لا يزال مقتل نورزان الشمري، حديث العديد من العراقيين، رغم مرور ما يقارب الأسبوع على حادثة قتلها، التي هزّت البلاد.

تمتلك نورزان الشمري حساب على منصة إنستجرام، وحين فتحه، سيُلاحظ أنه يحتوي على 9 منشورات فقط، لا غير.

يعود أول منشور لها، إلى عام 2020، بينما تنحصر فترة المنشورات الثمانية المتبقية في مدة لا تتجاوز الشهر قبل قتلها من قبل أهلها.

آخر كلمات نورزان الشمري

آخر ما قالته نورزان_الشمري في منشور حمل صورة لها مع صديقتها عبر حسابها قبل قتلها بأيام هذه الكلمات: «اصنع حرباً من أجل سعادتك».

https://www.instagram.com/p/CSpUwcnIUIx/?utm_medium=copy_link

لم يكن عدد من يتابعون حساب “حسناء بغداد“، كما باتت تعرف في العراق، سوى 23 ألفاً، لكن العدد يزداد يومياً منذ قتلها، حتى بلغ الآن 45 ألفاً.

من يتابع منشورات “نوزران”، سيجد أنها تكتب عبارات قصيرة معها، تبدو أنها كلمات عادية لمن لا يعرفها، لكنها تعبّر عن معاناتها في حياتها مع أقاربها.

نورزان الشمري والعنف الأسري

تعاني نورزان الشمري من العنف الأسري منذ صغرها، وانتهت حياتها بقتلها على يد شقيقها بالاشتراك مع 2 من أولاد عمه طعناً بالسكين.

تقول الشابة الراحلة في المنشور قبل الأخير لها: «لا أنحني ولو باتت جبال الأرض على كتفي»، وهي كلمات تعبر عن قوتها بمواجهة عنف أهلها.

https://www.instagram.com/p/CSfbed6ogI7/?utm_medium=copy_link

زُوّجت “نورزان” وهي «قاصر» بعمر 13 عاماً لرجل يكبرها بـ 20 سنة، ثم تطلقت منه، لتعنيفه لها، وزوجها أهلها ثانية بعمر الـ 16 لرجل مختل عقلياً.

قوة نورزان الشمري

تطلقت نورزان الشمري من الثاني أيضاً، وهنا حاول عمها تزويجها من ابنه، لكنها رفضت، فأراد قتلها، لكنها هربت مع أمها فقط، بحثاً عن حياة هانئة.

تكمن قوة نورزان، بأنها واجهت المصاعب، سكنت بجنوبي بغداد بالإيجار، وبدأت تدرس، وتعمل بذات الوقت بمحل لصنع الحلوى، لتعيل نفسها وأمها.

في المنشور السابع، كتبت “نورزان”: «هدوء في الظاهر وفوضى في الأعماق»، بما يشير إلى معاناتها التي لا يراها أحد، قدر ما يرون مظهرها البهي فقط.

https://www.instagram.com/p/CSP4bHEobaq/?utm_medium=copy_link

غيّرت نورزان الشمري اسمها الحقيقي “نور الهدى” إلى “نورزان”، كي لا يعرفها أهلها وأقاربها، وينفذون مسعاهم بقتلها، لكن ذلك لم يعنها.

كيف قُتلَت نوزران الشمري؟

فقبل أسبوع، وبينما كانت عائدة من عملها ليلاً نحو مسكنها، خرج بوجهها شقيقها و2 من أولاد عمه وسط الشارع قرب جسر الجادرية ببغداد.

طعنوها بالسكين أمام أنظار المارة بمنطقة الجادرية من جهة أبو نؤاس، حتى قتلت، وانتهت حياتها وهي لم تتجاوز 20 عاماً بعد، ولم تستمتع بحياتها.

كتبت نورزان الشمري في المنشور السادس: «أنت العليم بما في القلب من وجع. أنت الرحيم بضعف لست أقواه»، وهي كلمات أخرى تبرز مصاعبها.

https://www.instagram.com/p/CSJyMe4IsMx/?utm_medium=copy_link

قبضت القوات_العراقية على شقيق “نورزان”، الذي اعترف بقتلها، ولا تزال تبحث عن أولاد عمه للقبض عليهم، ثم أخذ الحكم بحقهم فيما بعد.

مقتل نورزان الشمري يعيد القانون للواجهة

أعاد مقتل نورزان الشمري، مطالبات المجتمع المدني بضرورة تشريع قانون العنف_الأسري من قبل البرلمان_العراقي، الذي لم يقره بعد.

كانت الحكومة_العراقية أقرّت القانون في العام المنصرم، وأرسلته للبرلمان ليشرّعه، لكن الأحزاب الإسلامية تقف بوجه تشريعه؛ لأنه «يحرّر المرأة»، بحسبها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.