ها هي قصة قاتل الطالبة الجامعية المصرية نيرة أشرف تقترب من نهايتها، بعد قرار “محكمة جنايات المنصورة” اليوم، الذي يعد واحدا من أسرع القرارات التي تخص القضايا الجنائية بتاريخ القضاء المصري.

“محكمة جنايات المنصورة” شمال القاهرة، قضت، الثلاثاء، بإعدام الشاب محمد عادل، بعد أيام قليلة على ذبحه لزميلته الطالبة في “جامعة المنصورة”، نيرة أشرف.

المحكمة أمرت بإحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية، وذلك لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه بتهمة القتل العمد.

يأتي القرار، بعد أن عقدت المحكمة، أول أمس الأحد، أولى جلسات محاكمة الطالب المتهم بقتل زميلته نيرة أشرف، عمدا مع سبق الإصرار والترصد.

تفاصيل الجريمة

الجريمة وقعت، يوم الاثنين من الأسبوع المنصرم، عندما أظهرت مقاطع مصورة، محمد عادل يجري وراء زميلته نيرة أشرف، ومن ثم ينحرها بسكين خارج أسوار “جامعة المنصورة”.

النيابة العامة المصرية، أفادت في بيان نشرته بعد يوم من الحادثة، بأن النائب العام أمر بحبس قاتل الطالبة نيرة أشرف أمام “جامعة المنصورة” على ذمة التحقيقات.

قرار الحبس جاء لاتهامه بقتل أشرف عمدا مع سبق الإصرار أمام “جامعة المنصورة”، بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث.

وأضاف البيان، أن النيابة العامة استمعت “إلى عشرين شاهدا، منهم والدي المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها”.

المشاهد المروعة للجريمة، أثارت موجة من الغضب والاستنكار في مصر وفي بعض البلدان العربية، خاصة وأن المقاطع المصورة التي تم نشرها، تظهر عددا لا بأس به من المارة في مكان الحادثة، لم يحاولوا التدخل لمنع الجريمة.

حقوقيون وإعلاميون وممثلون، انتقدوا ما وصفوه بالثقافة العنفية، التي تسمح بعنف الذكور ضد المرأة، بعد مقتل الشابة نيرة أشرف على يد زمليها خارج جامعتها، فقط لقولها لا. “لا أريد الزواج بك”.

انتحار قاتل إرشيد

حادثة “جامعة المنصورة”، لحقتها حادثة أخرى هزت الأردن والعالم العربي، الخميس الماضي، عندما شهدت “جامعة العلوم التطبيقية الخاصة”، إقدام شخص مجهول على اغتيال فتاة جامعية أردنية تدعى إيمان إرشيد، عبر إطلاق 5 رصاصات صوبها.

أول أمس الأحد، أعلن الأمن العام في الأردن، تحديد مكان قاتل الشابة إيمان إرشيد مختبئا في مزرعة بمنطقة “بلعما”، ولدى محاصرته من قبل رجال الأمن، انتحر عبر إطلاق النار على نفسه.

بيان للأمن العام الأردني، قال إن قاتل إرشيد يدعى عدي خالد عبدالله حسان، من مواليد عام 1985، وعند محاصرته من قبل القوات الأمنية، أشهر سلاحه باتجاه رأسه، رافضا تسليم نفسه ومهددا بالانتحار.

وأضاف البيان، أن “القوة الأمنية قامت بمفاوضته، إلا أنه رفض ذلك وأطلق النار على نفسه في منطقة الجانب الأيمن من الرأس (الصدغ الأيمن) بحسب التقرير الطبي، وتم نقله للمستشفى، قسم العناية الحثيثة، فبل أن يفارق الحياة لاحقا”.

كانت إيمان إرشيد فارقت الحياة، بعد أن أطلق القاتل 5 رصاصات، 4 منها توزعت على جسدها والطلقة الخامسة أصابت رأسها، لتفارق الشابة الجامعية الحياة وهي في ريعان الشباب.

وطالب أردنيون وعائلة الضحية عبر مواقع “التواصل الاجتماعي” بعد وقوع الجريمة، بإنزال القصاص العادل بالجاني، الذي كان سيواجه في حال إلقاء القبض عليه، تهمة القتل العمد، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقا، وفق القانون الأردني.

العنف ضد النساء عربيا

في وقت سابق، قالت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) في بيان لها، إنه على الرغم من بعض الإصلاحات المحدودة، لا تزال النساء في العالم العربي يواجهن “تمييزا مجحفا راسخا وعنفا، بصفة يومية”.

“أمنستي” أشارت، إلى أن ذلك يأتي في ظل تقاعس الحكومات الشديد عن وضع حد لعمليات الاعتقال والاختطاف والاغتيال التعسفية، وما يسمى بـ “القتل من أجل الشرف”، وغير ذلك من أشكال العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

كما قالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى “أمنستي”، إنه “في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا تزال العديد من النساء والفتيات تعانين في حياتهن من الواقع اليومي للعنف في المنزل أو في الشارع”.

وفق المنظمة فإنه، في السنوات الأخيرة، أحرزت عدة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقدما محدودا في مجال حقوق المرأة على المستوى التشريعي والمؤسسي.

أخيرا، أشارت “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” في تقرير سابق لها، إلى أن 37 بالمئة من النساء في العالم العربي، يتعرضن للعنف الجسدي أو العنف الجنسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.