أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، اليوم الثلاثاء، مقتل خمسة من عناصرها في هجومين نفّذهما تنظيم “داعش” الإرهابي خلال اليومين الماضيين في محافظة دير الزور.

ووصفت “قسد” في بيانها، الهجومين بأنهما جزء من “سلسلة عمليات إرهابية منظّمة” تستهدف مناطق سيطرتها.

هجمات “داعش” ضد “قسد”

وأوضحت “قسد” في بيان رسمي، أن عددا آخر من قواتها أصيب في الهجومين اللذين استهدفا نقطة عسكرية في بلدة الجزرات بريف دير الزور الغربي وسيارة عسكرية في بلدة ذيبان شرقا.

وأشارت “قسد” إلى أنها كثّفت من تدابيرها الأمنية في المنطقة وزادت من انتشار دورياتها، وسط تصاعد ملحوظ في تحركات خلايا التنظيم في سوريا بشكل عام، وفي دير الزور بشكل خاص، مؤكدة في بيانها “جاهزيتنا التامة لملاحقة أي خلايا إرهابية تحاول ضرب الاستقرار وزعزعة الأمن”.

هذا وكانت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “داعش”، قد ذكرت أمس الاثنين، أن “التنظيم قتل 5 مقاتلين أكرادا خلال هجوم في محافظة دير الزور بشرق سوريا”.

وأكد فرهاد شامي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لوكالة “رويترز”، مقتل 5 أفراد في الهجوم الذي وصفه بأنه أحد أعنف الهجمات ضد القوات منذ فترة.

تحذيرات من استعادة “داعش” لقوته

يبدو أن الفراغ الأمني ​​الذي خلّفه سقوط نظام بشار الأسد قد شكل بيئةً مواتيةً لـ”داعش” لاستعادة قوته وإعادة ترتيب صفوفه. وقد أظهر التنظيم الإرهابي نشاطا متجددا في سوريا، حيث استقطب مقاتلين جددا وزاد من وتيرة هجماته، وفقا لمسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قبل نحو أسبوعين، فإن تنظيم “داعش” يحاول استغلال سقوط نظام الأسد لتحرير السجناء وإحياء قدرته على التخطيط وتنفيذ الهجمات، مما يزيد من خطر عدم الاستقرار في بلد يمر بمرحلة انتقالية.

وتثير هذه التطورات مخاطر كبيرة، خاصة مع تزامن هجمات التنظيم في سوريا والعراق مع بداية العام الجديد.

ورغم أن تنظيم “داعش” لا يزال بعيدا عن القوة التي كان عليها قبل عقد من الزمن، حين كان يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، إلا أن خبراء يحذرون من أن التنظيم قد يجد طريقة لتحرير آلاف من مقاتليه المتمرسين المحتجزين في سجون شمال وشرق سوريا تحت إشراف “قسد” المدعومة من “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.

وطبقا لـ”نيويورك تايمز”، فإن عودة “داعش” الخطيرة ستقوض ما بدا فرصة نادرة في سوريا للتغلب على “ديكتاتورية وحشية”. وقد تمتد تداعيات ذلك إلى نطاق أوسع، مما يؤدي إلى انتشار عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

مخيم الهول بشمال وشرق سوريا- “وكالات”

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن “داعش” استخدم سوريا سابقا كقاعدة للتخطيط لهجمات ضد جيرانها، وحتى في أوروبا.

ويُحتجز ما بين 9000 و10000 مقاتل من التنظيم ونحو 40 ألفا من أفراد عائلاتهم في شمال شرقي سوريا، ولن يُسهم هروبهم في زيادة أعداد التنظيم فحسب، بل سيمثل أيضا “انقلابا دعائيا”.

نشر الأيديولوجيا عبر الإنترنت

في سياق متصل، قالت الصحيفة الأميركية إنه رغم تراجع سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات واسعة من الأراضي السورية، فإنه يواصل نشر فكره المتطرف عبر خلايا سرية وفروع إقليمية خارج سوريا وعبر الإنترنت.

طبقا لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته عن 294 هجوما في سوريا عام 2024، بزيادة على 121 هجوما أعلن مسؤوليته عنها في 2023.

بينما قدرت “لجنة مراقبة تنظيم داعش” التابعة للأمم المتحدة، عدد الهجمات بنحو 400 هجمة العام الماضي، بينما قال مراقبو حقوق الإنسان في سوريا إن العدد أعلى من ذلك.

هذا ويواصل “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم “داعش” في العراق وسوريا عمليات عسكرية مستمرة ضد التنظيم في محاولة لمنعه من تنفيذ هجمات أو إعادة تنظيم صفوفه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات