كشف تقرير لصحيفة عبرية أن اللواء في الجيش الإسرائيلي، دافيد زيني، والمرشح لتولي رئاسة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أجرى جولة سرية في ضواحي العاصمة السورية دمشق، ضمن استعداداته لتولي المنصب.

وبحسب تقرير لصحيفة “إسرائيل هيوم”، دخل زيني برفقة جنود إلى مناطق قرب دمشق تُصنف بأنها خارج نطاق الأراضي المحتلة رسميا، لكن يتواجد فيها قوات الجيش الإسرائيلي.

زيارة إسرائيلية سرية قرب دمشق

وتشمل هذه المناطق مواقع شهدت أحداث عنف استهدفت الطائفة الدرزية، إلى جانب منشأة طبية يستخدمها الجيش الإسرائيلي لعلاج جرحى، وفق تقرير الصحفية العبرية.

نتنياهو على قمة جبل الشيخ رفقة كبار المسؤولين في إسرائيل- “إنترنت”

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق استعدادات الجيش الإسرائيلي لما وصفته بـ”شتاء ساخن” في منطقة جبل الشيخ، وتسمى أيضا بـ”جبل حرمون”، هو الأشد صعوبة مما عرفوه منذ عام 1967. 

وقال النقيب الاحتياط، قائد إحدى الوحدات: “نحن نصنع التاريخ هنا. قبل أشهر فقط، كان مجرد التواجد في جبل الشيخ، على بعد 20 كيلومترا من دمشق، حلما. هذا الموقع استراتيجي لأمن الدولة”.

وتقول الصحفية العبرية إن “ديفيد زيني، المُعيّن رئيسا لـ(الشاباك)، لا ينتظر تعيينا رسميا في الحكومة، بل يُمهّد الطريق لتوليه المنصب. وبينما تُناقش القنوات والشبكات الإخبارية مسألة تعيينه، يدرس زيني المجالات التي سيُديرها”.

كما علمت “يسرائيل هيوم” أن زيني أجرى خلال الأسبوعين الماضيين جولتين في المنطقة الشمالية، وتحدث مع مقاتلين، إلى جانب جولة أخرى في منطقة غزة. وتضمنت الزيارة الأولى محادثة مع قادة “لواء الإلكسندروني” المتمركزين حاليا في سوريا، وهو لواء تابع للجيش الإسرائيلي وقد خاض عدة حروب إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في نهاية هذا الأسبوع، سيُنشر مقال حول “مرافقتنا لقوات الجيش الإسرائيلي عند خط الحدود الفعلي الجديد، على قمة جبل الشيخ. تقع المنطقة على بُعد 20 كيلومترا فقط من دمشق. ويكشف المقاتلون، الذين يستخدمون مركبات رباعية الدفع ذات قدرات هائلة، لأول مرة عن العمليات السرية التي شاركوا فيها”.

إذا صحّت هذه الأنباء، فإنها تثير العديد من التساؤلات حول التطبيع بين دمشق وتل أبيب، إلى جانب قيام إسرائيل بضمّ مناطق أخرى إلى سيطرتها. والأهم ما إذا كانت هذه التحركات تمهد لصدام عسكري مباشر بين سوريا وإسرائيل، خاصة مع التصعيد الأخير في الجنوب. لكن مع ذلك، من غير المرجح اندلاع حرب في المدى القريب، ذلك لتداخل المصالح الدولية والإقليمية، ورغبة بعض الأطراف الفاعلة إدارة الصراع بأدوات أمنية وسياسية بدلا من العسكري؟ وهل تعزز هذه التحركات سيناريو التقسيم الفعلي لسوريا، حيث تترسخ مناطق نفوذ لدول مختلفة، ويُدار المشهد السوري عبر اتفاقات أمنية جزئية.

يأتي هذا الخبر في خضم التصعيد الأخير بين سوريا وإسرائيل، على خلفية إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه الجولان وردّ الجيش الإسرائيلي بسلسلة غارات جوية ومدفعية استهدفت مناطق في ريفي درعا والقنيطرة.

إلى جانب جولة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، الميدانية فوق مرتفعات الجولان برفقة مسؤولين إسرائيليين، وذلك ضمن زيارته الرسمية إلى إسرائيل لبحث تطورات الملف السوري والتنسيق الأمني الإقليمي.

ثمة توتر بين إسرائيل وسوريا- “إنترنت”

وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، ومنها صحيفة “إسرائيل هيوم“، فإن باراك اطلع على الأوضاع الأمنية في الجولان، وزار عددا من المواقع الاستراتيجية برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الأمن الداخلي، رون درمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إلى جانب عدد من القادة العسكريين.

وقالت الصحيفة العبرية إن الزيارة تهدف إلى “تقييم التهديدات القادمة من سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع”، وفقا لمصادر إسرائيلية.

الاستيلاء على “جبل الشيخ”

بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، سارعت إسرائيل بالاستيلاء على “جبل الشيخ” وعدة مواقع في الجولان السوري المحتل.

وجائت تلك التحركات بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو آنذاك انهيار “اتفاقية فك الاشتباك” لعام 1974 مع سوريا، وأمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة (235 كيلومترا مربعا) حيث تنتشر فيها قوات “أندوف” التابعة للأمم المتحدة.

هذا وتعتبر منطقة “جبل الشيخ”، التي تقع في الجزء الغربي من سوريا بالقرب من الحدود اللبنانية منطقة عازلة بين سوريا وإسرائيل، منذ سبعينيات القرن الماضي وما قبلها، إذ جرى تحديد هذه المنطقة العازلة بين الطرفين وفق “اتفاق فض الاشتباك”، وظلت لنحو 50 عاما خاضعة للاتفاق الذي أبرم حينها، لفصل القوات التي حاربت في أكتوبر/تشرين الأول 1973، وفق تقارير صحفية.

وحينها قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة “إكس” إن “جبل الشيخ”، عاد للسيطرة الإسرائيلية” بعد 51 عاما “في لحظة تاريخية مؤثرة”.

في حين قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر إنه أمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة “جبل الشيخ” طيلة فصل الشتاء، مضيفا أن ثمة أهمية أمنية كبيرة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة الجبل الاستراتيجي، وسط ما كان يجري من أحداث في سوريا.

وفي إسرائيل، يسمى الجبل بـ “عيون الأمة”، نظرا لارتفاعه الذي يجعله مكانا استراتيجيا لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل على علو 2280 مترا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات