البنى التحتية في المدينة، “خجولة جدا”. وللوقوف على واقع هذه المدينة، كان لموقع “الحل نت” مقابلة مع مدير مديرية الخدمات الفنية في حمص، عادل الجاسم.

حمص.. ضربة إسرائيلية عطّلت كل شيء!

الجاسم قال لـ “الحل نت” في تعليقه على واقع البنية التحتية في حمص، إن الخدمات الفنية كانت متراجعة لدرجة ضعيفة جدا في حقبة النظام السابق، لا سيما في آخر 6 أشهر من حكمه، وما زاد من سوء الوضع، هي ضربة إسرائيلية، تسببت بدمار الآليات الفنية ومحطة الوقود، فضلا عن دمار الكثير من الآليات والسيارات، ناهيك عن وضع الخدمات الفنية المتهالك أصلا، فتعطّلت المديرية على إثر الضربة.

صورة أرشيفية لمدينة حمص- “وكالات”

وأضاف الجاسم، أن الخدمات الفنية كانت في عهد حكم “آل الأسد”، تعتني بالطرق بين المدن والأرياف بشكل عام، فضلا عن بناء المدارس. وأي منشأة حكومية مطلوب دراستها، وأيضا تساعد بترميم الطرق الرئيسية في المدن.

أما الآن وبعد سقوط نظام بشار الأسد، كشف مدير مديرية الخدمات الفنية في حمس، عن وجود رؤية ومقترح لدمج كل المؤسسات المعنية في الطرق بمؤسسة واحدة لتخفيف وتضمين الجهود تحت راية واحدة، مثل الطرق والجسور، والمؤسسة العامة للطرق، والخدمات الفنية، والصرف الصحي. “هذه كلها ستدمج في مؤسسة واحدة”.

وتابع عادل الجاسم حديثه لـ”الحل نت” بقوله: نحن الآن نقوم بتوحيد الجهود من أجل تبسيط الإجراءات، وذلك بهدف وضع جدول عمل نتمكن من خلاله في النهوض بالبنية التحتية لمدينة حمص إلى الأمام، على حد تعبيره.

وبيّن الجاسم، أن المرحلة الحالية هدفها تغطية الاحتياجات الضرورية المطلوبة في حمص، أي “الإسعاف”، وفي هذا الصدد، لدينا عدة دوائر، وكل دائرة مسؤولة عن باب معين من أبواب الدراسات، مثل الطرق والطوبوغرافيا والتخطيط العمراني، وكل جهة ستنزل للميدان، من أجل دراسة الاحتياجات المطلوبة للمدينة، تمهيدا لتغطيتها بشكل كلي.

ترهل إداري وفني!

الجاسم أشار، إلى أن مديريته معنيّة بالبنية التحتية من حيث الطرق، وبالصرف الصحي، وأما المدارس، فسيتم اقتراح نقلها إلى الإنشاء والتعمير، فيما قال، إنه لا بمكن حاليا وضع تقدير دقيق للمبلغ الذي تحتاجه المديرية لترميم البنى التحتية في حمص قبل أن تنتهي كل دائرة من دراسة حجم الأضرار والاحتياجات.

وبالنسبة للميزانية المخصصة للمديرية بعهد رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، أوضح الجاسم، أنه في زمن النظام السابق كانت الميزانية المخصصة للمديرية، نحو مليار ليرة سورية أي قرابة 40 ألف دولار، وهي ميزانية ضعيفة لا تغطّي الاحتياجات الخاصة بالبنى التحتية في حمص، بل كانت تغطّي “الترقيعات” فقط.

وحول المقارنة بين جودة الطرق في الشمال السوري ونظيرتها في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السابق، قال الجاسم، إن المواد المستخدمة ببناء الطرق في الشمال السوري، أقل جودة من نظيرتها في مناطق النظام البائد، لكن سويّتها أعلى من طرق مناطق النظام السابق.

واختتم مدير مديرية الخدمات الفنية في مدينة حمص، عادل الجاسم حديثه مع “الحل نت” بقوله، إن الإمكانيات حاليا متوفرة بدرجة عالية، والمسعى الرئيسي هو الارتقاء بالطرق لدرجة كبيرة. “الطموح هو أن نضاهي دول الخليج العربي على مستوى جودة الطرق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات