أدان “الاتحاد الأوروبي” ما وصفها بـ”الهجمات العنيفة” والاشتباكات التي تلتها في مدن الجنوب السوري بريف دمشق والسويداء ودرعا، وما نتج عنها من سقوط عدد كبير من الضحايا في جنوب سوريا.
ودعا “الاتحاد الأوروبي” في بيان رسمي له يوم الأربعاء، إلى وقف العنف في جميع أنحاء سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، واحترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في جميع الظروف. فما وراء هذا البيان؟
“الاتحاد الأوروبي” يدعو لتحقيق شفاف
كما دعا التكتل الأوروبي في بيانه إلى تحقيق سريع وشفاف ونزيه لضمان تقديم الجناة للعدالة، مشيرا إلى ضرورة أن ينبغي السماح لآليات “الأمم المتحدة” ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالوصول إلى المنطقة والمساهمة في كشف الحقائق.

ولفت بيان “الاتحاد الأوروبي” أن هذه الحوادث تؤكد على ضرورة اضطلاع السلطات الانتقالية بمسؤولياتها في حفظ النظام وحماية السكان في جميع أنحاء سوريا.
كما تُذكّر بالحاجة المُلِحّة لجهود العدالة الانتقالية والمصالحة، باعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدما في عملية انتقال سلمي وشامل، وأكد البيان أن “الاتحاد الأوروبي” يقف على أهبة الاستعداد لدعم سوريا في هذه الجهود.
وطالب “الاتحاد الأوروبي” جميع الأطراف الخارجية إلى الاحترام الكامل لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، معتبرا أن الهجمات والتوغلات الإسرائيلية الأخيرة، تُهدد بتقويض الاستقرار، وتفاقم التوترات الطائفية، وتعريض العملية الانتقالية للخطر. وعليه حث “الاتحاد الأوروبي” إسرائيل على الالتزام ببنود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
واختتم البيان أن “الاتحاد الأوروبي” سيظل ملتزما بدعم الانتقال السلمي والشامل، الخالي من التدخل الأجنبي الضار، والذي يضمن حقوق جميع السوريين دون تمييز من أي نوع.
ويأتي بيان “الاتحاد الأوروبي” في أعقاب تصاعد التوترات جنوب سوريا، لاسيما في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق، بعد أن روج البعض لمزاعم (لم يتثبت أحد من صحتها) ملفقة تشير لوجود تسريب صوتي لأحد مشايخ الطائفة الدرزية يحمل إساءة للنبي محمد، في 25 نيسان/أبريل الماضي، ما أثار موجة غضب واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأجّج مشاعر الاحتقان الطائفي في عدة مناطق.
وانفجرت التوترات الطائفية هذه المرة في الاعتداء على طلبة الجامعة من أبناء الطائفة الدرزية في جامعتي دمشق وحمص، ومن ثم اندلاع اشتباكات مسلّحة في أشرفية صحنايا، وصحنايا، وجرمانا، وهي مناطق ذات غالبية درزية في ريف دمشق.
الاشتباكات العنيفة التي جرت في جرمانا، وأشرفية صحنايا، وصحنايا بريف دمشق، كانت نتيجة هجوم شنته مجموعات مسلّحة متشددة محسوبة على الإدارة في دمشق ضد الدروز، وقد تصدى فصائل محلية درزية لهذه الهجمات، وسط وقوع قتلى وجرحى من جميع الأطراف.
ومن ثم اتسعت رقعة المواجهات العنيفة لتمتد إلى قرى في محافظة السويداء. وفي غضون ذلك، تدخلت إسرائيل على الخطّ، لتقوم بقصف أهدافا داخل سوريا ضد الحكومة السورية الجديدة، معلنة أنها ستتدخل لحماية أبناء الطائفة الدرزية من أي تهديدات محتملة.
ما وراء البيان الأوروبي؟
بيان “الاتحاد الأوروبي” تجاه أحداث العنف الأخيرة في الجنوب السوري ربما يمثل إدانة صريحة وواضحة للسلطات في دمشق إلى تحمل مسؤولياتها في ضبط الأمن وحماية جميع المكونات السورية.
كما يمكن النظر إلى البيان على أنه يتضمن مطالب مباشرة للسلطات في دمشق، أبرزها فتح تحقيق سريع وشفاف ونزيه في تلك الأحداث، إلى جانب دعوة صريحة للسماح بوجود آليات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني على الأرض، في إشارة لافتة لضرورة وجود رقابة دولية على ما يجري وتوثيق الانتهاكات بعيدا عن أي تسييس.
ويُفهم من البيان أيضا أن ثمة تشكيكا ضمنيا في مصداقية الإجراءات التي تتخذها السلطات، ولا سيما في ظل غياب أي نتائج حتى الآن من لجنة تقصي الحقائق التي أنشأها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بعد المجازر التي وقعت في الساحل السوري، في آذار/مارس الماضي.
كما حمّل “الاتحاد الأوروبي” السلطات القائمة، وخصوصا السلطات الانتقالية، مسؤولية حفظ النظام وحماية المدنيين، في تلميح سياسي يُعيد التأكيد على ضرورة إصلاح بنية الحكم، أي إشراك جميع المكونات في إدارة البلاد، وليس فقط معالجة الأحداث كوقائع معزولة.
كما أشار البيان إلى أولوية العدالة الانتقالية والمصالحة كطريق وحيد نحو حلّ شامل لجميع السوريين، ويُظهر استعداد “الاتحاد الأوروبي” لدعم هذا المسار، في رسالة سياسية موجهة إلى السلطات بدمشق بأن الحل الأمني وحده غير كافٍ، وأن المساءلة والمحاسبة الشفافة والحقيقية والسلم الأهلي هما أساس أي استقرار مستقبلي.
- أزمة بوسي شلبي مع نجلَي محمود عبد العزيز تتصاعد.. وتضامن فني واسع
- تعيين الهايس “خطأ جسيم”.. وترامب يمدد حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن سوريا
- الشرع يكرّس حكم العائلة: صفحات جديدة بنفس الحبر القديم؟
- سلام يتفقد الحدود مع سوريا وفرنسا تسلّم لبنان خرائط لدعم ترسيم الحدود
- استيلاء على منازل في حي عش الورور بدمشق تحت التهديد بالاعتقال والضرب
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا

توجه لطباعة العملة السورية في أوروبا.. أين تكمن الجدوى الاقتصادية؟

بدلًا من روسيا.. لماذا تتجه الإدارة السورية لطباعة العملة المحلية في أوروبا؟

البرلمان الهولندي يسعى لإعادة فرض العقوبات على سوريا.. ما السبب؟
الأكثر قراءة

هجومان لـ”داعش” يستهدفان مواقع “قسد” بريف دير الزور في سوريا

هجوم حاد على ديمة بياعة بسبب إيحاءات وكلمات نابية: ما القصة؟

هبوط أسعار السيارات في سوريا.. عوامل تفسر أسباب تراجعها إلى ربع قيمتها

موفق طريف يلتقي قائد بالجيش الإسرائيلي.. وتصاعد في أشرفية صحنايا بسوريا

موجة غلاء تضرب أسعار الخضروات في الأسواق السورية.. متى يتوقف ارتفاع سعر البندورة؟

مصعب العلي: من ساحات الثورة إلى تحديات وزارة الصحة
المزيد من مقالات حول سياسة

تعيين الهايس “خطأ جسيم”.. وترامب يمدد حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن سوريا

سلام يتفقد الحدود مع سوريا وفرنسا تسلّم لبنان خرائط لدعم ترسيم الحدود

استيلاء على منازل في حي عش الورور بدمشق تحت التهديد بالاعتقال والضرب

الاتحاد الأوروبي يدين أحداث العنف بالجنوب السوري.. ما وراء ذلك؟

جولة مفاوضات ثالثة بين أنقرة وتل أبيب.. ما مطالب إسرائيل الرئيسية؟

عبد القادر طحان قائد جهاز الأمن العام: هل يغسل “التاريخ الجهادي” بالمنصب؟

الشرع يسعى للقاء ترامب.. هل يكسب الدعم الأميركي؟
