شنّ الجيش الأميركي، ليل الأحد – الاثنين، غارات جوية على موقعَين في شرق سوريا يضمّان ​​جماعات مدعومة من إيران، وأصابت الصواريخ موقع تدريب ومنشأة أسلحة، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” ومسؤولين أميركيين. 

وهذه هي المرة الثالثة خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوعين التي تنتقم فيها الولايات المتحدة من المسلحينَ التابعينَ لإيران في سوريا؛ بسبب عدد متزايد من الهجمات على قواعد تضمّ قوات أميركية في العراق وسوريا.

النيران تلتهم قاعدة “الإمام علي”

يبدو أن الضربات الجوية تمثّل تصعيدًا من قِبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي سبق لها أن نفذت مجموعتين من الضربات الجوية التي قال المسؤولون إنها تهدف إلى ردع “الحرس الثوري” الإيراني والميليشيات التي يدعمها في سوريا والعراق. 

شن الجيش الأميركي، ليل الأحد – الاثنين، غارات جوية على موقعين في شرق سوريا يضمان ​​جماعات مدعومة من إيران – إنترنت

بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد ارتفع حصيلة القتلى العسكريين من الميليشيات الموالية لإيران جرّاء الغارات الجوية الأميركية على دير الزور خلال الساعات القليلة الفائتة إلى 8 بينهم واحد على الأقل من الجنسية السورية، بالإضافة لعراقيين، وعدد القتلى مرشّح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم بحالات خطيرة.

أولى الغارات وفقا للباحث المشارك في “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية” (أفايب)، مصطفى النعيمي، استهدفت قاعدة “الإمام علي” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، في بادية البوكمال بمحافظة ديرالزور، كما شهدت منطقة الميادين والبوكمال استنفارا واسع النطاق في صفوف الميليشيات وأخليت الغالبية العظمى من المقرّات جراء الغارة الجوية.

الغارات الأميركية أيضا طالت مستودعات أسلحة وذخائر ومنصّة إطلاق صواريخ في كل من حسرات بريف البوكمال، ومزارع الحيدرية بالقرب من مدينة الميادين، حيث ضربت 4 انفجارات على الأقل البوكمال، وانفجارٌ عنيف الميادين سُمع صداه إلى البوكمال على خلفية القصف الأميركي.

ويتمتع وكلاء إيران بوجود كثيف في منطقة دير الزور، الواقعة على طول الحدود السورية العراقية، كما تستخدم إيران عدداً من المعابر في المنطقة لنقل الأسلحة من العراق إلى “حزب الله” اللبناني وغيره من الوكلاء في سوريا ولبنان.

قصف متبادل

وزير الدفاع لويد أوستن، أعلن أن الضربات الدقيقة استهدفت منشأة تدريب ومنزلاً آمنا بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين في شرق سوريا تستخدمه الجماعات المدعومة من إيران. وقال وزير الدفاع، إن الضربات جاءت ردّا على “الهجمات المستمرة ضد الأفراد الأميركيين في العراق وسوريا”.

شن الجيش الأميركي، ليل الأحد – الاثنين، غارات جوية على موقعين في شرق سوريا يضمان ​​جماعات مدعومة من إيران – إنترنت

وأضاف أوستن، أن الضربات الجوية أمر بها الرئيس جو بايدن، الذي “ليس لديه أولوية أعلى” من سلامة القوات الأميركية في المنطقة.

صحيفة “نيويورك تايمز” من جهتها ذكرت أن طائرات مقاتلة من طراز “إف-15 إي” تابعة للقوات الجوية الأميركية استخدمت في تنفيذ الضربات.

وجاءت الضربات ليلة الأحد بعد استمرار الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على القوات الأميركية في سوريا والعراق في الأسابيع الأخيرة، فمنذ أن شنّت “حماس” الحرب مع إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، صعّد وكلاء إيران هجماتهم على القواعد التي تضم القوات الأميركية في جميع أنحاء المنطقة.

وبعد فترة وجيزة من الضربات التي وقعت ليلة الأحد، أطلق وكلاءٌ إيرانيون صواريخ باتجاه قاعدة تضم قوات أميركية في حقل العمر النفطي شرقي سوريا، وفقا لووسائل الإعلام المحلية؛ وبحسب قناة “الميادين” الممولة من “حزب الله” اللبناني، تم إطلاق 15 صاروخا باتجاه القاعدة في حقل العمر.

كما هاجم طيران مسيّر تابع للميليشيات قاعدة حقل العمر النفطي التابعة لـ”التحالف الدولي” في ريف دير الزور الشرقي بعد منتصف الليل أيضا، فيما دوت انفجارات في منطقة قاعدة الشدادي التابعة لقوات التحالف بريف الحسكة، وسط أنباء عن استهدافٍ للقاعدة من قِبل الميليشيات الإيرانية.

أيضا أعلنت ميليشيا “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف قاعدة تابعة للجيش الأميركي بالقرية الخضراء بدير الزور شمال شرقي سوريا بطائرة مسيرة، في وقت مبكّر من صباح الاثنين، وكان مسؤول عسكري أميركي، كشف لوكالة “رويترز”، عن إحباط القوات الأميركية في قاعدة “التنف” على الحدود السورية العراقية، هجوما بطائرة مسيّرة مسلحة، في سياق استمرار التّحرشات التي تقوم بها الميليشيات التابعة لإيران.

50، هذا هو العدد الإجمالي للهجمات التي نفّذها مسلحون مدعومون من إيران ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق في الشهر الماضي، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، وقد تم ربط معظم الهجمات بما تسمى “المقاومة الإسلامية في العراق”، والتي يقول معهد “واشنطن”، إنه مصطلح شامل يُستخدم لوصف عمليات جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات