في تصريح حديث ولافت لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قال إن سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد جاء نتيجة مباشرة لما وصفه بالحرب التي خاضتها إسرائيل ضد “حزب الله” وإيران في سوريا.

وأوضح ساعر في تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية” أن طهران حاولت على مدى سنوات تحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق لعمليات ضد إسرائيل.

دور إسرائيل في إسقاط الأسد

وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن بلاده نفذت هجمات مكثفة ضد الإيرانيين داخل سوريا وأسلحتهم التي كانت تهدد أمن إسرائيل.

وأردف ساعر في تصريح لقناة “سكاي نيوز عربية“: “عملنا وهاجمنا بكثافة الإيرانيين داخل سوريا، وأنظمة الأسلحة التي حاولوا من خلالها أن يجعلوا من سوريا قاعدة أخرى لنشاطهم ضد إسرائيل، وقد عارضنا ذلك بشدة”.

سوريا قد تنضم إلى قطار التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة- “وكالات”

وزاد ساعر بالقول خلال لقائه المصور: “أطيح بالأسد نتيجة حربنا ضد حزب الله وإيران، لقد تم إضعافهما، كانا القوتين اللتين أبقيتا الأسد في الحكم منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا. وعندما تم إضعافهما، سقط الأسد”.

شدد ساعر على أن “إسرائيل لا تعارض نتائج ذلك الصراع، بل ترى فيها تطورا إيجابيا”، مضيفا: “لذلك، بالطبع، لا توجد لدينا أي مشكلة في ذلك. كنا سعداء برؤية إيران تُضعف في تلك الجبهة”.

هذا وكانت طهران وجماعة “حزب الله” من أهم الداعمين لنظام الأسد المخلوع في السلطة منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا.

وقد دعمت إيران نظام الأسد عسكريا واقتصاديا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، وكان لها أثر كبير في استمرار حكم الأسد. ولعبت دورا بارزا في تعزيز قدرات الجيش السوري ووضعه العسكري، من خلال مستشارين عسكريين إيرانيين أُرسلوا إلى سوريا.

مستقبل العلاقات السورية الإسرائيلية

من جهة أخرى، وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات مع سوريا، تساءل ساعر: “هل ستتبنى سوريا الآن استراتيجية مستقلة، أم ستعتمد مجددا على قوة خارجية، لن تجلب لها مزيدا من الاستقرار؟ هذا هو السؤال. هذا هو السؤال الحقيقي. لكن السوريين هم من سيقررون”.

وشنت إسرائيل سلسلة من الضربات داخل الأراضي السورية، استهدفت مواقع سابقة للجيش السوري، بهدف منع الحكام الجدد في دمشق من الحصول على الأسلحة، إذ تعتبره إسرائيل تهديدا لها.

كما صعدت إسرائيل ضرباتها الأسبوع الماضي على عدة مواقع في سوريا، والتي كانت رسالة قوية إلى تركيا بشأن نية الأخيرة بناء قواعد عسكرية وسط سوريا كجزء من اتفاقها الدفاعي مع الحكومة السورية الانتقالية.

وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، وصعود فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام”، الحليف الوثيق لأنقرة، إلى السلطة.

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية الإسرائيلية، صرّح رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، عدة مرات بأن سوريا لن تُشكّل تهديدا للدول المجاورة. علاوة على ذلك، لم تُرسل الإدارة الجديدة في دمشق أيا من قواتها مع التعزيزات العسكرية إلى جنوب سوريا، وسط تصريحات مسؤولين إسرائيليين حول جعل جنوب سوريا “منزوع السلاح بالكامل”.

غير أن عالم السياسة مليء بالكثير من المفاجآت والتغيرات في المواقف السياسية، ولم يتضح بعد مستقبل العلاقات بين دمشق وتل أبيب، لكن لا يمكن استبعاد حدوث مسارات مفاجئة في هذا الصدد.

تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب

وقد قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال شهر شباط/فبراير الماضي إن سوريا قد تنضم إلى قطار التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة.

وأعرب مبعوث الرئيس دونالد ترامب، عن تفاؤله بشأن جهود إقناع المملكة العربية السعودية بالانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن سوريا ولبنان “يمكنهما الانضمام” إلى قطار التطبيع.

وتابع ويتكوف آنذاك: “هناك الكثير من التغييرات العميقة التي تحدث”، مضيفا إنه يرى إمكانية للتطبيع مع لبنان وسوريا، بعد الانتكاسات الأخيرة التي تعرضت لها القوات في البلدين المرتبطين بالحكومة الإيرانية، في إشارة إلى “حزب الله” اللبناني المدعوم من طهران، ونظام بشار الأسد المخلوع، أحد أبرز حلفاء إيران.

وقال ويتكوف أيضا: “بالمناسبة، يمكن للبنان أن يحشد قواه وينضم إلى اتفاقات إبراهيم للسلام، كما هو الحال مع سوريا”، وفق ما أوردته وكالة “فرانس برس“.

كما وتوقعت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، في وقت سابق من شهر كانون الثاني/يناير الماضي التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا خلال السنوات القادمة، وفق قناة “الحرة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة