مع وصول عدد من المدعوين لحضور “مؤتمر الحوار الوطني” في جلسته التمهيدية اليوم الاثنين، في العاصمة دمشق، جاءت عدد من الانتقادات اللاذعة من ناشطين وسياسيين، حيث اعتبروه مجرد حوار “صوري” ولا يتناسب مع تطلعات الشعب السوري.
الانتقادات طالت آلية المؤتمر وقصر مدته، بدءا بالجلسات التي جرت على عجل وفوضوي، بحسب ما وصفه مراقبون، إضافة إلى عقد المؤتمر العام بشكل “غير مسؤول”، إذ وصلت دعوات المشاركين قبل أقل من 48 ساعة من انعقاد المؤتمر، وكان من بين المدعوين مقيمون في أوروبا والولايات المتحدة، ما خلق موجة من اليأس، ودفع بالبعض من المدعوين إلى الاعتذار عن الحضور.
وبالتالي، جعل نسبة كبيرة من هؤلاء يتساءلون عن النتائج التي قد يصل إليها المؤتمر، بل وقالوا إن النتائج والبيان الختامي للمؤتمر “تم إعداده مسبقا”.
وكان من المتوقع عقد المؤتمر بعد شهرين على أقل تقدير، تكون خلالهما اللجنة التحضيرية أنجزت مخرجات اللقاءات الحوارية التحضيرية في المحافظات والتي تجاوزت الثلاثين لقاءً شارك فيها ما يقارب 4000 رجل وامرأة، تم خلالها الاستماع وتدوين أكثر من 2200 مداخلة، واستلام مشاركات مكتوبة تزيد على 700 مشاركة، وفق اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وكل ذلك جرى إنجازه خلال أقل من أسبوع.
بدء مؤتمر “الحوار الوطني”
بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا” فقد بدأ استقبال الحضور المشاركين في “مؤتمر الحوار الوطني” السوري، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول الذي بدأ قبل قليل من اليوم الاثنين.
وافتتح المؤتمر أعماله التمهيدية في دمشق، على ما أفادت العضو في اللجنة التحضيرية هند قبوات، في إطار مساعي السلطات الجديدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد إطاحة حكم بشار الأسد. وأوضحت أن الحوار سيستمر حتى الغد، حسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
وأشار برنامج عمل المؤتمر إلى أنه سيكون هناك عشاء تعريفي، مساء اليوم الاثنين، في أحد أفخم فنادق دمشق (فندق داما روز)، قبل أن يبدأ أعماله غدا بتوزيع المشاركين على ست مجموعات عمل، تليها جلسة ختامية سيصدر فيها البيان الختامي.
هذا وكان المتحدث باسم اللجنة التحضيرية حسن الدغيم، أوضح في مؤتمر صحافي عقد في وزارة الإعلام في دمشق، خلال وقت سابق من يوم أمس الأحد، أن توجيه الدعوات للمشاركين من داخل سوريا وخارجها بدأ.
وأردف الدغيم، أن المؤتمر يتضمن، ورش عمل متخصصة تعالج القضايا التي استخلصتها اللجنة التحضيرية خلال لقاءاتها في المحافظات السورية، من بينها “قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، ووحدة الأراضي السورية، وقضايا الحريات العامة والشخصية والحريات السياسية”.
كذلك بيّنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن توصيات ستصدر عن المؤتمر “ليتم البناء عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات”.
انتقادات حادة
اعتذر بعض المدعوين المقيمين في الخارج عن الحضور نظرا لاستحالة ترتيب السفر بسبب ضيق المدة الفاصلة عن توجيه الدعوة وموعد المؤتمر، من بينهم جورج صبرا.
وانتقد مجموعة واسعة آلية مؤتمر ” الحوار الوطني”، حيث كتب الخبير في مجال المناصرة والسياسات، محمد كتوب، عبر منصة “فيسبوك“: “عيب بحق بلدنا ينعمل مؤتمر الحوار الوطني بهالطريقة، عيب بحقنا، عيب بحق 14 سنة تضحيات من هالشعب، و 54 سنة صبر عالاستبداد، عيب بحق الناس يلي عم توصلهم دعوات بطريقة أقل حرفية من الدعوة على حفلة خطبة، عيب حقيقة يكون اسمه مؤتمر الحوار الوطني السوري..”.
فيما قال الكاتب والباحث السوري، حسام جزماتي، عبر منصة “فيسبوك”، أيضا: “رح يحضر مؤتمر الحوار الوطني باحثون عن التقرب من السلطة الجديدة أملا في الحصول على جزء من كعكة الدولة الكبيرة. هدول ما لنا شغل معهم، وأصلا رح يكونوا مشغولين بالتعارف وبناء العلاقات والمناورة على بارزار الكراسي بعد ما يخلص.
بس كمان رح يحضره أشخاص قلبن عالثورة وعالبلد وشايفين أنه من واجبهم المشاركة في بناء سورية الجديدة وإبداء الرأي. هدول إخواننا اللي مننتظر منهم شهادتهم عن وقائعه. وما يخجلوا يقولوا إنهم استُخدموا كديكور إن تبين لهم أن هذه هي الحقيقة”.
كما وانتقد الكثيرون بطريقة ساخرة آلية عمل المؤتمر، حيث كتب الكاتب السوري عمر قدور: “ما بقى ناقصنا غير الاعتراض على وصول دعوة قبل يوم من المؤتمر! أي طول عمرنا منروح لعند بعض فجأة بدون موعد، ولو بنص الليل”.
بينما كتبت الصحفية الكُردية السورية، أفين يوسف: “حسب الأجندة في 6 مجموعات عمل، مافي ولا مجموعة متعلقة بالمرأة، رغم أنه اللجنة قالت رح يكون نسبة حضور النساء 50 بالمئة”.
وردا على منتقدي الاستعجال في عقد “مؤتمر الحوار الوطني” السوري، قال حسن الدغيم إن مدة المؤتمر قصيرة لأن “الحوار بدأ منذ أشهر”.
فيما قال مدير مكتب صناع المحتوى في وزارة الإعلام أحمد السويدان لـ”تلفزيون سوريا” إن “هذه الدعوات ستقتصر على الاجتماع مع اللجنة التحضيرية وليس للمشاركة في فعاليات المؤتمر الوطني نفسه الذي لم يتم تحديد موعده بعد”.
حوار “مجتزأ”
في غضون ذلك، انتقد “المجلس الوطني الكُردي” آلية انعقاد المؤتمر، معتبرا أنه انتهاك لمبدأ الشراكة الوطنية.
وشدد “المجلس الكُردي” عبر بيان على ضرورة ألا “يتجاهل الحوار الوطني مكونات الشعب السوري”، مؤكدا أنه لا يمكن لأي مؤتمر جامع أن يكون مجتزأ.
في حين أوضح فرهاد شامي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإلهام أحمد المسؤولة الكبيرة في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا أنه لم تتم دعوة أي من مسؤولي الجهتين لحضور المؤتمر، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وبهذا سيكون الهيئات الكُردية قد غابت عن “مؤتمر الحوار الوطني” السوري، إضافة إلى عدم دعوة شخصيات كُردية بارزة إلى المؤتمر المنعقد في دمشق، وسط عدم توصل الحكومة في دمشق إلى أي صيغة توافقية مع “قسد” بعد.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

