منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل أزيد من أربعة أشهر، انتشرت القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية وثبتت 9 مواقع عسكرية لها، معظمها في المنطقة العازلة، بينما تنفذ عمليات برية بشكل شبه يومي، وصلت إلى عمق 15 كيلومترا بذريعة الحفاظ على أمنها، وهو ما أثار مخاوف من احتلال إسرائيل لمساحات جديدة. في حين أصدرت دمشق بيانات إدانة، آخرها كان بعد مقتل 9 سوريين قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي مطلع نيسان/أبريل الجاري.

يأتي ذلك وسط مخاوف إسرائيلية من النفوذ العسكري التركي في سوريا، حيث تسعى أنقرة إلى توقيع اتفاقيات عسكرية مع دمشق، الأمر الذي يثير حفيظة تل أبيب بعد خلاصها من الميليشيات الإيرانية، إذ تخشى إسرائيل من أن تشغل تركيا مكان إيران.

ما توجه الشرع بشأن إسرائيل؟

لم يتضح موقف الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وإدارته من تل أبيب في المستقبل القريب أو البعيد، لكن الشرع بعث رسائل طمأنة لإسرائيل في تصريحاته. إذ أكد مرارا أنه لا يريد المواجهة وأنه يسعى إلى استقرار البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب، التي أرهقت الشعب السوري.

تشييع قتلى سقطوا خلال استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة سد الجبيلية قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي في 3 نيسان/أبريل 2025 – انترنت

تصريحات الشرع وردّ فعل حكومته المتمثل بوزارة الخارجية والمغتربين يشير بالمجمل إلى أن دمشق لا تريد المواجهة العسكرية مع تل أبيب، عبر التزامها الصمت وعدم إطلاق تصريحات مستفزة، رغم أن إسرائيل شنت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية للنظام المخلوع ودمرتها بالكامل، إضافة إلى التوغل البري شبه اليومي.

“مصدر دبلوماسي بريطاني قال إن ” الرئيس الجولاني، المعروف أيضًا باسم الشرع، قد أكّد للمملكة المتحدة أن سوريا ستُطبّع العلاقات مع إسرائيل، وتعترف بدولة إسرائيل، وتتبادل السفراء، بحلول نهاية عام 2026. هذا جزء من صفقة مُقابل دعم مالي غربي كبير ورفع العقوبات عن سوريا.”

الدبلوماسي البريطاني السابق والناشط السياسي، كريج موراي.

وأضاف موراي عبر مدونته: “سألتُ عمّا إذا كان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من سوريا جزءًا من الصفقة، والمُثير للدهشة أن أيًا من الجانبين لم يُثر هذا الأمر. تعتبر المملكة المتحدة الأمر مسألة ثنائية بين سوريا وإسرائيل، ولا يبدو أن الجولاني يُعطي الأولوية للانسحاب الإسرائيلي.”

بحسب ما نقل موراي، فإن دائرة العمل الخارجي والمديرية العامة للشراكات الدولية التابعة للاتحاد الأوروبي قد قررتا أن الحكومة الانتقالية السورية تفي بالوعود التي قطعتها في مؤتمر تعهدات الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 17 آذار/مارس، عبر وزير الخارجية أسعد الشيباني، بتشكيل حكومة شاملة، تضم تحديدًا العلويين والمسيحيين، بالإضافة إلى وزيرات.

يحظى بدعم المخابرات البريطانية

موراي نقل عن مصدره، أن الشرع يحظى بدعم كل من جهاز المخابرات البريطاني (MI6) والقوات الخاصة البريطانية داخل سوريا. ويتمثل جزء أساسي من دورهم في الحماية من أي تمرّد محتمل من قِبل مسلحيه الذين شقوا طريقهم من إدلب.

الحكومة السورية الانتقالية – انترنت

وحظي الشرع بدعم عربي وغربي منذ الوصول إلى “قصر الشعب” بدمشق، بعد ساعات من هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، حيث شهدت العاصمة السورية وصول وفود غربية رفيعة المستوى، أميركية وبريطانية وأوروبية، إضافة إلى مسؤولين عرب، بعد أزيد من عقد من القطيعة في ظل النظام السابق.

لكن رغم ذلك، ما تزال سوريا تخضع لعقوبات غربية تعيق عملية إعادة الإعمار ووصول الأموال إلى بنك سورية المركزي، ما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد السوري وتحسين الخدمات الأساسية في البلاد والوضع المعيشي للسوريين.

يأتي ذلك بينما ما تزال الأوضاع الأمنية هشة، رغم تحسنها بشكل طفيف، في حين شكّلت أحداث الساحل السوري في آذار/مارس الماضي، منعطفا خطيرا بالنسبة للشرع وحكومته الانتقالية، حيث يتطلب ذلك اتخاذ قرارات حاسمة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات