في خضم التطورات التي حصلت في سوريا وزيارة وفود غربية للاطلاع على واقع البلاد والإدارة الجديدة، أبدى رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، رغبة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنّه وضع شرطا أساسياً لذلك، بحسب ما صرح مسؤول أميركي، زار دمشق مؤخراً.

ويأتي ذلك في ظل تخوف تل أبيب من “الإدارة السورية الجديدة”، بسبب خلفيتها الجهادية، حيث عملت إسرائيل على التوغل في الأراضي السورية وأقامت 9 قواعد عسكرية، معظمها في المنطقة العازلة، بذريعة حماية أمنها. بينما شنّت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية للنظام المخلوع وطلبت إخلاء الجنوب السوري من الأسلحة الثقيلة.

شرط أساسي للتطبيع

عضو الكونغرس الأميركي، مارلين ستوتزمان، الذي زار سوريا مؤخرا، صرّح بأن الشرع منفتح على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه وضع شرطاً أساسياً لذلك.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع وعضو الكونغرس الأميركي، مارلين ستوتزمان

واجتمع ستوتزمان، برفقة النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، كوري ميلز، مع الشرع في دمشق يوم السبت الماضي. وقال: إنه “من البديهي أن تكون هناك مفاوضات، ويجب اتخاذ خطوات”.

“أكد الشرع انفتاحه على اتفاقيات إبراهيم، التي ستضعه في مكانة جيدة مع إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى، وبالطبع الولايات المتحدة”، وفق ما قال ستوتزمان لصحيفة “جيروزاليم بوست“.

المسؤول الأميركي حدد شروط الشرع للتطبيع مع إسرائيل، وأهمها أن تبقى سوريا دولة موحدة وذات سيادة.

“كان الشرع يخشى تقسيم سوريا إلى مناطق. لم يكن يريد أن يحدث ذلك. أراد أن تبقى سوريا موحدة. كما ذكر أنه يجب معالجة التعديات الإسرائيلية قرب مرتفعات الجولان، ويجب ألا يكون هناك المزيد من القصف الإسرائيلي في سوريا. أعتقد حقًا أنه منفتح على الحوار”.

عضو الكونغرس الأميركي، مارلين ستوتزمان.

ستوتزمان وميلز يعتبران أول نائبين أمريكيين يزوران سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد في 8 كانون أول/ديسمبر 2024.

وأشار ستوتزمان إلى أن الشرع لا يطلب من الولايات المتحدة أموالًا، بل فقط رفع العقوبات. وأضاف: “أعتقد أنّه أمرٌ يجب أخذه في الاعتبار”، لكنه لفت إلى شروط الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن دمشق.

شروط واشنطن

الإدارة الأمريكية لديها شروطٌ لرفع العقوبات، بحسب المسؤول الأميركي، بما في ذلك تحسين العلاقات مع إسرائيل. وتشمل الخطوات التي يجب اتخاذها ضمان احترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحرية الدينية، ومعاملة جميع السوريين بكرامة، إذ لا ينبغي معاملة أي شخص كأقلية أو أقل من إنسان.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يلتقي مع عضو الكونغرس الأميركي كوري ميلز في قصر الشعب بدمشق – الرئاسة السورية

وأضاف: “بالطبع، الحفاظ على علاقةٍ محترمةٍ وآمنةٍ مع إسرائيل، وألّا تصبح سوريا ساحةً لتدريب الإرهاب، وألّا تصبح وكيلًا لإيران أو الصين أو روسيا، وأن تعمل هذه الدول كدولةٍ في المنطقة”.

دعا ستوتزمان المسؤولين إلى المخاطرة بالشرع، كما وجّه رسالة إلى نظرائه في إسرائيل.

“من الواضح أن هذا النظام أفضل من نظام الأسد. تحدثوا إليه – ما الذي ستخسرونه؟ هل يمكنه خداعنا؟ نعم – وعار عليه إن فعل. لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي لنا التحدث معه. إذا نفّذ الخطوات التي نعتبرها جميعًا مهمة، فعندئذٍ يمكننا التحدث عن المرحلة التالية. عدم التواصل معه قد يدفعه للعودة إلى روسيا وإيران”.

وأعرب ستوتزمان عن اعتقاده بأن ترامب سيقرر مصير السياسة الأمريكية تجاه سوريا، وسيحدد شروط عودة سوريا إلى المجتمع الدولي، مضيفا أن الشرع يريد فتح صفحة جديدة، لكن عليه أن يحرص على عدم الخداع.

وكان الدبلوماسي البريطاني السابق والناشط السياسي، كريج موراي، نقل عن مصدر دبلوماسي بريطاني حالي، لم يسمه، أن الشرع قد أكد للمملكة المتحدة أن سوريا “ستُطبّع العلاقات مع إسرائيل، وتعترف بدولة إسرائيل، وتتبادل السفراء، بحلول نهاية عام 2026. هذا جزء من صفقة مُقابل دعم مالي غربي كبير ورفع العقوبات عن سوريا.”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة