في زيارة تاريخية، هي الأولى لرئيس سوري إلى الأردن منذ عام 2009، وصل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، وكان في استقباله العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني.

وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، ذكرت أن الملك عبد الله الثاني، استقبل الشرع الذي يرافقه وزير خارجيته أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين، لدى وصوله مطار ماركا في العاصمة الأردنية عمّان.

الملفات المطروحة في زيارة الشرع إلى الأردن

كان في استقبال الشرع أيضا، مستشار الملك عبدالله الثاني الأمير غازي بن محمد، ورئيس الوزراء جعفر حسان، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك الأردني، علاء البطاينة.

ومن مطار ماركا، توجه الشرع والوفد المرافق إلى قصر بسمان الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، حيث سيجري مباحثات مع العاهل الأردني بحضور ولي عهده الحسين بن عبدالله.

زيارة الشرع إلى الأردن، التي تعد ثالث محطة خارجية له منذ توليه المنصب الرئاسي -زار السعودية أولا وتركيا ثانيا- جاءت لبحث قضايا استراتيجية هامة بين دمشق وعمّان، أبرزها الأمن، والحدود، والتعاون الاقتصادي، إضافة إلى ملف المياه، ناهيك عن أوضاع اللاجئين السوريين.

وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، زار عمّان في 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، وبحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي موضوع الحدود بين البلدين ومخاطر تهريب المخدرات والسلاح والإرهاب وتهديدات تنظيم “داعش”.

وأعلن الوزيران حينها، أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه، فيما زار الصفدي دمشق في 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأكد بعد لقائه الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعمار سوريا.

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا، وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في البلد المجاور، في حين تفيد أرقام الأمم المتحدة بوجود نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.

إعفاء الشاحنات السورية من الرسوم ومباحثات لإعادة تفعيل اتفاقية التجارة الثنائية

في سياق ذي صلة، وتزامنا مع زيارة الرئيس السوري، أجمد الشرع إلى عمّان، قررت الحكومة الأردنية إعفاء الشاحنات السورية من الرسوم والبدلات، تنفيذا لقرار توحيد الرسوم المفروضة على الشاحنات الأردنية والسورية، وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بين البلدين.

هذا القرار يأتي لمواكبة التطورات في حركة النقل والتبادل التجاري بين البلدين، وكجزء من الدعم الذي يقدمه الأردن للجانب السوري لتسهيل حركة التجارة، بحسب وكالة “عمون” الأردنية.

وكان وزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة، أعلن أمس الثلاثاء، أن الأردن يجري حاليا محادثات مع سوريا لإعادة تفعيل اتفاقية التجارة الثنائية المشتركة.

وقال القضاة، إن الأردن يبحث مع الجانب السوري رسوم الترانزيت للتخفيف على المصدرين، مشيرا إلى وجود تواصل مستمر مع تركيا وسوريا بشأن إعادة فتح معبر باب الهوى، مما يساعد على زيادة حجم الصادرات من خلال الأراضي السورية.

ويرتبط الأردن وسورية بعدد من الاتفاقيات، من بينها مذكرة تفاهم للتعاون في مجال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي (2005)، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة عام 2001.

ويُقدَّر عدد الشاحنات الأردنية المتجهة إلى سورية يوميا بنحو 400 شاحنة، محملة بالبضائع المختلفة، مثل المواد الغذائية ومستلزمات الإعمار، كمادة الإسمنت وغيرها.