إلهام أحمد: تطبيق اللامركزية سيخفف الأعباء عن دمشق

بطلب من واشنطن.. دمشق تضيّق الخناق على المنظمات الفلسطينية

العلاقات السورية الأميركية: هل ينجح الشرع في كسب ثقة ترامب؟

13 هجوما لـ “داعش” في نيسان.. هل يستعيد التنظيم نشاطه؟
الأكثر قراءة

وفد من “رجال الكرامة” يلتقي وزير الدفاع بدمشق.. ومحافظ السويداء يزور الهجري والحناوي

وصفوها بأنها “كبرت”.. نادين نجيم تردّ بقوة على منتقديها

وسط تحديات رئيسية.. ما السيناريوهات المتوقعة للاقتصاد السوري؟

هل يمكن أن تلعب الإمارات دورًا محوريًا في تعافي الاقتصاد السوري؟

نجل ممثل مصري يدهس شاباً.. وسعد الصغير أمام القضاء من جديد!

نادين الراسي بـ “فستان النوم” في الشارع وتنتقد جرأتها.. ما القصة؟
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

إلهام أحمد: تطبيق اللامركزية سيخفف الأعباء عن دمشق

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

“تركزت في الساحل السوري”.. 2161 ضحية لإعدامات ميدانية وتصفية

رئيس الوزراء اللبناني في دمشق.. على ماذا اتفق مع الشرع؟

القامشلي ملاذ آمن لنازحي الساحل السوري.. ومطالب بتحقيق دولي في المجازر

الهجمات الإسرائيلية في سوريا: مقايضة روسية مقابل تحجيم النفوذ التركي

انتقادات بسبب تعيين الأمانة العامة للشؤون السياسية “اتحاد الكتّاب العرب”
