رغم الموافقات الإقليمية والدولية التي نالتها مشاريع نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا، إلا أن واقع الحال في سوريا وتواجد النفوذ الإيراني فيها، يدفع للتساؤل حول احتمالية اصطدام تلك المشاريع بالتعطيل الإيراني لها وتأثير طهران السلبي عليها.

ولعل التساؤل الآخر الجدير بالإشارة إليه، يتمحور حول الترحيب الذي أبدته دمشق بطلب لبنان استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ومدى إمكانية استمرار إيجابياته في ظل المشاريع الموازية لمشروع الغاز المصري، لدى كل من طهران وموسكو، وسعيهم لمد أنابيب الطاقة عبر سوريا والعمل على تصديرها نحو أوروبا.

تقارير صحفية أردنية أفادت يوم أمس، بأن الاجتماع الرباعي الأردني السوري المصري اللبناني حول المشاريع التي ستصب في مصلحة لبنان وسوريا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، سيعقد يوم الأربعاء المقبل.

وذكرت التقارير أنه سيتم خلال الاجتماع توقيع مذكرة تفاهم بين الدول الأربع، يتم بناءً عليها تشكيل لجان فنية مختصة لبحث جاهزية الدول لاستقبال وتمرير الغاز المصري.

مضيفة أن هذه اللجان ستدرس أيضا جاهزية البنى التحتية في هذه الدول خصوصا في سوريا ولبنان، وتحديد موعد مقترح للبدء في ضخ الغاز المصري إلى لبنان وكذلك تمرير الكهرباء الأردنية.

أوضاع شكل النفوذ الإيراني في سوريا، يقضي باحتمالية وجود عوائق ليست بالسهلة أمام مرور الطاقة من مصر والأردن نحو لبنان، منها ما يرتبط بمصداقية دمشق وإمكانية استمرار تعهدها وترحيبها بالحفاظ على استمرار المشروع والابتعاد عن المساومات السياسية.

ومنها ما يتعلق بما قد يتم تقديمه لطهران وموسكو لمنع أي عرقلة للمشروع، أو بمعنى آخر الآليات الموضوعة لسبل مواجهة أية عراقيل محتملة طارئة أو مزمنة.

الباحث في العلاقات الدولية، ‘‘محمود علوش’’ قال خلال حديث لـ(الحل نت) إن إيران تدفع باتجاه أن يعتمد لبنان عليها في مسألة استجرار الطاقة في المستقبل، لذا فهي «هي تتوجس من هذا المشروع وترى فيه منافساً لطموحاتها الاقتصادية والسياسية في لبنان».

بينما أشار إلى أن دمشق تريد المضي في هذه المشاريع لما قد تحققه من فوائد اقتصادية وسياسية، وذلك بسبب ما ستساهم به من كسر للعزلة العربية والدولية التي تواجهها.

وحول المواقف الأميركية والروسية من استمرار المشاريع العابرة للأراضي السورية، اعتبر علوش بأن واشنطن متوجّسة من محاولة إيران استغلال الأزمة الاقتصادية في لبنان لتعزيز هيمنتها عليه، «لذلك تدعم المشروع ووافقت على ما يبدو على استثنائه من العقوبات المفروضة على دمشق، أما الروس فيدعمون هذا المشروع طالما أنّه سيعود بالنفع الاقتصادي والسياسي على دمشق».

يذكر أن وفداً وزارياً لبنانياً رفيع مؤلف من نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الدفاع والخارجية ‘‘زينة عكر’’، ووزير المال ‘‘غازي وزني’’، ووزير الطاقة ‘‘ريمون غجر’’، والمدير العام للأمن العام اللواء ‘‘عباس إبراهيم’’، وصلوا يوم السبت إلى سوريا.

وعقد الوفد اللبناني لقاء في مقر وزارة الخارجية السورية بحضور وزيري الخارجية والنفط السوريين، ‘‘فيصل المقداد’’، و‘‘بسام طعمة’’، حيث جاءت تلك الزيارة كأول زيارة حكومية لبنانية رسمية إلى سوريا منذ العام 2011.

وبعد الاجتماع، قالت وكالة ‘‘فرانس برس’’ إن «سوريا وافقت على طلب لبنان السماح بمرور الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر الأراضي السورية».

وكانت قد أعلنت ‘‘الرئاسة اللبنانية’’ الشهر الماضي، موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مرورا بسوريا فلبنان، حيث استثنت واشنطن لبنان من العقوبات المفروضة على سوريا والتي تحظر إجراء أي تعاملات مالية أو تجارية معها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.