شن الفنان السوري ، عبد الحكيم قطيفان، هجوماً لاذعاً على مواطنته الفنانة سلاف فواخرجي، وذلك على خلفية تصريحاتها الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعاً بمديحها لنظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، وتشكيكها في فظائع سجن صيدنايا، على حد تعبيره.

قطيفان عبّر عن صدمته وخيبة أمله في صدور مثل هذا الكلام من “أم”، مؤكداً أن من ينكر جرائم نظام الأسد يسيء لإنسانيته قبل أي شيء، ويفرط بضميره، وشدد على أن سوريا في ظل حكم الأسد لم تكن سوى مملكة للرعب والصمت.

قطيفان يطالب بمحاسبة سلاف فواخرجي قضائياً

خلال استضافته في برنامج “الفصول الأربعة” على قناة “الجديد” اللبنانية، استعرض قطيفان أيضاً محطات مفصلية من حياته، بدءا من مرارة الاعتقال في سجون نظام الأسد المخلوع، مرورا بسنوات الغربة القاسية، وصولا إلى لحظة العودة التي وصفها بفرح مؤجل منذ 12 عاما.

وأضاف قطيفان بأسلوب استنكاري: “ليتها رأت الأمهات اللواتي اقتحمن أبواب صيدنايا بحثاً عن أبنائهن، أو من فقدن عقولهن من هول الفقد، أو من تعرفن إلى رائحة الحبال التي أزهقت أرواح أولادهن”.

وتابع: “ما جرى في سوريا يندى له جبين الإنسانية، وبشار الأسد وعائلته سيدخلون التاريخ كأكبر مجرمي المنطقة.. لا أعلم حقاً ما الذي تتعاطاه سلاف لتقول هذا الكلام المعيب وتنكر كل هذه الفظائع”.

وحول قرار نقابة الفنانين السوريين بشطب اسم سلاف فواخرجي، رأى قطيفان أن هذا الإجراء لم يكن كافياً وصحيحاً، مطالباً النقابة بالتحرك قضائياً لمحاسبة من ينكر المذابح، على غرار القوانين المعمول بها في بعض الدول بشأن إنكار المحرقة.

قطيفان يفند مزاعم فواخرجي حول مي سكاف

في سياق آخر، رد الفنان قطيفان، على ادعاءات سلاف فواخرجي بأن الفنانة الراحلة مي سكاف “لم تُعتقل، بل طلبت ذلك تضامناً مع المعتقلين”، مؤكدا أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة.

وأوضح قطيفان، أن سكاف كانت ضمن مجموعة من المتظاهرين الذين اعتُقلوا في ساحة الميدان، وزُجّ بها في زنزانة دون أي اعتبار لمكانتها الفنية، مشيراً إلى أن هذا الموقف الشجاع يُحسب لها في تلك الظروف القاسية.

وفيما يتعلق بوفاة مي سكاف، أكد قطيفان، استناداً إلى نتائج التحقيقات الفرنسية، أنها توفيت نتيجة جلطة دماغية، نافياً بشكل قاطع أي شبهات أو ظروف غامضة أحاطت بالحادثة، على عكس ما روّجت له بعض الأقاويل.

إشادة برشا شربتجي.. ومرارة “ابتسم أيها الجنرال”

في سياق أكثر إيجابية، عبّر عبد الحكيم قطيفان عن تقديره العميق للمخرجة رشا شربتجي، مؤكدا أن العمل معها في مسلسلي “غزلان في غابة الذئاب” و”الولادة من الخاصرة” يمثلان علامات بارزة في مسيرته الفنية، وأثنى على أسلوبها الإخراجي الدقيق والمفعم بالروح الإيجابية، متمنياً تكرار هذا التعاون المثمر في المستقبل.

بالمقابل، وصف قطيفان تجربته في مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” بأنها “الأكثر إيلاماً” في مسيرته المهنية، على الرغم من أن العمل كان موجهاً ضد نظام الأسد، وأوضح أنه كرّس عامين كاملين من الجهد والتحضير للدور، وكان على استعداد لتقديمه دون أي مقابل مادي، مكتفياً بعقد رمزي.

ورغم هذا النجاح الهائل، لم يخفِ قطيفان خيبة أمله من تجاهل وسائل الإعلام للمسلسل، قائلاً: “لم تُدعَ أنا ولا أي من زملائي في العمل إلى مقابلات أو لقاءات إعلامية.. لا إذاعة ولا قناة ولا حتى صحيفة واحدة، وهذا الغياب الممنهج عن التغطية الإعلامية ترك في داخلي شعورا عميقا بالحزن والغبن استمر لعامين”.

وأضاف بأسى: “بينما تُمنح الأضواء لأعمال أقل قيمة وأثرا، بقي ابتسم أيها الجنرال في الظل، منسيا من الإعلام.. ولذلك بقي في وجداني حالة حزن دامت لعامين، حتى سقط نظام الأسد المستبد، وفي لحظة سقوطه، شعرت بانتشاء حقيقي.. فقد أعاد لنا هذا العمل بعدما بدأ الإشادة به والحديث عنه شيئا من الحق المسلوب”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة