على مدار سنوات، لم يُكشف عن شخصية “قيصر” وبقيت مجهولة، بعدما سرّب آلاف صور ضحايا النظام المخلوع جراء التعذيب في المعتقلات والسجون، والتي أدت إلى إقرار الولايات المتحدة لـ “قانون قيصر”، الذي فرض عقوبات صارمة على نظام الأسد. 

وسرّب “قيصر” 8 آلاف صورة لضحايا التعذيب، والتي نُقلت إلى الولايات المتحدة، بينما كشف ناشطون عن اسمه الحقيقي ومدينته، بعد أن تحدث عضو “مجلس الشعب السوري” المنشق عن النظام السوري السابق، محمد برمو، مؤخراً، عن تفاصيل عن “قيصر”، قائلا إنه شريك “قيصر”. 

ما اسمه الحقيقي؟

انشق قيصر عن نظام الأسد في أواخر عام 2013 وخرج إلى الأردن حاملا معه ملفّا يوثق انتهاكات أدت إلى فرض عقوبات على النظام، إذ قال برمو إن ملف “قيصر” يحتوي على 27 ألف لقطة للتعذيب بسجون الأسد، مشيرا إلى أن الأميركيين تأكدوا من رواية “قيصر” بشأن التعذيب بسجون الأسد.

ملف “قيصر” يحتوي على على 27 ألف لقطة للتعذيب بسجون الأسد – انترنت

بحسب ما نشر الناشط عمر الحريري عبر منصة “X“، فإن “قيصر” ينحدر من مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وكان “مساعد أول” في فرع “الأمن العسكري” بدمشق، واسمه الحقيقي فريد المذهان، حيث كان مصورا في قسم الأدلة بـ “القضاء العسكري”. 

تم التحفظ على شخصية “قيصر” واسمه الحقيقي ونشأته في السنوات الماضية لاعتبارات أمنية، لكن وثيقة مسرّبة أظهرت أن النظام المخلوع كان على علم بهويته. 

حملت الوثيقة توجيها بأن يتم العمل على “تقويض مصداقية الشاهد قيصر وصهره الفار، وأشارت المعلومات إلى أنه المساعد الفار فريد المذهان (من أهالي محافظة درعا) والقناعة لدى اللجنة بأن الفريق المعد للتقرير ما يزال يتحفّظ على الكثير من المعلومات، ومنها اشتراك شخص آخر مع المساعد المذكور، والذي يمكن استخدامه بفترات لاحقة في حال تطور استغلال الملف”.  

توأم “قيصر”

بعد سقوط النظام المخلوع، خرج المدعو أسامة عثمان (المعروف باسم سامي) في مقابلة مصورة والذي كان يُعرف بأنه “توأم القيصر”، إذ كشف من خلالها هويته الحقيقية. 

“سامي” أو أسامة عثمان وهو الشاهد التوأم مع قيصر – انترنت

كان عثمان يعمل كمهندس مدني في سوريا، ويرأس اليوم مجلس إدارة منظمة “ملفات قيصر للعدالة”، وهو قريب المصور “قيصر” الذي قام بتصوير جثث الضحايا المعتقلين وقام بتسريب الصور للأمم المتحدة في العام 2014 بعد انشقاقه عن قوات النظام السوري. 

بحسب تصريحات عثمان لصحيفة “الشرق الأوسط”، كان “قيصر” يوثق أحياناً موت ما لا يقل عن 70 شخصا يوميا عن طريق التصوير، جثث مقطوعة الراس ومجتثة الأطراف، وأخرى بلا عيون ويظهر عليها آثار تعذيب همجية، وكل الجثث عارية تعود في أغلبها إلى رجال وبعضها إلى نساء وشملت الصور أيضاً جثثاً لأطفال. 

وفي 17 حزيران/ يونيو 2020، بدأت واشنطن بتطبيق “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا”، حيث تم بموجبه فرض عقوبات على 39 شخصية وكيانا على صلة بالسلطات السورية السابقة، بينهم رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، وعقيلته، أسماء الأسد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
2 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات