غارتان تاريخيتان للولايات المتحدة وإسرائيل على سوريا: ما الخسائر والأضرار؟

شنّت الولايات المتحدة وإسرائيل هجمتين على مواقع تُعتبر تابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، و”حزب الله” في سوريا، دون تحديد مدى التنسيق في تنفيذ العملية.

وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أعلن أن سلاح الجو الأميركي نفّذ غارة في شرق سوريا يوم أمس الأربعاء، استهدفت مخزنًا للأسلحة يرتبط بإيران، ردّاً على هجمات استهدفت قوات أميركية. وفي سياق متصل، أسفرت ضربات إسرائيلية قرب دمشق عن مقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران، وذلك وفقا لتقرير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

ما هي الأهداف والنتائج؟

أكد المرصد أن الغارة الأميركية استهدفت منشأة في مدينة دير الزور في شرق سوريا، مؤديّة إلى وفاة تسعة أشخاص، في حين أفاد أوستن في بيان اطلع عليه “الحل نت”، بأن الضربة تمثّلت في دفاع القوات العسكرية الأميركية عن نفسها، حيث استهدفت منشأة يستخدمها “الحرس الثوري” الإيراني وجماعات تتبعه، باستخدام طائرتين أميركيتين من طراز “إف-15” لضرب مواقع تخزين الأسلحة.

غارتين تاريخيتين للولايات المتحدة وإسرائيل على سوريا ما الخسائر والأضرار؟ (1)
تم اعتراض صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان بالقرب من كريات شمونة في شمال إسرائيل في 7 نوفمبر، 2023، وسط تصاعد التوترات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل (تصوير فاضل سينا / وكالة الصحافة الفرنسية)

ولفت أوستن أن هذه الغارة تمت ردا على سلسلة هجمات استهدفت أفرادا أميركيين في العراق وسوريا، والتي نسبتها واشنطن إلى قوات إيرانية متواجدة في هذين البلدين. وفي بيانه، حذر من أن الولايات المتحدة مستعدة تماما لاتخاذ إجراءات ضرورية أخرى؛ لضمان حماية عسكرييها ومنشآتها.

فيما يتعلق بالقتلى، أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبدالرحمن، بأن “تسعة أشخاص العاملين لصالح مجموعات موالية لإيران قتلوا في الغارات الأميركية على مواقع تُستخدم من قبل الجماعات الموالية لإيران، وذلك في مدينة دير الزور، وتشمل هذه المواقع مواقعاً عسكرية ومستودعات للأسلحة.

في واشنطن، أكد مسؤول أميركي كبير أن الغارة التي نفذتها المقاتلتان الأميركيتان يوم الأربعاء تمت بموازاة اتصالات واضحة للغاية عبر قنوات مختلفة، وأضاف أن هذه الرسالة للقادة الإيرانيين تتضمن: “نرغب في أن تأمروا المجموعات الموالية لكم بالامتناع عن استهدافنا”.

تأتي الهجمات المتزايدة ضد القوات الأميركية في المنطقة في سياق النزاع المتصاعد منذ شهر بين إسرائيل وحركة “حماس”، حيث اندلعت هذه الحرب إثر هجوم مفاجئ وغير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، على بلدات ومواقع في جنوب إسرائيل، مما خلف أكثر من 1400 قتيل، أغلبهم مدنيون، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

الولايات المتحدة وإسرائيل ترفعان من حدة التوتر

عقب هذا الهجوم، قدّمت الولايات المتحدة دعما عسكريا لإسرائيل وزادت من تواجدها العسكري في المنطقة، في حين نفذت المجموعات المسلحة المرتبطة بـ “الحرس الثوري” الإيراني، هجمات صاروخية وبالمسيّرات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.

غارتين تاريخيتين للولايات المتحدة وإسرائيل على سوريا ما الخسائر والأضرار؟ (2)
مقاتلو حزب الله يقفون بجوار نعش زميلهم قاسم إبراهيم أبو طعام، الذي قُتل في جنوب لبنان بنيران عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية، في 6 نوفمبر، 2023. (تصوير أحمد الربيعي / وكالة الصحافة الفرنسية)

الجيش الإسرائيلي ردّ على هجوم “حماس” بقصف جوي وبري وبحري لقطاع غزة، تبعه هجوم بري، مما أسفر، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ “حماس”، عن مزيد من الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 10500، أغلبهم مدنيون.

يتواجد حاليا نحو 2500 جندي أميركي في العراق و900 جندي أميركي في سوريا، وذلك في إطار جهود الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم “داعش”، فيما أكد “المرصد السوري” أيضًا استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع “حزب الله” في دمشق.

إسرائيل قامت بشنّ عدة هجمات جوية على سوريا في الشهر الماضي، وذلك في إطار تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة للحرب بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة، وفي الغارة الأخيرة ثلاثة مقاتلين غير سوريين، ينتمون إلى تنظيمات موالية لإيران، قتلوا في القصف الإسرائيلي على مزارع ومواقع أخرى تابعة لـ “حزب الله” قرب مدينتي عقربا والسيدة زينب.

بلدة عقربا تحتوي على مطار عسكري يبعد أكثر من 10 كيلومترات عن مطار دمشق الدولي، فيما قصفت إسرائيل أيضا مواقع دفاع جوي سورية في محافظة السويداء جنوب البلاد، ومن جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام رسمية محلية، بأن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن أضرار مادية في مواقع عسكرية في جنوب سوريا.

“وكالة الأنباء السورية” (سانا)، أوردت أن مصدرا عسكريا أكد أن “حوالي الساعة 22:50 من مساء اليوم، شنّ الطيران الإسرائيلي هجوما جويا من اتجاه بعلبك في لبنان، استهدف بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية، مما تسبب في خسائر مادية”.

وفي الشهر الماضي، أدت الضربات الإسرائيلية إلى تعطيل المطارَين الرئيسيَين في دمشق وحلب عدة مرات خلال أسبوعين، وخلال أكثر من عقد من الحرب في سوريا، قامت إسرائيل بشنّ مئات الغارات الجوية على جارتها الشمالية، مستهدفة بشكل رئيسي مقاتلي “حزب الله” وقوات أخرى مدعومة من إيران، إلى جانب مواقع للجيش السوري. 

ورغم ندرة تعليق إسرائيل على هذه الضربات في سوريا، إلا أنها أكدت مرارا عدم قبولها بتوسيع وجود إيران المؤيدة للرئيس بشار الأسد في البلد المجاور.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات