ينتظر السوريون الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التي ستقود البلاد في المرحلة الانتقالية في السنوات المقبلة، خلفا لحكومة “تصريف الأعمال” التي تسلمت مهامها من حكومة محمد الجلالي، آخر حكومة في عهد النظام المخلوع.
وكُلّف محمد البشير برئاسة حكومة “تصريف الأعمال”، التي استلمت البلاد من دون موارد مالية ومثقلة بالفساد، إذ لم تستطع الحكومة حتى الآن تحقيق تغيير حقيقي على أرض الواقع أو تنفيذ وعودها، التي أطلقتها عند تسلّمها مهامها.
يأتي ذلك بينما لم يشعر السوريون بانتعاش الأوضاع المعيشية والاقتصادية، رغم ارتفاع سعر الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، بينما توفرت المواد الأساسية في الأسواق لكنها خارج قدرتهم الشرائية.
وعود لم تحقق
بعد استلام حكومة “تصريف الأعمال” مهامها الرسمية، أطلقت وعودا بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين، إذ أعلنت عن زيادة رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 400 بالمئة، وهو من أبرز الوعود الحكومية، ويضاف إليها رفع ساعات الوصل الكهربائي.

إضافة إلى ذلك، فقد تعهدت الحكومة برفع مستوى معيشة السوريين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، لكن ما جرى كان عكس ذلك، حيث عملت على رفع الدعم عن الخبز والمحروقات والغاز المنزلي، ما أدى إلى تضاعف الأسعار، بل شكّلت أزمة حقيقية على ذوي الدخل المحدود، إذ أصبح الراتب بالكاد يكفي ثمن خبز للعائلة فقط.
حيث ارتفع سعر ربطة الخبز من 400 إلى 4000 ليرة سورية بعد إلغاء “البطاقة الذكية”، بينما تم رفع السعر مؤخرا بنسبة 20 بالمئة نتيجة تقليل الوزن إلى 1200 غرام بعد أن كان 1500. إذ برّر مشرف المؤسسة السورية للمخابز، محمد صيادي، أن سبب تخفيض وزن الربطة هو الحفاظ على مخزون القمح، الذي لم يعد يكفي لأكثر من 5 أشهر.
كما ارتفع سعر الغاز المنزلي إلى نحو 12 دولارا للأسطوانة الواحدة، بعد أن كانت تباع للمواطن بسعر مخفّض، لكنها أصبحت متوفرة إلى حد ما، مقارنة بفترة ما قبل سقوط الأسد.
ما المطلوب من الحكومة الجديدة؟
بالنسبة لحكومة “تصريف الأعمال” الحالية، فقد نجحت في بعض الجوانب وأخفقت في أخرى، إذ إنها حققت نقاطا إيجابية فيما يخص الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادتها إلى الحياة نسبيا، وحفظ الأمن بنسبة مقبولة، إضافة إلى المحافظة على سير عجلة الاقتصاد.
العاتق الأكبر سيكون على الحكومة الجديدة، التي من المرجح أن يُعلن عن تشكيلها مطلع آذار/مارس المقبل. إذ قال وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، إن هذه الخطوة ستحمل “مفاجآت”، من دون الخوض في التفاصيل.
لكن هذه المفاجآت التي تحدّث عنها الشيباني، يمكن أن تتعلق بالشخصيات التي ستتولى الحقائب الوزارية ورئيسها، في حين أن قدرتها على تحقيق تقدم في البلاد سيبقى مرهونا بامتلاكها حرية اتخاذ القرار وتطبيقه من دون تدخلات من هنا وهناك، إضافة إلى انفتاح الدول العربية والغربية على دمشق بخطوات على أرض الواقع.
في النهاية، فإن السوريين ينتظرون تحسّنا في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية بعد 14 عاما من المعاناة وضعف الخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء والمحروقات، الأمر الذي يتطلب القيام بخطوات عاجلة، بينما يبقى السؤال مفتوحا حول آلية مغادرة حكومة البشير من دون تنفيذ الوعود وتقديم مبررات للشعب الذي ما زال ينتظر!
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

بعد حظرها في الأردن.. الشرع يرفض فتح مكاتب لـ “الإخوان المسلمين” في سوريا

العلاقات السورية الأميركية: هل ينجح الشرع في كسب ثقة ترامب؟
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول سياسة

مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل

في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا

مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

لقاء ودي بين مسؤولي استخبارات دمشق وموسكو: إحياء العلاقات؟

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

باريس وأربيل تكثفان الجهود لدعم “قسد” وترتيب البيت الكردي في سوريا.. تفاصيل
