حالة من الجدل أُثيرت أمس، الاثنين، بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات والتغريدات التي عكست حالة الغضب لدى السوريين إثر أنباء عودة رجل الأعمال السوري محمد حمشو المقرب من النظام البائد (ذراع ماهر الأسد الاقتصادي) إلى سوريا، وتسوية وضعه مع “الإدارة السورية الجديدة”.
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان، حسم هذا الأمر خلال تصريحات صحفية له مساء أمس الإثنين، مؤكدًا أن تلك الأنباء لا أصل لها، ومشددًا على أنه لم يتم التعامل بعد مع أي رجل أعمال محسوب على النظام السابق.
وزير الاقتصاد ينفي
أكد الوزير باسل عبد الحنان، في تصريحات لـ “CNBC” عربية، أنه لن تتم مصادرة أموال رجال أعمال ذات صلة بنظام الأسد، وقال: “تفاجأنا بعدد الشركات ذات الشراكات المشبوهة مع النظام السابق وهو بالمئات، لذا قررنا فصل الشركات ذات العلاقة مع النظام السابق عن ملاكها”.

وتابع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري “ما يهمنا هو عودة العمل بالشركات ذات الصلة مع النظام السابق والعمال بشكل كامل”، مشيرًا إلى أن تلك الشركات أغلبها تعمل في قطاعات استراتيجية وخدمية.
وأوضح أن أي مال تم تحصيله لرجال الأعمال عبر الازدواج مع السلطة سيُردّ إلى الخزينة العامة، وأن اللجنة القضائية هي التي ستقرر وضع رجال أعمال الأسد كل وفق وضعه، مؤكداً: “الملكية الخاصة مُقدسة”.
حقيقة استقطاب رجال أعمال النظام البائد
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المهتمة بالشأن السوري تداولت بالأمس أنباء تفيد بأن رجل الأعمال محمد حمشو واجهة ماهر الأسد، (شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد)، عاد عبر مطار بيروت إلى دمشق، بوساطة قطرية.
ذهب البعض إلى أن حمشو تعهد بدفع “مليار دولار ” للخزينة العامة السورية مقابل عودته، كما أنه وعددًا من رجال الأعمال المحسوبين على نظام الأسد، باشروا بمفاوضات مع “الإدارة السورية الجديدة” للعودة و”المشاركة في إعادة إعمار سوريا” بعد سقوط النظام.
وأشارت أنباءٌ أيضًا خلال الأيام الماضية لتوجه “الإدارة السورية الجديدة”، نحو استقطاب رجال الأعمال السوريين في الداخل والخارج، حيث التقاهم قائد الإدارة السورية أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، ومن بينهم رجال أعمال عُرفوا بقربهم وولائهم الكبير لنظام الأسد، مثل: لبيب الإخوان الذي تسببت صورة له مع الشرع في القصر الرئاسي بإثارة غضب الكثير من السوريين.
رجال الأعمال ودورهم في نظام الأسد
لعب رجال الأعمال المقربون من النظام السوري السابق، دوراً محورياً في الحفاظ على مصالحه، ويُنسب لهم احتكار الموارد والثروات، والحفاظ على النظام السياسي السابق رغم العقوبات الدولية، ودعم المليشيات الموالية للنظام لقمع المعارضين.

واختفى عدد من رموز النظام السابق وكبار المسؤولين على رأسهم رجال الأعمال بعد أن أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث فرّ بعضهم خارج البلاد، ولجأ آخرون إلى الاختباء في مسقط رؤوسهم، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية للأنباء.
وكان هؤلاء المقربون من النظام البائد يستفيدون جميعهم من مزايا حصلوا عليها بسبب قربهم من هذا النظام، كما أنهم يواجهون اتهامات أميركية وغربية، فتلاحقهم العقوبات بسبب تمويل الحرب السورية ودعم أعمال العنف والترهيب التي مارسها الأسد ضد الشعب السوري.
هل عاد رجال الأسد إلى دمشق؟
حمشو لم يكن رجل الأعمال الوحيد المحسوب على نظام الأسد وتم تداول أنباء عودته، إلا أنه تم تداول أنباء عودة العديد من رجال الأعمال إلى دمشق، وعلى رأسهم رئيف قوتلي، شريك و”كاتم أسرار” ماهر الأسد الذي فرّ برفقته إلى العراق ومن ثم إلى موسكو.
وخالد قدور، وهو أيضا من أبرز رجال ماهر الأسد، الذي كان يقوم بإدارة أعماله التجارية، كما تولى مسؤولية إدارة المجموعات التجارية العائدة له، إضافة لقيامه بدور السفير التجاري لماهر الأسد خارج سوريا.
روّجت الأنباء إلى أن “الإدارة السورية الجديدة” تتبع سياسة “التسويات” مع رجالات الأسد وواجهاته الاقتصادية والمالية، الذين غادروا البلاد مع أموالهم الطائلة بعد سقوط النظام.
تباين آراء بين مؤيد ومعارض
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات التي تعبر عن الغضب حيال ذلك الأمر، مستنكرين توجه “الإدارة الجديدة” لاستعادة هؤلاء رجال الأعمال بالرغم من كل ما ارتكبوه بحق السوريين.
هذا واتفقت بعض الآراء على أن الاقتصاد السوري بحاجة لكل رجال الأعمال، مشددين على ضرورة الحصول على دعم مالي منهم في ظل الإفلاس الذي تعاني منه الدولة بعد نهبها وإفقارها من قبل نظام الأسد.

وبالعودة إلى تصريحات وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان، لـ “CNBC” عربية، قال: “سمعت التقارير الإعلامية الخاصة بالتسوية مع رجل الأعمال محمد حمشو ولا يوجد أصل لها، نحن نتحدث عن العشرات من رجال الأعمال المحسوبين على النظام السابق وأسماء وهمية”.
مافيا اقتصادية
أردف وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، بأن سوريا كانت تُدار بعقلية العصابة الاقتصادية أو المافيا الاقتصادية، موضحًا أنه تم الكشف عن مجالس اقتصادية سرّية تدير اقتصاد سوريا في عهد النظام السابق، وأن العديد من الحركة التجارية في النظام السابق كانت بعلاقات مباشرة مع القصر.
وفي شأن تجارة “الكبتاغون” التي كانت رائجة في ظل النظام السابق، قال إنه تم ضبط عشرات المنشآت المنتشرة في سوريا لصناعة “الكبتاغون”، مؤكدًا أن أموال “الكبتاغون” لم تدخل ضمن اقتصاد سوريا.
وحول وضع “المنصة” أشار إلى أنه يوجد فيها سيولة محتجزة أولية تقدر بـ 600 مليون دولار، لافتًا إلى أن “المنصة” كانت أداة لابتزاز التجار والصناعيين ورجال الأعمال وأن ردّ أموالها يتعلق بتوافر السيولة والاعتماد لدى المصرف المركز، مردفًا: “لا يمكن أن أقدّر الفترة الزمنية لإعادة أموال (المنصة) لأصحابها التجار”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول اقتصاد

بريطانيا تعتزم تعديل نظام العقوبات المفروضة على سوريا.. ما شرطها الوحيد؟

ما تفاصيل لجنة “الشرع” لاستهداف رجال الأعمال الموالين للأسد؟

حماية المستهلك يراهن على “السوق الحر” ويؤكد: انخفاض قريب بالأسعار

اللاجئون السوريون.. ما هي أصعب التحديات التي تقف عقبة أمام عودتهم؟

بعد أزمة فصل الموظفين.. القطاع العام السوري نحو تقليص العدد أم إعادة الهيكلة؟

انعكاسات محتملة.. ما مردود قرار تركيا رفع القيود عن الواردات السورية؟

رغم رفع جزء من العقوبات.. لماذا تفشل الإدارة السورية في جذب استثمارات جديدة؟
