لم يحزم الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بعد شكل العلاقة بين دمشق وموسكو، لكن أبدى مرونة في التعامل مع روسيا، في وقت وضعت الولايات المتحدة شروطا لرفع العقوبات وفتح صفحة جديدة مع سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد.

يأتي ذلك في وقت ما زالت روسيا تحتفظ بوجودها العسكري في الساحل السوري، لكن حركتها مقيدة عن عهد النظام المخلوع، بينما تجري بين الحين والآخر لقاءات مع مسؤولين سوريين، رغم اتهامها بضلوعها بأحداث الساحل في آذار/مارس الماضي.

لقاء “ودي وبناء”

رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أعلن عن عقد لقاء وصفه بـ”البنّاء والودي” مع أحد كبار مسؤولي الاستخبارات السورية، على هامش مؤتمر إقليمي نُظّم في العاصمة الأذربيجانية باكو الأسبوع الماضي.

مدخل قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري – انترنت

وقال ناريشكين في تصريحات لوكالة “تاس” الروسية، إن الاجتماع جرى خلال مشاركته في مؤتمر “أفغانستان: الترابط الإقليمي والأمن والتنمية”، الذي انعقد في 17 و18 نيسان/أبريل الجاري بمشاركة قادة وممثلين رفيعي المستوى من دول الشرق الأوسط وأوراسيا.

“التقيت خلال المؤتمر بأحد مسؤولي أجهزة الاستخبارات السورية، وكان اللقاء بنّاءً وودياً، وقد ناقشنا جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل المتغيرات الإقليمية”، قال ناريشكين.

الإعلان عن اللقاء جاء بعد أيام من تصريحات الشرع لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول العلاقات مع الجانب الروسي. إذ قال إن الأسلحة السورية بالكامل روسية، بالإضافة إلى وجود العديد من الاتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة اعتمدت عليها سوريا لسنوات طويلة، وأردف: “علينا أن نأخذ هذه المصالح بعين الاعتبار”. 

وأضاف: “لتركيا وجود عسكري في سوريا، ولروسيا أيضاً وجود عسكري. لقد ألغينا اتفاقيات سابقة بين سوريا ودول أخرى، ونعمل على تطوير اتفاقيات جديدة”.

وفي السياق نفسه، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال استقباله أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني في الكرملين يوم 17 نيسان/أبريل الجاري، على استعداد موسكو لبذل كل ما يلزم من أجل حماية وحدة وسيادة الأراضي السورية، مع التأكيد على أهمية استمرار الدعم الإنساني للشعب السوري والمساهمة في استقرار البلاد.

توجه دمشق

لكن على الرغم من ذلك، فإن الشرع يضع ثقله في سبيل توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب وكسب ودّ واشنطن، وهذا يبدو واضحا من زيارات مسؤولين أميركيين واهتمامهم بالتغيير الذي حصل في البلاد.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع وعضو الكونغرس الأميركي، مارلين ستوتزمان

في ظل ذلك، تسعى دمشق إلى أن تُحافظ على علاقات متزنة مع جميع الدول، إذ تحاول أن تظهر بأنها أكثر انفتاحا على الغرب، بينما تريد موسكو الحفاظ على وجودها العسكري في البلاد، بحدوده الدنيا، لكن ذلك يبقى محكوما بقرار إدارة الشرع النهائي، لكن بالنسبة لسوريا لن تضع ثقتها في موسكو بعد ثبوت تورطها في أحداث الساحل السوري.

“هناك مستمسكات على ضلوع روسيا في أحداث الساحل السوري وتم تحذير مسؤولين روس من إلغاء اتفاقيتي القواعد العسكرية في حل التكرار”.

مصدر عسكري سوري مطلع لـ “الحل نت”

والمستبعد أن تتجه دمشق إلى توطيد علاقاتها مع موسكو على حساب واشنطن والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد كشف وزارة الدفاع السورية تورط روسيا في أحداث الساحل السوري خلال آذار/مارس الماضي.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا يرغبان بوجود علاقات تربط سوريا مع روسيا وإيران والصين كما كانت إبان النظام المخلوع، الأمر الذي تضعه دمشق في الحسبان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة