عقدت المحكمة الألمانية في مدينة “فرانكفورت”، اليوم الأربعاء، أولى جلسات محاكمة الطبيب السوري علاء  موسى، الذي يواجه اتهامات تتعلق بتعذيب معتقلين في السجون السورية، وفي مشافي عسكرية بمدينتي حمص ودمشق.

السجن المؤبد مع نهاية الصيف

مصادر حقوقية لـ“الحل نت” أفادت بتحديد المحكمة الألمانية لـ14 جلسة بشأن محاكمة الموسى حتى الآن، وذلك بمعدل جلستين أسبوعيا، في من المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها النهائي مع نهاية الصيف القادم.

وبحسب تقديرات المصادر الحقوقية فإن الموسى سيواجه عقوبة السجن المؤبد، على خلفية اتهامه بـ8 تهم تتعلق بتعذيب 18 شخصا وقتل آخر تحت التعذيب في سوريا.

قد يهمك: أنور رسلان.. محكمة ألمانية تقضي بسجن ضابط سوري مدى الحياة

وقالت المصادر لـ“الحل نت” تعليقا على جلسة المحاكمة الأولى: “التهم الموجهة عند إثباتها على موسى بعد جلسات الاستماع للشهود ستندرج ضمن القانون الألماني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ما يؤدي بالنتيجة إلى أن يحكم بالسجن المؤبد في ألمانيا“.

وحددت المحكمة الألمانية يوم الثلاثاء المقبل، موعدا لعقد جلسة محاكمة ثانية، إذ من المقرر أن يتم خلالها الاستماع إلى 9 شهود، منهم من تعرض للتعذيب ومنهم من شهده في المشافي العسكرية السورية.

وفي 19 من حزيران/يونيو 2020، ألقت السلطات الألمانية القبض على الطبيب موسى، المتهم بتعذيب المعتقلين وحرق أعضائهم التناسلية خلال عمله طبيبا في سوريا.

إفادة علاء موسى للمحكمة الألمانية

خلال إفادته لمحكمة فرانكفورت، قال علاء موسى في شهادته التي اطلع عليها موقع “الحل نت”، إنه لم يخدم في الحقل العسكري في سوريا، “لم أكن يوما عسكريا، و عملت في المشافي العسكرية كطبيب مدني و ليس عسكري، ودفعت بدلا للجيش مبلغ 8 آلاف دولار، و ما زلت مدنيا إلى اليوم”.

وتابع “أحمل الإقامة الدائمة منذ عام 2017 في ألمانيا، و لم يكن لدي أي مخالفات سابقة في سوريا. لقد استطعت جمع بعض المال من أجل شراء منزل في ألمانيا، وراتبي هنا يصل شهريا بين 7 آلاف و 12 ألف يورو. استطعت جلب عائلتي (أمي ، أبي، أختي) إلى ألمانيا”.

وأضاف في إفادته “لدي طفلين و أنا من مواليد حمص، و لقد درست الطب في حلب، و بعدها عملت في أكثر من مشفى. قبل الحرب لم يكن لدينا أي مشكلة كمسيحيين في سوريا. عمي كان قدوتي و كان طبيبا و أصبح بعدها بروفيسور، و أمي كانت دائما تشجعني على أن أكون مثله”.

وقال أيضا إنه عمل في “تلكلخ و المجتهد و كثير من المشافي التابعة لوزارة الصحة التي كانت فقط مدنية، و لم يكن أي شخص عسكري يعمل في تلك المشافي. لم يكن خياري أن أعمل في المشافي العسكرية بعد تخرجي، فلقد تقدمت بطلبات لعدة مشافي، و تم قبولي في المشفى العسكري، و لو رفضت العرض لكان عليّ الانتظار من 6 أشهر إلى سنة حتى أستطيع الحصول على عمل في مشفى آخر و هذا السبب الذي جعلني أقبل العمل في المشفى العسكري.

العنف الجنسي جريمة ضد الإنسانية

عمل علاء موسى طبيبا في سجن للمخابرات العسكرية بحمص عام 2011، في الفترة من 23 من تشرين الأول/أكتوبر إلى 16 من تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وفي تلك الفترة، تعرض العديد من الشبان المعتقلين لجلسات تعذيب في المشفى. وعمل أيضا في المشفى العسكري 601 بالمزة في دمشق.

كما تشمل أساليب التعذيب الأخرى التي يقول المدعون إنه استخدمها ضد المدنيين المحتجزين، غمر الأعضاء التناسلية لمراهق بالكحول في مستشفى عسكري بحمص وإضرام النار فيها باستخدام قداحة، كما أنه متهم بمحاولة حرمان السجناء من قدرتهم الإنجابية في قضيتين.

أنتونيا كلاين، المستشارة القانونية في “المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان”، قالت إن العنف الجنسي باعتباره جريمة ضد الإنسانية سيلعب دورا مهما في المحاكمة.

كلاين أضافت أن المحاكمة “تُظهر أيضا مدى تنوع الجرائم (في الصراع السوري) وبأي حجم ستواصل الحدوث”.

وتأتي جلسات محاكمة الطبيب السوري بعد أيام من إعلان القضاء الألماني على العقيد السوري في جهاز الاستخبارات، أنور رسلان، بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتعذيب.

ويعد هذا الحكم، الأول من نوعه الذي يصدر في المحاكم الأوروبية، في قضية مرتبطة بجرائم التعذيب في سوريا، والتي اشتدت مع اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط النظام الحاكم في آذار 2011.

واتهم مكتب المدعي العام الفدرالي، في 23 نيسان/ أبريل 2020، الضابط والمسؤول السابق عن التحقيق في الفرع 251 ما يعرف باسم “الخطيب“، أنور رسلان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين عامي 2011 و2012.

للقراءة أو الاستماع: سوريون يرفضون اللجوء إلى أوروبا لأسباب غير متوقعة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة