بعد سقوط نظام بشار الأسد، ووصول تحالف فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام” إلى السلطة في دمشق، ظهر شخص مصري يدعى أحمد المنصور، وهو مقاتل في صفوف “الهيئة”، في مقاطع فيديو يهدد فيها الحكومة المصرية.
وأفاد مصدر في وزارة الداخلية السورية ومصدر أمني عربي لوكالة “رويترز” اليوم الأربعاء بأن السلطات الجديدة في دمشق ألقت القبض على المصري أحمد المنصور.
سوريا تعتقل أحمد المنصور
تقول “رويترز” إن اعتقال المصري أحمد المنصور قد يساعد في تخفيف المخاوف في القاهرة بشأن صعود “هيئة تحرير الشام” في سوريا التي قادت الإطاحة بالأسد الشهر الماضي، في ضوء حملة الحكومة المصرية ضد جماعة “الإخوان المسلمين” في الداخل.
وكان أحمد المنصور أعلن تشكيل ما وصفه بـ”حركة ثوار 25 يناير”، في إشارة إلى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في عام 2011.
ونشر المتشدد أحمد المنصور عدة مقاطع فيديو يقول فيها إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيلقى نفس مصير الأسد.
وقال في أحد الفيديوهات: “لا البوابات العالية ولا الأنفاق ستنقذك، الآن دورك أيها الديكتاتور”.
وجاء البيان الأول لـ”حركة ثوار 25 يناير” المزعومة ليعلن “توقيف واختفاء” المنصور في دمشق ومعه عدد من رفاقه، مضيفا أن ذلك جاء بعد “دعوة وجهت إليه من الأمن العام في سوريا، لمقابلة وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة مرهف أبو قصرة”.
البيان أشار أيضا إلى أن المنصور “عمل تحت إمرة” وزير الدفاع السوري الجديد أبو قصرة “في جبهات الثورة السورية”، مشددا على أن الحركة المزعومة “لا تريد أن تسبب للإخوة السوريين أي حرج في علاقاتهم الدولية والإقليمية”.
“لا لإيواء العناصر الإرهابية”
وبحسب المصادر لـ”رويترز”، فإن السلطات السورية ألقت القبض على المنصور، وهو معتقل حاليا في مركز احتجاز.
وقال المصدر العربي إن “السلطات السورية هي التي ألقت القبض عليه بعدما تلقت الرسالة من الحملة الإعلامية المصرية”، مضيفا “إنها إشارة إلى القاهرة التي تعتبر هذه القضية مهمة للغاية”.
وقالت مصادر أمنية مصرية إنه رغم أنها لم تطلب بشكل مباشر اعتقاله، فإن القاهرة أعربت عن غضبها إزاء عودة ظهور المعارضين المتشددين في سوريا من خلال اتصالات استخباراتية مع دول ثالثة، طبقا لـ”رويترز”.
وأضافت المصادر ذاتها أن مصر تشعر بأن الاضطرابات في سوريا قد تساعد هذه الفصائل الإسلامية على إعادة تنظيم صفوفها.
هذا وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد الماضي، إن مصر تدعم أمن وسيادة سوريا، لكنه شدد على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى العمل على منع سوريا من أن تصبح ملاذا آمنا أو مركزا للجماعات الإرهابية، “التي قد تشكل تهديدا لأي من دول المنطقة”، وذلك خلال “اجتماع الرياض” بالمملكة العربية السعودية.
وقد تواصلت مصر مع الحكام الجدد في دمشق بشكل متأخر نسبيا مقارنة ببقية الدول العربية الأخرى في المنطقة، وذلك من خلال اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية في 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى ذلك، لم تحدث حتى الآن زيارات رسمية بين القاهرة ودمشق.
أسرته تتبرأ منه
طبقا لوسائل إعلام مصرية، فإن أحمد المنصور انضم إلى جماعات إرهابية قبل فراره إلى سوريا، حيث كان عضوا في “حركة حازمون” التي أسسها حازم صلاح أبو إسماعيل، وشارك في اعتصام رابعة العدوية والنهضة في 2013.
وتبرأ عاطف، والد المنصور، من نجله بسبب أفعاله، ونفى عاطف مزاعم رددها ابنه بأن السلطات المصرية تحتجز أفراد أسرته.
وذكر والده أن الدولة المصرية “أنفقت مليون جنيه على تعليم شقيق أحمد ليحصل على درجة الماجستير من إيطاليا”.
هذا وانضم آلاف المسلمين السنة الأجانب إلى صفوف فصائل “المعارضة” في سوريا في وقت مبكر من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما للقتال ضد حكم بشار الأسد والميلشيات الشيعية المدعومة من إيران، مما أعطى الصراع صبغة طائفية.
وشكل بعض “المقاتلين الأجانب” مجموعات مسلحة خاصة بهم بينما انضم آخرون إلى تشكيلات راسخة مثل تنظيم “داعش” الإرهابي الذي اجتاح العراق وسوريا وأعلن لفترة وجيزة ما يسمى بـ”دولة الخلافة” قبل أن تهزمه القوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وانضمت مجموعات أخرى من “الجهاديين الأجانب” إلى “هيئة تحرير الشام”، التي نفت صلاتها السابقة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش” وخاضت معارك ضدهما قبل أن تستمر في قيادة الهجوم الخاطف الذي أطاح بنظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، طبقا لـ”رويترز“.
ومن بين هؤلاء علاء محمد عبد الباقي، الذي حكمت عليه مصر غيابيا بالسجن المؤبد بتهمة الإرهاب في عام 2016، حصل على رتبة عسكرية (عقيد) في القوات المسلحة السورية أواخر الشهر الماضي.
وفي كانون الأول/ديسمبر، انتشرت على نطاق واسع صورة للزعيم السوري الفعلي أحمد الشرع وهو يلتقي أحد الشخصيات المصرية (محمود فتحي) المصنفة على قوائم الإرهاب ومتورط في جرائم عنف.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري: “قسد” غير مدعوة للمؤتمر

“سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد

الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”

“حتى عام 2022 كان مقيماً فيها”.. ماهر الشرع من طبيب بروسيا إلى وزير بسوريا

الشرع: لم نفرض “التجنيد الإجباري” وآلاف المتطوعين يلتحقون بالجيش السوري الجديد


طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
