وصل وزير خارجية “حكومة تصريف الأعمال” السورية، أسعد الشيباني، اليوم الأربعاء، إلى تركيا، واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وتأتي هذه الزيارة كأول زيارة رسمية لوفد سوري رفيع المستوى إلى تركيا بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد تحالف “فصائل المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام” في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي.
الشيباني في تركيا
نحو ذلك، قال بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن أردوغان استقبل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في سوريا أنس خطاب، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وبحسب البيان، فقد تم خلال اللقاء بحث آخر التطورات في سوريا و”الخطوات التي يجب اتخاذها للحفاظ على وحدة أراضيها”.
وقال أردوغان خلال اللقاء إن “نظام الأسد ترك وراءه دمارا كبيرا، وأن تركيا ستدعم الاحتياجات العاجلة للشعب السوري الشقيق وجهود إعادة إعمار البلاد”، مؤكدا “أهمية رفع العقوبات الدولية عن سوريا”.
كذلك، شدد الرئيس التركي على أنه “لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا”.
كما وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن أسعد الشيباني التقى “برفقة وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب”، الرئيس التركي، ووزير الخارجية هاكان فيدان، في المجمع الرئاسي.
مؤتمر صحافي مشترك
كما عقد وزير الخارجية السوري مؤتمرا صحافيا مع نظيره التركي في أنقرة، بعد انتهاء اللقاء مع أردوغان الذي كان “مغلقا”.
وقال وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر الصحفي إن تركيا تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، مشيرا إلى أن اللقاءات الأخيرة بحثت سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ولفت فيدان إلى أن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم للإدارة السورية الجديدة في إدارة معسكرات تنظيم “داعش” في البلاد، مضيفا بالقول: “مثلما نقول دائما، نحن مستعدون أيضا لتقديم المساعدة اللازمة للإدارة الجديدة في إدارة معسكرات داعش وسجونها”، نقلا عن “رويترز”.
كما ذكر فيدان أن الجهود الدبلوماسية مع الجانب السوري ستستمر لضمان رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
الشيباني: لا مبرر لوجود “قسد”!
بدوره، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال المؤتمر الصحافي إن الحكومة السورية تعمل حاليا على بناء سوريا جديدة تلبي تطلعات ومطالب الشعب السوري.
وأشار الشيباني إلى أن سورية تطلع إلى بناء علاقات صداقة مع تركيا، مشددا على عدم السماح باستخدام الأراضي السورية لتهديد دول الجوار.
وقال الشيباني أيضا إن “وجود قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق البلاد لم يعد مبررا”.
كما وتطرق للمؤتمر الوطني المزمع عقده، لافتا إلى أنه “يهدف إلى تحقيق توافق بين السوريين بشأن قرارات استراتيجية تخدم المصلحة العامة”.
هذا وتنظر تركيا، التي تنتشر قواتها في شمال سوريا، إلى قوات سوريا الديمقراطية على أنها فرع لـ”حزب العمال الكُردستاني”، وتعتبرها منظمة إرهابية.
أردوغان يهدد الأكراد
قال أردوغان في تصريح آخر متصل، خلال كلمة أمام البرلمان: إن تركيا لديها القوة والقدرة على “سحق” كل الإرهابيين في سوريا بما في ذلك عناصر تنظيم “داعش” و”المقاتلون الأكراد”، داعيا جميع الدول إلى “رفع أياديها” عن سوريا.
ومنذ سقوط بشار الأسد الشهر الماضي، قالت تركيا مرارا وتكرارا إن “الوقت قد حان لتفكيك وحدات حماية الشعب الكُردية”، إذ تعتبر أنقرة هذه المجموعة، التي تشكل صلب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتحالفة مع الولايات المتحدة، “منظمة إرهابية”، وفق وكالة “رويترز” للأنباء.
كذلك، قال إنه “يجب منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لمعالجة مسألة وجود وحدات حماية الشعب”، لكنه هدد في الوقت ذاته بشن “عملية جديدة عبر الحدود” ضد “المقاتلين المتمركزين في شمال شرق سوريا”، إذا لم تتم تلبية مطالبها.
ولفت أردوغان إلى أن “وحدات حماية الشعب هي المشكلة الأكبر في سوريا الآن”، وأضاف أن الجماعة “لن تكون قادرة على الهروب من نهايتها الحتمية ما لم تلقي سلاحها”، وفق “رويترز”.
وتابع: “فيما يتعلق بالذرائع الملفقة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها لم تعد مقنعة”، في إشارة إلى الموقف الأميركي القائل بأن “قسد” شريكة رئيسية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا وأنها تلعب دورا حيويا في حراسة معسكرات السجون التي يحتجز فيها “عناصر داعش”. وفي الواقع فإن “قسد” نجحت في ذلك بالسابق للتصدي لهجمات عناصر التنظيم الإرهابي.

وأردف أردوغان: “إذا كان هناك حقا خوف من تهديد داعش في سوريا والمنطقة، فإن القوة الأكبر التي لديها الإرادة والقدرة على حل هذه المشكلة هي تركيا”، بحسب “رويترز”.
وأشار أردوغان إلى أنه “يجب على الجميع أن يرفعوا أياديهم عن سوريا، وسوف نسحق، مع أشقائنا السوريين، رؤوس تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، خلال وقت قصير”.
وطلبت تركيا مرارا وتكرارا من الولايات المتحدة وقف دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وقالت إن الإدارة الجديدة في سوريا عرضت تولي إدارة سجون عناصر “داعش”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

اتفاقية دفاعية تُشرعن النفوذ التركي في سوريا.. ما القصة؟

هل تنحدر السيدة الأولى لطيفة الشرع من سلالة العثمانيين.. أتراك يرون قصة مختلفة!

مسؤول أميركي: أردوغان عائق أمام تحسن الأوضاع في سوريا وسنتحرّك عليه

مقرب من الأسد يكشف سبب تهربه من لقاء أردوغان وكواليس الخطاب الملغي
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري: “قسد” غير مدعوة للمؤتمر

“سيحاكمون”.. الشرع يرفض الطلب الجزائري بتسليم المقاتلين الجزائريين في صفوف الأسد

الشرع يتحدث عن أسباب رحلته إلى العراق وانضمامه “للقاعدة”

“حتى عام 2022 كان مقيماً فيها”.. ماهر الشرع من طبيب بروسيا إلى وزير بسوريا

الشرع: لم نفرض “التجنيد الإجباري” وآلاف المتطوعين يلتحقون بالجيش السوري الجديد


طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً
