تتفاقم معاناة الأهالي في سوريا، في ظل فوضى الأسعار التي تعاني منها الأسواق السورية، وعجز الحكومة عن ضبط أسعار السلع الأساسية، ما يزيد من المعاناة الاقتصادية للعائلات السورية، تزامنا مع دخول الشهر الثاني لتنفيذ قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات.

ارتفاع مستمر في الأسعار

وقالت صحيفة “الوطن” المحلية في تقرير، إنها رصدت ارتفاعا جديدا للأسعار في أسواق سوريا، ” حيث تراوح سعر لتر الزيت النباتي أمس بين 15 و16 ألف ليرة بعد أن كان يباع بسعر9.5 آلاف ليرة قبل أسبوعين أي قبل بدء العملية العسكرية في أوكرانيا وتجاوز سعر تنكة الزيت سعة 16 كيلو 200 ألف ليرة بعد أن كان بحدود 125 ألف ليرة“.

قد يهمك: احتيال وتلاعب بالأسعار في أسواق دمشق واللاذقية

وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأربعاء، فإن “الكميات الموجودة منها في الأسواق قليلة جدا، ووصل سعر كيلو السمنة إلى 16 ألفا بعد أن كان يباع بسعر 10.5 آلاف ووصل سعر التنكة سعة 16 كيلو إلى200 ألف ليرة بعد أن كان بـ130 ألفا، وكيلو الأرز أصبح بسعر 7500 ليرة بعد أن كان يباع بسعر 6500 ليرة ويتراوح سعر كيلو السكر بين 3 آلاف و3.5 آلاف ليرة“.

من جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي عابد فضيلة، أن أسباب الارتفاع في الأسعار التي تشهده سوريا، يعود بالدرجة الأولى إلى الاحتكار وقلة المواد وحجب السلع عن البيع، إضافة لانخفاض نسبة الاستيراد.

وفي تصريحات نقلتها “الوطن” أشار فضيلة، إلى أن ارتفاع أسعار النفط والطاقة بسبب الحرب، أثر على أسعار السلع الأساسية في معظم أنحاء العالم، وعانت الدول من تضخم لا يقل عن 10 بالمئة وفي أميركا تجاوز 20 بالمئة وارتفعت الأسعار في كل هذه الدول ومنها روسيا.

كذلك أعاد الحديث عن العقوبات الاقتصادية التي تطال الحكومة السورية، ما سبب بزيادة معاناة السوريين على حد تعبيره.

وفشلت الإجراءات الحكومية في ضبط أسعار السلع في الأسواق، كما عجزت عن ضبط احتكار المواد الأساسية، الذي أصبح حالة منتشرة في مختلف المناطق السورية.

واتجهت العديد من العائلات لتخزين المواد الأساسية، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسعارها، ذلك في إطار تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا، ما أدى أيضا لفقدان بعض المواد في الأسواق.

وأكد الخبير الاقتصادي صلاح العبسي، أن اتجاه فئة من الأهالي إلى تخزين المواد بكميات كبيرة، كان له دور في فقدان بعض المواد.

وقال العبسي في اتصال هاتفي مع “الحل نت” الثلاثاء: “هناك اتجاه من المستهلك للتخزين، لكن اسباب ارتفاع وندرة المواد متعددة، أهمها الاحتكار، ومعروف أن التجار يتجهون لاحتكار المواد مع اقتراب شهر رمضان، إضافة إلى موجة الارتفاع العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وعدم وجود آلية حكومية واضحة لضبط الأسواق“.

لا تحرك حكومي لوقف جنون الأسعار

شهد العام الحالي، وخاصة بعد إلغاء الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ازديادا جنونيا في أسعار المواد، ترافق مع فقدان بعضها بشكل جزئي أو كامل من السوق، كمادة الزيت.

وشمل ارتفاع الأسعار، معظم المواد الأساسية، كالسكر والخضار والفواكه، والحبوب، وسط تدهور اقتصادي كبير لدى المواطنين، وفي مقابل ذلك لم تقم الحكومة ومؤسساتها المعنية بالتصدي لارتفاع الأسعار بأي تحرك عملي حتى الآن لوقف ارتفاع الأسعار والاحتكار.

اقرأ أيضا: ليست مستوردة من روسيا أو أوكرانيا.. أين اختفت هذه المواد من الأسواق السورية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.