تفاجأ السوريون من ظهور أحمد الشرع، رئيس “المرحلة الانتقالية” في سوريا، على حصان أسود، وانتقد بعضهم ذلك، مشبّهين الأمر وكأنه “جلسة تصوير”، في وقت ينتظر الشارع منه تنفيذ الوعود التي قُدّمت لهم، لتحسين معيشتهم ومعالجة الملفات الخدمية.

https://twitter.com/AksalserNews/status/1892464357176397857?s=19

في صور ومقاطع فيديو لافتة، ظهر “الرئيس السوري الانتقالي” أحمد الشرع، وهو على صهوة حصان أسود يتجول في مكان يبدو للعيان أنه مزرعة للخيول، وتم تداول الصور والمقاطع بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.

انتقادات لظهور الشرع على حصان ماهر الأسد

صحيح أن الفيديو والصور المتداولة أثارت إعجاب عدد من السوريين من عامة الناس، لكنها في المقابل دفعت العديد من السوريين إلى انتقاد الشرع، قائلين إن هذا يذكّرهم بعائلة الأسد، التي حكمت البلاد بقبضة من حديد لأكثر من نصف قرن.

لماذا يذكّر الفيديو المتداول للشرع، الشارع السوري بعائلة الأسد؟ لأن هذا الحصان الأسود هو لماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، والمزرعة أيضا هي مزرعة ماهر الأسد، وهذا الحصان سبق وأن تم تداول صور عديدة له تُظهر بنات ماهر الأسد وهنّ يمتطينه ويصوّرن معه في المزرعة.

https://twitter.com/SaraPJ48/status/1892524113484255303?s=19

العديد من التدوينات انتقدت ظهور الشرع الأخير، ومنها تدوينة للصحفي شعبان عبود، قال فيها: “بصراحة كبيرة.. تركت تلك الصور أثراً سيئاً، هذه الصور الجديدة ذكّرت السوريين بعائلة الأسد، “بالفارس الرائد الركن المظلي باسل الأسد” وبنات ماهر الأسد وكل موبقات العائلة المجرمة الفاسدة”.

وأردف عبود، في رسالة إلى الشرع قائلا: “الفريق المحيط بك، فريقك الإعلامي لا يملك الخبرة الكافية ويبدو أنه لا يعرف كيف يفكر السوريون اليوم وكيف يشعرون، فريقك لم يدرس جيدا ردود الأفعال المتوقعة على نشر مثل هذه الصور، الصور تم نشرها في وقت ما يزال الفقر والجوع يعمّ البلاد كلها ولا تزال الكهرباء مقطوعة وأوصال الوطن لم تلتحم بعد ببعضها”.

وتابع، بأن الوقت لا زال مبكراً، فهذه الصور تركت أثراً سيئاً لأنها أتت في وقت لم تلتئم جروح الكثيرين. “رغم كل الحب الذي أظهره الناس لك، لم تكن موفقاً يا سيادة الرئيس لأن الوطن الذي نصبو إليه لم يُنجز بعد”، قال شعبان عبود في تدوينته التي أثارت تفاعلا واسعا معها.

هندسة الظهور الإعلامي

للمفارقة، بعد يوم واحد من إكمال دورة “هندسة الظهور الإعلامي” في وزارة الخارجية السورية، مع الخبير الدكتور محمد عصام محو، الذي أذهل الحضور بأسرار التحكُّم بالصوت والجسد وفن التأثير في الجمهور، ظهر رئيس “المرحلة الانتقالية” أحمد الشرع على حصانٍ أسود من مزرعة ماهر الأسد، وكأنه يخوض غمارَ اختبارٍ عمليٍّ سريعٍ لدروس الدورة… لكنْ بأسلوبٍ يذكّرنا بـ “هندسة الظهور الأسدي” أكثر منه بفنون البروتوكول الإعلامي!

السؤال: هل أُسيء فهم نصائح الدكتور محو حول “الظهور الاستثنائي”، أم أن الدورة لم تقدم إلا نظرياتٍ منفصلة عن واقع الإعلام السوري الذي يخلط بين “فن التأثير” و”فن التصوير مع الخيول”؟

“الاهتمام بالإطلالات على حساب الشارع”

لم يكن عبود وحده من انتقد ظهور الشرع على حصان عائلة الأسد، بل سار على دربه العديد من المدونين، فانتقدوه على هذا الظهور، بدلا من اهتمامه بتنفيذ وعود الحكومة التي أُطلقت للشارع، فبعد مرور 3 أشهر على تشكيل “حكومة تصريف الأعمال المؤقتة”، لم تشهد البلاد وسكانها أي تنفيذ لأي وعد من الوعود، ومنها مثلا تحسين الكهرباء وزيادة الرواتب وإغلاق مخيمات النازحين.

وكانت أبرز الوعود التي أطلقتها حكومة محمد البشير، التي تشكلت تحت رقابة وقيادة الشرع، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد، زيادة الرواتب الشهرية للمواطنين بنسبة 400 %، وأطلقت أيضا، تعهدات استهدفت بها على نحو محدد تحسين معيشة المواطنين السوريين وعملة البلاد وتأمين احتياجاتهم، من خبز وماء وكهرباء.

لكن، ورغم مرور قرابة 3 أشهر، إلا أن أيّ وعد لم يتحقق، فلا الرواتب ازدادت، ولا الكهرباء تحسنت، ولا المخيّمات أُغلقت، ومازال المواطن السوري يعاني الجوع والقهر ونقص الخدمات، بينما الشرع، تارة يظهر على حصان ماهر الأسد الأسود، وتارة أخرى يركب سيارة بشار الأسد “الأودي”، وتارة ثالثة يرتدي ساعة “باتيك فيليب” بقيمة 85 ألف دولار، حيث يهتم بالإطلالات على حساب الاهتمام بوضع الشارع، بحسب قولهم.

……

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
2.5 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة