وسط مخاوف الانقسام وهواجس إسرائيل بسوريا، كشف تقرير حديث لصحيفة أميركية، أن ثمة خطة تجهزها إسرائيل لجعل سوريا “دولة فيدرالية” وإقناع الطائفة الدرزية بمساعدتها في دفع الدروز السوريين إلى رفض الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن إسرائيل زعمت أنها ستنفق أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز.
إسرائيل تخطط بشأن جنوب سوريا
وقالت المصادر ذاتها للصحيفة الأميركية، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام، إن إسرائيل ترى في التحولات السياسية في سوريا تهديدا متزايدا لها، لذا تسعى إلى إقناع الدروز السوريين برفض الحكومة الجديدة من خلال خطة إنفاق تتجاوز مليار دولار.

وأردفت أن بعض أبناء الطائفة الدرزية بسوريا أعربوا عن مخاوفهم من النظام الجديد بدمشق، بينما عبر آخرون عن دعمهم لإسرائيل ودعوا إلى انفصال مجتمعهم عن دمشق.
كما أشارت إلى أن الدروز يشكون منذ فترة طويلة من التمييز، خاصة في قضايا الإسكان والتخطيط العمراني، وهو ما دفع تل أبيب إلى اتخاذ إجراءات لتحسين أوضاعهم.
ويأتي ذلك بعد أن شنت إسرائيل عدة ضربات على سوريا، الأسبوع الماضي، عقب مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل جنوب سوريا “منزوع السلاح بالكامل”، مؤكدا أن تل أبيب لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
إلى جانب إعلان إسرائيل عن استعدادها لحماية دروز سوريا، وما أعقب تلك التصريحات حالة الجدل بشأن مساعٍ انفصالية بمحافظة السويداء جنوب سوريا.
ورغم ذلك، خرج الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، مؤكدا أنه لا يطالب بالانفصال عن سوريا، وأنه لا يسعى للتقسيم أو الانقسام.
وشدد الشيخ حكمت الهجري، أن مشروعهم “وطني سوري بامتياز”، داعيا خلال استقباله، أمس الثلاثاء، وفدا من مدينة جرمانا بريف دمشق، إلى عدم السعي إلى تقسيم البلاد.
وقد خرج العديد من السوريين في احتجاجات شعبية نددت بالتصريحات الإسرائيلية التي طالبت بإقامة منطقة “منزوعة السلاح” في جنوب سوريا، فضلا عن تحويل البلاد لدولة فيدرالية.
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت قبل أيام قليلة إن “إسرائيل تخطط لاستقدام عشرات العمال السوريين للعمل في قطاعات البناء والزراعة داخل القرى الدرزية بالجولان في إسرائيل في المرحلة الأولى، وذلك استجابة لطلب قدمه قادة المجالس المحلية الدرزية إلى الجيش الإسرائيلي لمساعدة أقاربهم في الجانب السوري بعد تدهور الأوضاع هناك عقب سقوط نظام بشار الأسد”.
“دولة فدرالية”
كذلك، قالت المصادر المطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الجانب الإسرائيلي يعمل على إقناع القوى العالمية بدعم تبني دمشق لنظام فيدرالي للأقاليم العرقية المستقلة، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية منزوعة السلاح.

وبعد أن أطاح تحالف فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام”، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بنظام بشار الأسد، شنت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية تابعة لجيش النظام البائد في عموم سوريا. وبررت ذلك بالقول إن هدفها هو منع وقوع ترسانة الجيش السوري السابق في أيدي قوات الإدارة الجديدة. وبالتوازي، توغلت قواتها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، الواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل.
كما وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بنزع السلاح الكامل في الجنوب السوري”، مضيفا بالقول: “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا”، مشيرا إلى أن “قواته في سوريا ستبقى في منطقة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة زمنية غير محدودة، لحماية بلداتنا وإحباط أي تهديد”.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الحكومة السورية الجديدة، بأنها “جماعة إرهابية إسلامية جهادية من إدلب، استولت على دمشق بالقوة”، مطالبا بتحويل سوريا إلى “دولة فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي”.
ورغم ذلك، لم تصدر السلطة الجديدة في دمشق بيانات رسمية صارمة ضد إسرائيل. بل إن الشرع كرر مرارا أن بلاده التي تواجه تحديات عدة بعد نحو 13 عاما من الحرب الدموية، لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع دول الجوار.
واكتفى الرئيس السوري للفترة الانتقالية، أحمد الشرع خلال كلمة ألقاها في القمة العربية الطارئة حول غزة في القاهرة، بالقول: “نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سوريا للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”.
واعتبر الشرع، مساء أمس الثلاثاء، أن “هذا التوسع العدواني ليس فقط انتهاكا للسيادة السورية، بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها”.
وأشار الشرع إلى أن “العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى جانب الهجمات العسكرية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا ضد هذا التصعيد”.
ويشير مراقبون إلى أن السلطة السورية تريد بوضوح تجنب استفزاز إسرائيل، فهي تدرك هشاشة وضعها الداخلي والدولي في ظل خلفيتها الجهادية، وتخشى أن تكلفها أي دفعة “الكثير”.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

إدارة ترامب رفضت إبقاء قواتها في شرقي سوريا.. ماذا عن “قسد” والنفوذ التركي؟

دبلوماسي بريطاني: الشرع يعتزم الاعتراف بإسرائيل نهاية 2026

“تقليص لا انسحاب”.. تفاصيل جديدة حول الوجود الأميركي في سوريا
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول شرق أوسط

هوية تُمحى.. استبدال اسم قرية مهجّرة بسوريا يثير مخاوف من تغيير ديموغرافي

وسط غياب المحاسبة.. دوافع طائفية وانتقامية وراء تصاعد القتل ضد المدنيين بسوريا

أم سورية تناشد لإعادة أبنائها الثلاثة المخطوفين من الساحل

الأمن السوري يعتقل قياديين في “الجهاد الإسلامي” بدمشق.. ما دلالات ذلك؟

اختطاف النساء في الساحل السوري و”سبيهن”.. ما القصة؟

تحقيق أميركي يكشف تفاصيل مروّعة عن مجازر الساحل السوري

إلهام أحمد: تطبيق اللامركزية سيخفف الأعباء عن دمشق
