المواصلات من أكثر الأمور الحياتية التي يعاني منها السوريين بشكل يومي، سواء بسبب قلة أعداد وسائل النقل العامة في ظل نقص توفر مادة المازوت وارتفاع أسعارها، إضافة إلى محاولات السائقين المتكررة تكديس الناس وتحميل أعداد كبيرة زائدة عن قدرة وسيلة النقل، طمعا بالحصول على المزيد من المال.

السائق لا يتقاضى راتب

وقال سائق أحد الباصات لصحيفة “الوطن” المحلية، أن سبب هذه المشكلة لأن السائقين لا يتقاضون أجورهم وفقا لنظام الرواتب والأجور المقطوعة، وإنما يحصلون على أجرة مقطوعة كل دفتر وتبلغ 1500 ليرة.

وأشار السائق، إلى أن  الباص يستطيع أن يستوعب 95 راكبا وهو الحد الأقصى في حين أن سعة الباص حوالي 70 راكبا.

وأضاف السائق، أنه يعمل منذ السابعة صباحا وحتى الحادية عشرة ليلا ويستهلك حوالي 12 دفترا وأن غلة الباص اليومية تتراوح بين 200 و250 ألفا وحصته اليومية تتراوح بين 15 و20 ألفا.

اقرأ أيضا: مع ارتفاع الأسعار.. “السوزوكي” وسيلة المواصلات الأنسب في دمشق

ويلجأ بعض السائقين إلى ضمان الباصات، من أجل الحصول على أجر يومي يكفي معيشة أسرته، حيث قال سائق يعمل على خط كراجات سومرية، للصحيفة المحلية، أنه يتعهد الباص مقابل مبلغ معين يدفعه آخر اليوم وهو 200 ألف ليرة ولا علاقة للشركة التي يعمل بها سوى التزامه بالخط، أما باقي الغلة فهي له وللمعاون الذي يساعده في منع محاولة تهرب البعض من دفع الأجرة.

30 بالمئة أجرة السائق من غلة الباص

ومن الأساليب الأخرى التي يتبعها السائقين من أجل تحصيل أكبر قدر من الأجرة اليومية، ” كل سائق خلال عمله يتسلم أربع، دفاتر مجموع مبالغها 80 ألفا وعليه أن ينتهي منها خلال عمله ولا يوجد إرجاع وإذا انتهى من الدفاتر فإن الباقي من حصته”، وفق ما قاله سائق في تقرير نشرته صحيفة محلية.

وتبلغ معدل السفرات التي يقوم بها سائق سرفيس خلال عمله لمدة 8 ساعات يتراوح بين 5 و6 سفرات وأن أجرته كسائق سرفيس تبلغ 30 بالمئة من كامل غلة السرفيس أي حوالي 15 ألفا، ومعدل الربح اليومي له في حال عمل من 7 صباحا حتى 10 مساء بين 30 و40 ألف ليرة.

قطاع النقل لا يتدخل بعمل السائقين

مازن دباس، عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، أوضح “أن موضوع علاقة الشركات الخاصة بسائقيها أمر خاص بها ولا نتدخل به”.

وأشار دباس، إلى أن بعض الركاب لا يتقبلون انتظار الباص الآخر، وأكد أنه في أوقات الذروة يحاول بعض الركاب بشتى السبل الصعود إلى الباص حتى لو كان مزدحما.

وتسعى  المحافظة لتوفير وسائل النقل وتتابع عملها ووصولها وعدم تسربها من الخطوط إضافة لحصول جميع وسائل النقل الداخلي من باصات وسرافيس على مستحقاتها من مادة المازوت.

اقرأ أيضا: تأثيرات سلبية على المواصلات بدمشق بعد نقص شديد للمازوت

وسائل جديدة للمواصلات بسبب غلاء الأسعار

مع كل ارتفاع لأسعار المحروقات في سوريا، تشتد أزمة المواصلات لا سيما عدد ارتفاع تعرفة أجور النقل وعزوف الكثير من سائقي سيارات النقل العامة عن العمل، بدعوى عدم تلقيهم مخصصات كافية من المحروقات لتشغيل مركباتهم ما عطل العمل على خطوط النقل.

حيث توجه المواطنين إلى الشاحنات المغلقة وسيارات “السوزوكي“، كبديل عن سيارات النقل من أجل الوصول إلى وجهاتهم وأماكن عملهم بشكل يومي.

وتؤكد صحيفة “الوطن” المحلية إن سيارات “السوزوكي، دخلت بقوة على خطوط لنقل بين العاصمة دمشق وريفها، وحجزت لها مكانا خاصا.

وتصف الصحيفة الحصول على مقعد جانبي في سرفيس خلال وقت الذروة في دمشق بـ”الحلم”، وحتى السوزكي يصبح الوصول إلى مقعد داخلها مستحيلا، ما يضطر البعض للجلوس داخل صندوق السيارة على الأرضية لمن تقطعت به السبل، ويتبين أن المسألة لا تكمن في العودة من العاصمة بل تتجاوز ذلك إلى القدوم إليها صباحا.

ويضطر الأهالي لدفع مبلغ 1500 ليرة سورية، وهي تعرفة غير رسمية لأصحاب سيارات “السوزوكي” مقابل الخدمات التي يقدمونها، كبديل عن وسائل النقل العامة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.