أثار تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول طلبه منطقة جنوب سوريا منزوعة السلاح بالكامل ردود فعل غاضبة من الشارع السوري، مطالبين الإدارة الجديدة في دمشق بـ”الرد”، خاصة بعد أن قال الرئيس المؤقت أحمد الشرع إنهم “انتقلوا من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة”.

هذا وقال نتنياهو مساء أمس الأحد، إن “إسرائيل لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق”.

تصريح نتنياهو حول سوريا

خلال خطاب ألقاه نتنياهو أمام دفعة جديدة من الضباط في حولون جنوب تل أبيب، أضاف: “لن نسمح لقوات تنظيم (هيئة تحرير الشام) أو للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق”، بحسب ما أوردته “وكالة الصحافة الفرنسية”. 

جنود إسرائيليون في بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة – وكالة الأنباء الفرنسية

وزاد بالقول: “نطالب بنزع السلاح الكامل في الجنوب السوري”، متابعا في حديثه: “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.

وأشار نتنياهو إلى أن “قواته في سوريا ستبقى في منطقة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة زمنية غير محدودة، لحماية بلداتنا وإحباط أي تهديد”.

بدوره، عزز وزير الدفاع يسرائيل كاتس أقوال نتنياهو قائلا: “أعيننا مفتوحة على المنطقة بأكملها اليوم، وخاصة تجاه سوريا. وتعاهدنا على عدم السماح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر، وهذا ما سيكون”. 

هذا ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، توغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان جنوب غربي سوريا عند تخوم الهضبة التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وضمتها في 1981.

وشنت إسرائيل منذ سقوط الأسد مئات الضربات على المواقع العسكرية للحكم البائد في سوريا، مؤكدة أنها تريد منع أن تسقط الترسانة العسكرية في أيدي قوات الإدارة الجديدة.

ردود سورية غاضبة

أثار حديث نتنياهو موجة من الغضب بين الناشطين السوريين، كما أثار ردود أفعال رافضة لما صرح به نتنياهو، حيث قال الشيخ سليمان عبد الباقي قائد “تجمع أحرار جبل العرب” في السويداء: “نرفض أي تدخل بالشأن الداخلي للسوريين من قبل جهة خارجية”.

وأضاف: “نحن سوريون وهويتنا سورية ونريد بناء الوطن والعيش بسلام” مشددا على أن “مطالبنا مثل مطالب كل السوريين في البناء والسلام.. النظام وإيران وميلشيا حزب الله الذي تسبب بالحروب والفتن والقتل والإرهاب الآن زال وحان وقت الإعمار والسلام”.

في غضون ذلك، دعا ناشطون في مدينة السويداء لمظاهرة في ساحة الكرامة يوم غد الثلاثاء الساعة 11 صباحا، استنكارا لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية حول جنوب سوريا، وفق شبكة “السويداء 24”.

كذلك، أصدر اتحاد النقابات والاتحادات المهنية في السويداء، بيانا، رفضوا فيه كل ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأضافوا عبر البيان: “إن اتحاد النقابات والاتحادات المهنية في السويداء المؤسس بتاريخ 15/2/2015 يرفض رفضا قاطعا تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بشأن الادعاء بحماية المواطنين السوريين من سكان الجنوب السوري. فأبناء جبل العرب هم مواطنون سوريون أصلاء وجزء لا يتجزأ من النسيج السوري والهم الوطني”.

وتابع البيان: “لذلك يدعو اتحاد النقابات والاتحادات المهنية إلى مظاهرة احتجاجية يوم الثلاثاء 25/2/2025 الساعة الحادية عشرة في ساحة الكرامة”.

وطالب العديد من السوريين السلطة في دمشق، بالرد على تصريحات نتنياهو، وإبداء موقف حقيقي وجاد، حيث قال غسان المفلح عبر صفحته على منصة “فيسبوك”: “مطلوب موقف من السلطة ردا على تصريحات نتنياهو”.

بينما كتبت الكاتبة السورية يم مشهدي: “كأنه البلد ما عنده حكومة تسأل عليه!”. وكتب آخرون: “على سلطة الأمر الواقع في دمشق أن ترد على تصريح نتنياهو الذي ينتهك السيادة السورية، إذا كانوا يعتبرون الجنوب أرضا سورية وسكانه مواطنون سوريون وإلا فهم متواطئون معه”.

في المقابل، دعا مجموعة من السوريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، أهالي محافظة السويداء والمنطقة الجنوبية والفصائل العسكرية المحلية هناك إلى رفض ما قاله نتنياهو بشأن نزع السلاح من الجنوب السوري، لكن البعض اعتبر أن ذلك ليس مسؤوليتهم، بل مسؤولية السلطة في دمشق.

فكتب المحامي السوري، زيد العظم، عبر صفحته الشخصية على منصة “فيسبوك”: “لماذا هذا العبء الثقيل الذي يرميه المزايدون على السوريين في محافظات الجنوب الثلاث (درعا والسويداء والقنيطرة) مطالبين إياهم بالتصدي لما قاله نتنياهو اليوم؟ أين هي السلطات الانتقالية في دمشق لتمارس حق الرد؟”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة