جرائم ذكورية مستمرة في العالم العربي، وسط عدم وجود قوانين رادعة للعنف الذكوري ضد المرأة في بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى ضعف في تنفيذ القوانين في بلدان أخرى.

النتيجة جراء ذلك، هو استفحال ظاهرة العنف ضد المرأة من قبل الذكوريين، بل وتماديها لتمارس جرائمها علنا، وآخرها هذا الأسبوع، عندما شهد وقوع جريمتين بشعتين في مصر والأردن.

الجريمة الأولى كانت مقتل شابة جامعية مصرية نحرا على يد زميلها، يوم الاثنين الماضي، والثانية اغتيال فتاة جامعية بـ 5 رصاصات في الأردن، اليوم الخميس.

فيما يخص جريمة اليوم، شهدت “جامعة العلوم التطبيقية الخاصة” في الأردن، إقدام شخص مجهول على اغتيال فتاة جامعية أردنية، عبر إطلاق 5 رصاصات صوبها.

4 رصاصات توزعت على جسدها والطلقة الخامسة أصابت رأسها، لتفارق إيمان مؤيد إرشيد الحياة وهي في ريعان الشباب، فيما لاذ القاتل بالفرار، بعد رميه الرصاص في الهواء؛ كي لا يمسك به الأمن.

بيان لـ “الأمن العام الأردني”، أكد وفق وسائل إعلام أردنية، إقدام الشاب على إطلاق العيارات النارية تجاه إرشيذ، داخل “جامعة العلوم التطبيقية الخاصة”.

غضب أردني

البيان قال، إن الحادث نتج عنه إصابتها ونقلت إلى المستشفى بحالة سيئة، مضيفا أن الفاعل لاذ بالفرار وبوشرت التحقيقات لتحديد هويته وإلقاء القبض عليه.

مواقع “التواصل الاجتماعي” في الأردن، ضجت بنبأ مقتل الفتاة الجامعية، وعبر المتفاعلون عن غضبهم من استمرار العنف، وأرجعوا ذلك إلى ضعف إن لم يكن شبه غياب تطبيق القانون ضد الجناة.

مغرد أردني يدعى نجم قال عبر “تويتر” “كالعادة الموضوع رح يقعد ترند يومين وبعدها بكم يوم رح يصير جريمة ثانية بتشبهها؛ لأنه القوانين عنا بتحمي المجرم، بالذات قانون إسقاط الحق الشخصي. لازم نتحرك، لازم نعتصم عشان الهمجية توقف، والفئة المتخلفة من المجتمع ندفنها”.

مغردة أخرى تدعى ريم الذبيان، قالت إن “من برر للقاتل في جريمة بنت جامعة المنصورة في مصر، هو شريك في جريمة بنت جامعة العلوم التطبيقية في الأردن”.
 
في السياق، تداول رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، في الأردن، صورة قالوا إنها لتهديد تلقته إرشيد عبر “إنستجرام”، يظهر تهديدها من قبل شاب بالقتل على غرار الطالبة المصرية نيرة أشرف.

حسب المعلومات المتوافرة على حساب الطالبة إيمان إرشيد، فإنها تدرس في “جامعة العلوم التطبيقية الخاصة”، في كلية ”رفيدة“ للتمريض. وتعود أصولها إلى عشيرة ”آل مقداد“ المنحدرة من محافظة إربد.

جريمة “المنصورة”

فيما يخص جريمة “جامعة المنصورة” في مصر، فقد وقعت الجريمة، الاثنين المنصرم، عندما أظهرت مقاطع مصورة شخصا يجري وراء فتاة تدعى نيرة أشرف، ومن ثم ينحرها بسكين خارج أسوار الجامعة

النيابة العامة المصرية، أفادت في بيان نشرته أول أمس الثلاثاء، بأن النائب العام أمر بحبس قاتل الطالبة نيرة أشرف أمام “جامعة المنصورة” على ذمة التحقيقات.

قرار الحبس جاء لاتهامه بقتل أشرف عمدا مع سبق الإصرار أمام “جامعة المنصورة”، بعدما أقر المتهم خلال استجوابه بالتحقيقات بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث.

وأضاف البيان، أن النيابة العامة استمعت “إلى عشرين شاهدا، منهم والدي المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها”.

أمس الأربعاء، حدّدت “محكمة الاستئناف المختصة” في مصر، أولى جلسات المحاكمة لمرتكب الجريمة محمد عادل، وقالت إن موعد الجلسة الأولى، سيكون يوم الأحد المقبل، أمام “محكمة الجنايات”.

المشاهد المروعة للجريمة، أثارت موجة من الغضب والاستنكار في مصر وفي بعض البلدان العربية، خاصة وأن المقاطع المصورة التي تم نشرها، تظهر عددا لا بأس به من المارة في مكان الحادثة، لم يحاولوا التدخل لمنع الجريمة.

نسبة تعنيف المرأة عربيا

حقوقيون وإعلاميون وممثلون، انتقدوا ما وصفوه بالثقافة العنفية، التي تسمح بعنف الذكور ضد المرأة، بعد مقتل الشابة نيرة أشرف على يد زمليها خارج جامعتها، فقط لقولها لا. “لا أريد الزواج بك”.

في وقت سابق، قالت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) في بيان لها، إنه على الرغم من بعض الإصلاحات المحدودة، لا تزال النساء في العالم العربي يواجهن “تمييزا مجحفا راسخا وعنفا، بصفة يومية”.

“أمنستي” أشارت، إلى أن ذلك يأتي في ظل تقاعس الحكومات الشديد عن وضع حد لعمليات الاعتقال والاختطاف والاغتيال التعسفية، وما يسمى بـ “القتل من أجل الشرف”، وغير ذلك من أشكال العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

كما قالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى “أمنستي”، إنه “في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا تزال العديد من النساء والفتيات تعانين في حياتهن من الواقع اليومي للعنف في المنزل أو في الشارع”.

وفق المنظمة فإنه، في السنوات الأخيرة، أحرزت عدة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقدما محدودا في مجال حقوق المرأة على المستوى التشريعي والمؤسسي

أخيرا، أشارت “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” في تقرير سابق لها، إلى أن 37 بالمئة من النساء في العالم العربي، يتعرضن للعنف الجسدي أو العنف الجنسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.